ارتجاع المريء هو حالة طبية شائعة تحدث عندما يعود محتوى المعدة إلى المريء ويتساءل الكثير من الأشخاص المصابون بهذه الحالة هل ارتجاع المريء مرض خطير؟ فعلى الرغم من أنه قد يبدو مزعجًا وغير مريح، إلا أن ارتجاع المريء لا يُعتبر دائمًا مرضًا خطيرًا.
ومع ذلك، في بعض الحالات إذا لم يتم علاجه أو إذا كان شديدًا، يمكن أن يؤدي ارتجاع المريء إلى مضاعفات خطيرة مثل تآكل في بطانة المريء (التهاب المريء) أو حتى سرطان المريء. لذلك، من المهم فهم ما إذا كان ارتجاع المريء مجرد حالة طفيفة أم مرض خطير يتطلب عناية طبية، فما هي أعراض ارتجاع المريء ومضاعفاته وكيفية العلاج؟ هذا ما سوف نتعرف عليه في السطور القادمة.
هل ارتجاع المريء مرض خطير؟
لا يشكل الارتجاع الحمضي بحد ذاته تهديدًا للحياة، ولكن يمكن أن يسبب الارتجاع الحمضي المزمن مضاعفات صحية خطيرة ومهددة للحياة.
مضاعفات مرض الارتجاع المعدي المريئي
بدون علاج، يمكن أن يتسبب مرض الارتجاع المعدي المريئي إذا لم يُعالج في العديد من المضاعفات الصحية الخطيرة، بما في ذلك:
- التهاب الجيوب الأنفية.
- الربو عند البالغين.
- ارتجاع الحمض إلى الرئتين.
- التهاب المريء وهو التهاب أو تورم أو تهيج المريء.
- تضيق المريء.
- قرحة المريء أو النزيف.
- مريء باريت وهو عبارة عن حالة تنطوي على تغيرات سرطانية سابقة للمريء.
- سرطان المريء إذ يعد أخطر تهديد لمرض الارتجاع المعدي المريئي هو سرطان المريء، والذي يبلغ معدل البقاء على قيد الحياة فيه 20٪ في جميع المراحل.
لا يُصاب معظم الأشخاص المصابين بمرض الارتجاع المعدي المريئي بسرطان المريء، ويمكنهم التحكم في هذه المشكلة الصحية بنجاح عن طريق الأدوية وتغييرات نمط الحياة.
هل ارتجاع المريء يسبب الوفاة؟
كما يتسائل البعض هل ارتجاع المريء مرض خطير، يتسا ئل أخرون هل ارتجاه المرئ يسبب الوفاة.
لا توجد حالات مسجلة لشخص توفى بسبب الارتجاع الحمضي، ولكن يمكن أن يتسبب ارتجاع المرئ في دخول حمض المعدة إلى الرئتين أثناء النوم، ما يمكن أن يسبب سعالًا حارقًا.
أقرأ أيضًا: ارتجاع المريء الأسباب والأعراض.
متى تختفي أعراض ارتجاع المرئ؟
مع العلاج المناسب يمكن أن يستغرق الأمر حوالي شهر واحد لعلاج الضرر الناتج عن ارتداد الحمض، إذ تعد الخطوة الأولى في العلاج هي إزالة المشكلة، فإذا كان بإمكانك منع ارتداد الحمض من الحدوث عن طريق إزالة السبب الكامن وراءه، فإن جسمك لديه فرصة للشفاء.
علامات الشفاء من ارتجاع المرئ
يمكن أن يلاحظ الأشخاص أن أعراضهم تخف أو تصبح أقل تكرارًا أو تختفي تمامًا، ومن المهم حينها التحدث مع الطبيب المعالج حول تقليل استخدام الأدوية عندما يلاحظ المريض تحسنًا في الأعراض.
أعراض الارتجاع الحمضي
الأعراض الأساسية للارتجاع الحمضي هي حرقة المعدة، والتي تشبه عادةً ألمًا حارقًا في منتصف الصدر، ولكن ليس كل الأشخاص الذين يعانون من الارتجاع الحمضي يعانون من حرقة المعدة، وتتضمن ك الأعراض المحتملة الأخرى:
قد يهمك: اعراض ارتجاع المرئ للبالغين والرضع والأطفال وطرق تخفيفها.
كيف تخلصت من ارتجاع المرئ؟
إذا كنت تعاني من نوبات متكررة من حرقة المعدة أو أي أعراض أخرى لارتجاع المريء، يمكنك تجربة ما يلي للتخلص من هذه الحالة المزعجة:
أفضل طريقة للمساعدة في منع المضاعفات هي تجنب الأطعمة أو الأنشطة التي يمكن أن تؤدي إلى ارتداد الحمض، وفيما يلي بعض النصائح لتجنب ارتداد الحمض العرضي التي تشمل:
تناول الطعام باعتدال وببطء
يحدث المزيد من الارتجاع إلى المريء عندما تكون المعدة ممتلئة جدًا؛ لذلك يفضل تناول الطعام بكميات معتدلة وببطء، كما يمكنك تجربة تناول وجبات صغيرة بشكل متكرر بدلاً من ثلاث وجبات كبيرة يوميًا.
تجنب بعض الأطعمة التي تسبب الأعراض
لا تزال هناك بعض الأطعمة التي من المرجح أن تؤدي إلى ارتجاع المريء أكثر من غيرها، بما في ذلك:
- الأطعمة الدهنية.
- الأطعمة الحارة.
- النعناع.
- الطماطم.
- البصل.
- الثوم.
- القهوة.
- الشاي.
- الشوكولاتة.
- الكحول.
إذا كنت تتناول أيًا من هذه الأطعمة بانتظام، يمكنك محاولة التخلص منها لترى ما إذا كان ذلك يتحكم في أعراض ارتداد المريء، ثم حاول إضافتها مرة أخرى واحدة تلو الأخرى.
تجنب المشروبات الغازية
تتسبب المشروبات الغازية في التجشؤ؛ مما يؤدي إلى إرسال الحمض إلى المريء، لذلك عليك تجنب هذه المشروبات ويمكنك شرب الماء العادي بدلاً من الماء الفوار.
تجنب تناول الطعام قبل النوم
تساعد الجاذبية وحدها في إبقاء الحمض في المعدة عند الوقوف أو حتى الجلوس؛ لذلك يُفضل تناول الطعام قبل ثلاث ساعات من الذهاب إلى السرير، وهذا يعني عدم أخذ قيلولة بعد الغداء مباشرة، وعدم تناول العشاء المتأخر أو الوجبات الخفيفة في منتصف الليل.
لا تتحرك بسرعة كبيرة
تجنب ممارسة التمارين الرياضية الشاقة لبضع ساعات بعد الأكل، ويعد المشي بعد العشاء أمر جيد، ولكن التمرين الأكثر إرهاقًا وخصوصًا إذا كان يتضمن الانحناء، يمكن أن يرسل الحمض إلى المريء.
نم على منحدر
من الناحية المثالية يجب أن يكون الرأس أعلى من القدمين؛ لذلك يفضل النوم مع رفع رأس السرير بمقدار 6-8 بوصات.
فقدان الوزن إذا نصح بذلك
إذ يؤدي الوزن الزائد إلى انتشار البنية العضلية التي تدعم العضلة العاصرة للمريء السفلية، ما يؤدي إلى الارتجاع وحرقة المعدة، كما يوصى بتجنب ارتداء الملابس الضيقة حول البطن.
الإقلاع عن التدخين والابتعاد عن التدخين السلبي
عند الإقلاع عن التدخين يمكن التخلص من أعراض ارتجاع المريء، إذ يمكن أن يؤدي النيكوتين إلى استرخاء العضلة العاصرة للمريء السفلية.
تحقق من الأدوية التي تتناولها
يمكن لبعض الأدوية أن تعمل على استرخاء العضلة العاصرة بما في ذلك:
- هرمون الاستروجين بعد انقطاع الطمث.
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات.
- مسكنات الألم المضادة للالتهابات.
في حين أن البعض الآخر يمكن أن تهيج المريء وخصوصًا الأدوية التي يتم تناولها لزيادة كثافة العظام.
أقرأ أيضًا: علاج ارتجاع المرئ في المنزل ب 8 طرق بسيطة.
طرق علاج الارتجاع الحمضي
يمكن أن يوصي الطبيب بأن يقوم الشخص بتغييرات معينة في نمط حياته أو يتناول أدوية للمساعدة في إدارة ارتداد الحمض أو مرض الارتجاع المعدي المريئي، وتتضمن بعض خيارات العلاج المحتملة ما يلي:
1)- تغييرات نمط الحياة مثل ما ذكرناه بالأعلى.
2)- الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية أو بوصفة طبية، مثل:
مضادات الحموضة: هي الأدوية التي تساعد في تخفيف حرقة المعدة.
حاصرات مستقبلات الهيستامين 2: وهي الأدوية التي تقلل من إنتاج حمض المعدة.
مثبطات مضخة البروتون: هي الأدوية التي تقلل من إنتاج حمض المعدة وتساعد في التئام بطانة المريء.
قد يهمك: موزابرايد الدواء الفعال لعلاج عسر الهضم وارتجاع المريء.
3)- الإجراءات الجراحية لمرض الارتجاع المعدي المريئي الشديد، والتي قد تشمل:
- جراحة إنقاص الوزن أو جراحة السمنة
يمكن لهذا الإجراء أن يساعد في تعزيز فقدان الوزن لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، كما يمكن أن يساعد في تخفيف أعراض مرض الارتجاع المعدي المريئي.
- طي القاع
وهو إجراء يتضمن الخياطة حول الجزء العلوي من المعدة للمساعدة في منع حمض المعدة من دخول المريء.
- التنظير الداخلي
عبارة عن إجراء يتضمن استخدام منظار داخلي لتشخيص وعلاج أعراض الجهاز الهضمي.
متى يجب الاتصال بالطبيب؟
نادرًا ما تكون نوبات الارتجاع الحمضي العرضية سببًا للقلق، ولكن يمكن أن تشير النوبات المتكررة إلى مشكلة أساسية تتطلب العلاج، لذلك يجب على الشخص التحدث مع طبيبه المعالج إذا كان يعاني من واحد أو أكثر من الأعراض التالية:
- أعراض الارتجاع الحمضي التي تحدث معظم الأيام لمدة 3 أسابيع أو أكثر.
- الارتجاع الحمضي الذي لا يستجيب لتغييرات نمط الحياة المناسبة أو الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية.
أعراض إضافية، مثل:
- تعلق الطعام في الحلق.
- القيء المتكرر.
- فقدان الوزن غير المبرر.
قد يهمك: انتودين لعلاج الحموضة وعسر الهضم واراتجاع المرئ.
إذا اشتبه الشخص في أن ألم صدره أنه يمكن أن يكون بسبب نوبة قلبية، فيجب عليه طلب الطبيب فورًا.
في الختام، نأمل أن نكون قد أجبنا بالتفصيل على سؤالكم هل ارتجاع المريء مرض خطير؟ وذكرنا لكم كل ما يخص هذا الشأن، إذ يحدث الارتجاع الحمضي عندما يتسرب حمض المعدة من المعدة إلى المريء، ونادرًا ما يكون الارتجاع الحمضي سببًا للقلق ولكن يمكنه أن يشير إلى حالة طبية كامنة.
يجب على الشخص الذي يعاني من الارتجاع الحمضي المتكرر الاتصال بالطبيب المختص للحصول على التشخيص والعلاج المناسب، إذ أنه بدون علاج يمكن أن يسبب مرض الارتجاع الحمضي مضاعفات خطيرة مثل الربو والتغيرات البنيوية في المريء.
