إعلان رئيسي
مقالات دكتورك

الشريان الأورطي..أهميته في جسم الإنسان وأهم الأمراض التي تصيبه

وظيفة الشريان الأورطي

يعتبر الشريان الأورطي(الشريان الأبهر) من أهم الشرايين في جسم الإنسان، حيث أن له دورًا حيويًا في نقل الدم المؤكسج من القلب إلى باقي أعضاء الجسم. يتميز هذا الشريان بقدرته على تحمل ضغط الدم العالي، وتوزيع الدم بشكل فعّال. وترجع أهمية الشريان الأبهر في النظام القلبي الوعائي إلى تركيبه المعقد ووظائفه الحيوية.

فما هو الشريان الأبهر؟ أين يقع؟ ما وظيفته؟ وما هي أهم الأمراض التي تصيبه؟ سوف نتعرف في هذا المقال عن كل ما تريد معرفته عن هذا الشريان.

ما هو الشريان الأورطي؟ وأين يقع؟

الشريان الأبهر أو الأورطي هو أكبر وعاء دموي في الجسم، حيث يبلغ طوله أكثر من 1 قدم وقطره بوصة في أوسع نقطة له، ويضيق قطره إلى 2 سنتيمتر نحو الحوض. ويحمل الدم من القلب إلى باقي أجزاء الجسم.

يبدأ الشريان الأبهر من البطين الأيسر للقلب وينقسم إلى فروع تصل إلى مختلف أجزاء الجسم، مما يساعد على ضمان وصول الدم المؤكسج بكفاءة.

وظيفة الشريان الأورطي

تكمن وظيفة هذا الشريان الأساسية في نقل الدم المؤكسد من القلب إلى باقي الجسم، مما يعزز من توفير الأكسجين والمواد الغذائية الضرورية لأعضاء وأنسجة الجسم المختلفة، مما يساعد على الحفاظ على وظائف الجسم الأساسية.

تركيب الشريان الأبهر

يتميز الشريان الأبهر ببنية فريدة تتكون من ثلاث طبقات مختلفة تساهم في قوته ومرونته، حيث تمكنه من تحمل الضغط العالي للدم الذي يضخ من القلب وتضمن استمرارية تدفق الدم بكفاءة عبر الجهاز الدوري. وتشمل هذه الطبقات ما يلي:

  •  الطبقة الداخلية: هي الأنبوب التي يمر الدم من خلالها، تحتوي على نسيج عضلي أملس، نسيج ضام، وخلايا بطانية. وهذه الخلايا تمكّن الدم من نقل الاكسجين والمواد المغذية دون امتصاصه إلى أن يصل إلى المكان المناسب.
  •  الطبقة الوسطى: تتكون هذه الطبقة من نسيج العضلات الملساء، الإيلاستين والكولاجين (البروتينات). وهذه المواد تمكِّن الشريان الأبهر من سد حاجات الدم المتغيرة في الجسم. ويتسع الشريان الأورطي عندما يحتاج المزيد من الدم. وإذا كان هناك حاجة إلى كمية أقل من الدم، فإنه يضيق.
  •  الطبقة الخارجية: الطبقة الخارجية تثبت الشريان الأورطي في مكانه. كما أنها تتصل بالأعصاب والأنسجة القريبة.

التركيب التشريحي للشريان الأورطي

تركيب الشريان الأبهر

ينقسم الشريان الأبهر إلى العديد من الأقسام، بما في ذلك ما يلي:

  •  جذر الأبهر: هو القسم الذي يتصل بالقلب. هذا هو أوسع جزء في الشريان.
  •  الصمام الأبهري: ثلاث رقع من الأنسجة التي تفتح وتغلق لإطلاق الدم الغني بالأكسجين من القلب.
  •  الأبهر الصاعد: انحناء صاعد بين جذر الأبهر وقوس الأبهر، ويوجد على بعد قليل من خروج الأبهر من القلب.
  •  قوس الأبهر: جزء منحنٍ يعطي الأبهر شكله الذي يشبه القضيب. ويربط هذا القوس بين الأبهر الصاعد والنازل.
  •  الشريان الأورطي النازل: جزء طويل ومستقيم يمتد من الصدر (الشريان الأورطي الصدري) إلى منطقة البطن (الشريان الأورطي البطني).

الأمراض التي تصيب الشريان الأورطي

هناك العديد من الأمراض والحالات التي تصيب أجزاء الشريان الأبهر، والتي يمكن أن تؤثر على قدرة الأورطي على القيام بعمله، بما في ذلك ما يلي:

١. مرض الصمام الأبهري

 وتشمل أمراض الصمام الأبهري ما يلي:

  • ارتجاع الصمام الأورطي: وفي هذه الحالة لا ينغلق الصمام بشكل صحيح. وهذا يؤدي إلى تدفق الدم مرة أخرى إلى القلب بدلاً من الخروج إلى الجسم.
  • تضيق الأبهر: يصبح الصمام الأبهر صلبًا وضيقًا، مما يحد من تدفق الدم إلى الجسم.
  • مرض الصمام الأبهري ثنائي الشرف: يحتوي الصمام الأبهري على شرفتين فقط بدلًا من ثلاثة. ويكون هذا العيب موجود عند الولادة ولكن قد لا يسبب أي أعراض حتى سن البلوغ.

٢. تمدد الأوعية الدموية وتسلخ الأورطي

 وتشمل بعض الحالات الأكثر شيوعًا التي تؤثر على الشريان الأورطي ما يلي:

  •  تمدد الشريان الأورطي البطني: ضعف في جدار الشريان الأورطي، مما يؤدي إلى بروزه أثناء مروره عبر منطقة البطن.
  •  جذر الأبهر المتوسّع: اتساع في جذر الأبهر بشكل غير طبيعي.
  •  تمدد الشريان الأورطي الصدري: انتفاخ في الشريان الأورطي يحدث أثناء مروره عبر الصدر.
  • قرحة الأبهر: تراكيب دهنية (لويحات) تكسر نسيج الطبقة الداخلية للأبهر لتصل إلى الطبقة الوسطى.
  •  تسلخ الأورطي: تمزق في البطانة الداخلية للأبهر. وهذا يؤدي إلى تسرب الدم إلى الفراغ بين الطبقات الوسطى والداخلية.
  •  تمزق الشريان الأورطي: تمزق يمتد عبر جميع طبقات نسيج جدار الأبهر. وهذا يؤدي إلى انسكاب الدم الغني بالأكسجين إلى الجسم.

٣.عيوب القلب موجودة عند الولادة

وتؤثر بعض أمراض القلب الخلقية على الشريان الأبهر، بما في ذلك ما يلي:

  •  تضيق الشريان الأبهر: عندما يكون الشريان الأورطي ضيقًا بشكل غير طبيعي. وهذا يجعل القلب يعمل بجهد أكثر من اللازم لضخ الدم إلى الجسم.
  •  متلازمة قصور القلب الأيسر (HLHS): مجموعة من عيوب القلب التي تؤثر على الجانب الأيسر من القلب.
  •  قوس الأبهر المتقطع: حالة نادرة لا يتطور فيها الأبهر بشكل صحيح. مما يؤثر على تدفق الدم إلى الجسم ويتطلب العلاج بعد فترة وجيزة من الولادة.

٤. أمراض أخرى تصيب الشريان الأورطي 

هناك بعض الحالات التي تؤثر على الشريان الأبهر، وبعضها نادر الحدوث، بما في ذلك ما يلي:

  • تصلب الشرايين الأبهري: تراكم الدهون والكولسترول على الجدار الداخلي للشريان الأورطي، مما يؤثر سلبًا على وظائفه.يمكن أن يؤدي إلى تصلب جدران الشريان الأبهر والتأثير سلبًا.
  • عدوى الأبهر: حالة نادرة تحدث عندما يصاب الأبهر بالعدوى.
  • التهاب الشريان الأورطي: التهاب في جدار الشريان الأبهر. ومن المرجح أن تتطور هذه الحالة في الأشخاص الذين يعانون من أمراض المناعة الذاتية التي تهاجم الأنسجة السليمة.
  • الخثرة الجدارية: الجلطات الدموية التي تؤثر على تدفق الدم من خلال الأوعية الكبيرة، مثل الشريان الأبهر.
  • التهاب الشرايين تاكاياسو: التهاب يصيب فروع الأبهر التي تنقل الدم إلى الذراعين والرقبة والدماغ.

من هم أكثر عرضة للإصابة أمراض الشريان الأبهر؟

خطر الإصابة بتمدد الأوعية الدموية الأبهرية أو تمزقها أو تسلخها يزداد مع تقدم العمر ومن المرجح أن تحدث هذه الأمراض في كبار السن. ويزداد أيضًا خطر الاصابة ببعض أمراض الأورطي عندما تكون مصابا بحالة مزمنة تؤذي الأوعية الدموية. بما في ذلك ما يلي:

  •  مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD).
  •  داء السكري.
  •  إرتفاع ضغط الدم.
  •  الكولسترول العالي.
  •  توقف التنفس أثناء النوم.
  •  الإجهاد.
  •  أن تكون ذكرًا.
  •  الافراط في شرب الكحول.
  •  التدخين أو استخدام منتجات التبغ الأخرى.

كيف يتم اكتشاف وتشخيص أمراض الشريان الأورطي؟

هناك عدة فحوصات يمكن من خلالها تشخيص الإصابة بأمراض الشريان الأبهر، بما في ذلك ما يلي:

  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يستخدم لالتقاط صور مفصلة للشريان الأورطي وتحديد أي تشوهات.
  • تخطيط صدى القلب: يقيم وظيفة القلب والشريان الأورطي من خلال استخدام الموجات فوق الصوتية.
  • التصوير المقطعي المحوسب (CT): يوفر صورًا مفصلة تساعد في تشخيص حالات تمدد الاوعية الدموية وغيرها.

العلاجات والإجراءات اللازمة لعلاج الشريان الأبهر

هناك عدة خيارات علاجية يمكن أن تساعد في علاج أمراض الشريان الأورطي، بما ذاك ما يلي:

  • التدخل الجراحي: ويعتبر هو أفضل خيار لعلاج تمدد الشريان الأورطي وبعض التشوهات الخطيرة من خلال استبدال الجزء المتضرر من الشريان.
  • العلاج الدوائي: يشمل استخدام بعض  الأدوية للتحكم في ضغط الدم والعديد من الحالات التي تؤثر على الشريان الأبهر.
  • المتابعة الدورية: وذلك للكشف المبكر عن المشاكل والأمراض وضمان السيطرة على أي تطورات محتملة.

هل يمكن الوقاية من أمراض الشريان الأورطي؟

ومن الصعب الوقاية من بعض الحالات، بما في ذلك العيوب الخلقية والأمراض الوراثية. ولكن هناك بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها لتجنب الإصابة بأمراض الشريان الأبهر، بما في ذلك ما يلي:

  • تناول نظام غذائي صحي ومغذي.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  •  اتباع تعليمات العناية بالحالات المزمنة التي يمكن أن تتلف الأوعية الدموية. قد يصف لك الطبيب أدوية لخفض ارتفاع ضغط الدم والكولسترول أو ضبط مستويات السكر في الدم.
  •  الحد من المشروبات التي تحتوي على الكحول إلى واحد أو اثنين في اليوم أو تجنبها تمامًا.
  •  السيطرة على الإجهاد.
  •  الإقلاع عن التدخين أو منتجات التبغ الأخرى.

في الختام، عليك أن تهتم بصحة الشريان الأورطي، وفهم خصائصه ووظائفه. وأيضًا القيام بالفحوصات الدورية للكشف عن الأمراض التي تصيب الشريان الأبهر. وذلك لأن هذه الأمراض يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل السكتة الدماغية، فشل القلب، أو حتى الوفاة المفاجئة. لذلك، من الضروري الكشف المبكر عن هذه الحالات ومعالجتها بفاعلية.

المصدر
webmdufhealthsphealthclevelandclinicmountsinaiheart

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!