إعلان رئيسي
قاموس الأمراض الطبية

داء السكري: الأعراض والأسباب وطرق العلاج

كل ما تريد معرفته عن داء السكري

يعد داء السكري (Diabetes) من الأمراض الشائعة التي يصاب بها العديد من الناس حيث ينتشر حول العالم وخاصة في الدول النامية والمتوسطة الدخل التي سجلت معدل انتشار أسرع للمرض عن الدول المتقدمة، و قد يصاحبه العديد من المشاكل والمخاطر على الصحة، ويأتي داء السكري في المركز الرابع بين الأمراض الغير سارية المسببة للوفاة المبكرة دون سن 65، وتتوقع منظمة الصحة العالمية أنه بحلول عام 2030 سيكون مرض السكر هو سابع عامل يؤدي إلى الوفاة.

 سنتناول في هذا المقال كل ما تحتاج أن تعرفه عن هذا المرض.

داء السكري

هو زيادة نسبة الجلوكوز في الدم نتيجة عدم قدرة الجسم على التعامل مع الجلوكوز الموجود في الدم بشكل سليم.

تراكم الجلوكوز في الدم قد يسبب العديد من الأمراض الخطيرة أشهرها أمراض القلب ومشاكل الأسنان واللثة ومشاكل العيون، وقد تصل المخاطر إلى فقدان البصر والفشل الكلوي والوفاة في بعض الحالات.

يوجد أنواع عديدة من مرض السكر ويختلف التعامل معها على حسب كل نوع، وليس كل الأنواع تنتج من العادات الصحية السيئة أو زيادة الوزن فبعضها تصاب به منذ الطفولة.

أسباب الإصابة بداء السكري

يحدث مرض السكر لسببين رئيسيين هما:

  • عدم قدرة البنكرياس على إفراز كمية مناسبة من هرمون الأنسولين الذي يساعد على دخول الجلوكوز إلى داخل الخلايا للحصول على الطاقة ، كما يساعد الكبد على تحويل الفائض من الجلوكوز إلى جليكوجين
  • أو عدم قدرة الجسم على استخدام الأنسولين المُفرز بشكل فعال.

وقد يحدث هذا لعدة عوامل منها اتباع حمية غذائية غير صحية غنية بالسكريات والنشويات أو زيادة الوزن أو بسبب الإصابة ببعض الفيروسات التي تتلف البنكرياس أو نتيجة وجود بعض العوامل الوراثية والمناعية أو بسبب تقدم العمر.

أنواع داء السكري

ينقسم داء السكرى إلى ثلاث أنواع اساسية ونوعين يُعدان مرحلة انتقالية قبل الإصابة الفعلية بمرض السكر كالآتي:

داء السكري من النوع الأول

يسمى (Juvenile diabetes) ويحدث بسبب عدم قدرة الجسم على إنتاج القدر الكافي من هرمون الأنسولين اللازم لتكسير الجلوكوز.

ولذلك يعتمد في علاجه على استخدام دواء الأنسولين، وعادة مايصاب به الشباب أو الأطفال.

داء السكري من النوع الثاني

في هذا النوع من مرض السكر، يفرز الجسم الكمية المناسبة من الأنسولين ولكن المشكلة في استجابة الخلايا للهرمون، فهي لم تعد تعمل كما في السابق، لذلك، تقل قدرة الجسم على استخدام الأنسولين المُفرز بشكل فعال.

يعد هذا النوع أكثر الانواع انتشاراً ويعتقد الأطباء أن له علاقة وطيدة بالسمنة المفرطة والتقدم في العمر.

سكري الحمل

 داء السكري الحملي تُصاب بعض النساء الحوامل بهذا النوع من مرض السكر خلال فترة الحمل بسبب عدم قدرة البنكرياس على إفراز الكمية المناسبة من الأنسولين للحد من تأثير بعض الهرمونات المُفرزة من المشيمة والتي تُزيد من مقاومة الخلايا للأنسولين فلا ينتقل سكر الجلوكوز انتقالاً كاملاً من الدم إلى داخل الخلية، تاركاً جزء منه في الدم مسبباً ارتفاع فى نسبة السكر عن النسبة الطبيعية دون أن تصل إلى النسبة اللازمة لتشخيص مرض السكري.

وعلى الرغم من انتهاء كل تلك الأعراض بعد الولادة إلا أن تلك النساء تظل عُرضة للاصابة بداء السكري من النوع الثانى فى المستقبل.

اختلال تحمل الجلوكوز ( impaired glucose tolerance- IGT ) واختلال الجلوكوز مع الصيام( Impaired fasting glycaemia- IFG)

يُعدان من المراحل الوسطية قبل الإصابة بالمرض فعلياً، وفى خلال تلك المرحلة يمكن تجنب الإصابة بالمرض باتباع حمية صحية وخفض الوزن وبعض الإجراءات الأخرى التي تساعد على مقاومة الإصابة بالمرض.

ما قبل داء السكري

يعد الشخص قابل للإصابة بمرض السكر أي ما قبل داء السكري عندما تكون نسبة السكر لديه من 100 إلى 125 مليجرام لكل ديسيلتر. أما المعدل الطبيعي للسكر في الدم، هو من 70 إلى 90 ميليجرام .

لا يعاني هؤلاء الأشخاص من أعراض مرض السكري ولكنهم عرضة للإصابة بالنوع الثاني من المرض.

تعد عوامل الخطر للإصابة بما قبل داء السكري أو مرض السكر من النوع الثاني واحدة، وهي تشمل ما يلي: 

  • السمنة المفرطة.
  • أشخاص لديهم تاريخ عائلي مع المرض.
  • سبق وكانوا يعانون من ضغط الدم المرتفع.
  • سيدة أصيبت بسكري الحمل.
  • سيدة بلغ وزن مولودها بعد الولادة كجم.
  • سيدة مصابة بتكيسات المبايض المتعددة (polycystic ovary syndrome).
  • الأشخاص فوق سن ال45 عاماً.
  • العادات الصحية السيئة.
في هذة الحالة يجب الإسراع واستشارة الطبيب ومعالجة الأمر قبل أن يتحول إلى مرض السكر من النوع الثاني، حيث يأمر الطبيب بممارسة الرياضة واتباع حمية غذائية لتجنب الإصابة بالمرض.

أعراض داء السكري 

تختلف أعراض المرض  على حسب نوع المرض ومعدل ارتفاع السكر فى الدم، ولكن عادة ما تظهر الأعراض التالية:

  • زيادة الشعور بالجوع
  • الشعور بالعطش الشديد
  • جفاف الفم
  • كثرة التبول
  • التهابات مجرى البول
  • فقدان الوزن غير المبرر حتى في حالة الشعور بالجوع وتناول كميات كبيرة من الأكل
  • الشعور بالضعف والإرهاق والتعب
  • عدم وضوح الرؤية
  • الصداع
  • الإصابة بالتشنجات
  • الشعور بالإرتباك والهلوسة
  • الشعور بالنعاس
  • الإصابة بالغيبوبة من وقت لآخر
  • جفاف البشرة
  • تأخر التئام الجروح

تشخيص داء السكري

يبدأ التشخيص بعدد من الاختبارات، وفي معظم الحالات يحتاج الطبيب إلى تكرار اختبار معين من أجل تأكيد التشخيص والاختبارات كالتالي:

أولا : اختبار الجلوكوز الفموى

هو إختبار لمستويات السكر فى الدم، حيث يتم تناول مشروب يحتوي على الجلوكوز بهدف فحص مستويات الجلوكوز في الدم كل 30 إلى 60 دقيقة لمدة تصل إلى 3 ساعات.

 إذا كان مستوى الجلوكوز هو 200 ملجم/ديسيليتر أو أعلى فى ساعتين فقد تكون مصاب بمرض السكر.

ثانيا : اختبار A1c

هو إختبار دم بسيط يبين متوسط ​​مستويات السكر في الدم لديك خلال 2-3 من الأشهر الماضية وقد يعنى وصول مستوى A1c إلى 6.5٪ أو أعلى من ذلك أنك مصاب بمرض السكر.

علاج مرض السكر 

مرض السكر مرض خطير لا يمكنك علاجه بنفسك، يجب إستشارة طبيبك ليضع لك خطة العلاج المناسبة، وقد تحتاج أيضًا المتابعة مع عدد من الأطباء الآخرين بما في ذلك أخصائى تغذية، وطبيب عيون، وأخصائي مرض السكر تخصص غدد صماء.

حيث يتطلب علاج مرض السكر إلى مراقبة مستويات السكر في الدم بإستمرار مع تناول الأدوية التى يصفها لك الطبيب، وممارسة الرياضة، والإلتزام بنظام غذائى معين من خلال التركيز على ماذا ومتى تأكل.

تشمل طرق علاج داء السكري ما يلي:

تغيير نمط الحياة

يجب على مريض السكري اتباع ما يلي:

  • اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة الطازجة والمغذية، بما في ذلك الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات والبروتينات الخالية من الدهون ومنتجات الألبان قليلة الدسم ومصادر الدهون الصحية، مثل المكسرات.
  • تجنب الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر والتي توفر سعرات حرارية فارغة أو سعرات حرارية لا تحتوي على فوائد غذائية أخرى، مثل المشروبات الغازية المحلاة والأطعمة المقلية والحلويات عالية السكر.
  • الامتناع عن شرب كميات كبيرة من الكحول.
  • مارس التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة على الأقل يوميًا لمدة 5 أيام على الأقل من الأسبوع، مثل المشي أو ركوب الدراجة أو السباحة.
  • التعرف على علامات انخفاض نسبة السكر في الدم عند ممارسة الرياضة، بما في ذلك الدوخة والارتباك والضعف والتعرق الغزير.
  • يمكن للأشخاص أيضًا اتخاذ خطوات لتقليل مؤشر كتلة الجسم (BMI)، والذي يمكن أن يساعد بعض الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2 على إدارة الحالة دون دواء.

استخدام الأنسولين

قد يحتاج الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع الأول وبعض الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2 إلى حقن الأنسولين للحفاظ على مستويات السكر في الدم لديهم و منعها من الارتفاع الشديد.

تتوفر أنواع مختلفة من الأنسولين، ويتم تجميع معظمها حسب مدة استمرار تأثيرها.

تشمل أنواع الأنسولين السريعة والمنتظمة والمتوسطة والطويلة المفعول.

يستخدم بعض الأشخاص حقنة الأنسولين طويلة المفعول للحفاظ على انخفاض مستويات السكر في الدم باستمرار. 

قد يستخدم بعض الأشخاص الأنسولين قصير المفعول أو مزيجًا من أنواع الأنسولين. 

مهما كان النوع، يجب على مريض داء السكري التحقق من مستويات الجلوكوز في الدم باستخدام مقياس السكر المنزلي.

المراقبة الذاتية هي الطريقة الوحيدة التي يمكن بها لأي شخص معرفة مستويات السكر في الدم.

الآثار الجانبية للأنسولين:

يساعد الأنسولين مرضى داء السكري على العيش بأسلوب حياة نشط، ومع ذلك، يمكن أن يؤدي إلى آثار جانبية خطيرة.

يمكن أن يسبب اخذ الكثير من الأنسولين إلى نقص السكر في الدم أو انخفاض شديد في نسبة السكر في الدم والذي قد يسبب الغثيان والتعرق والارتعاش.

من الضروري أن يقيس الناس الأنسولين بعناية وأن يأكلوا نظامًا غذائيًا ثابتًا يوازن مستويات السكر في الدم قدر الإمكان.

تناول أدوية علاج السكري

بالإضافة إلى الأنسولين، تتوفر أنواع أخرى من الأدوية التي يمكن أن تساعد المريض في التحكم في نسبة السكر في الدم، ومن هذه الأدوية ما يلي:

ميتفورمين

بالنسبة لمرض داء السكري من النوع 2، قد يصف الطبيب الميتفورمين في صورة أقراص.

يساهم الميتفورمين في:

  • خفض نسبة السكر في الدم.
  • جعل الأنسولين أكثر فعالية.
  • يمكن أن يساعد أيضًا في إنقاص الوزن، حيث يمكن أن يقلل الوزن الصحي من تأثير داء السكري.
مثبطات SGLT2 ومنبهات مستقبلات GLP-1

في عام 2018، أوصت إرشادات جديدة أيضًا بوصف أدوية إضافية للأشخاص الذين يعانون من:

  • أمراض القلب والأوعية الدموية تصلب الشرايين.
  • فشل كلوي مزمن.

بالنسبة لأولئك الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية تصلب الشرايين والمعرضين لخطر الإصابة بفشل القلب، قد يصف الأطباء مثبط SGLT2.

تعمل ناهضات مستقبلات GLP-1 عن طريق زيادة كمية الأنسولين التي ينتجها الجسم وتقليل كمية الجلوكوز التي تدخل مجرى الدم، وقد يستخدم مع الميتفورمين أو بمفرده.

 تشمل الآثار الجانبية لناهضات مستقبلات GLP-1: مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الغثيان وفقدان الشهية.

مثبطات SLGT2 هي نوع جديد من الأدوية لخفض مستويات السكر في الدم. 

وهي تعمل بشكل منفصل عن الأنسولين، وقد تكون مفيدة لمرضى داء السكري الغير مستعدين لبدء استخدام الأنسولين. 

تشمل الآثار الجانبية لمثبطات SLGT2 : ارتفاع مخاطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية والتناسلية والحماض الكيتوني.

مضاعفات داء السكري

يُعد مرض السكر من أكثر مسببات الفشل الكلوي والعمى ويضاعف من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية لدى البالغين.

ويتسبب داء السكري أيضا في تلف الأعصاب والأوعية الدموية وبخاصة فى الأطراف مما يُزيد من احتمالية العدوى وبتر الأطراف في النهاية.

الوقاية من داء السكري

أثبتت بعض الإجراءات فعاليتها فى مقاومة ظهور داء السكري أو تأخير ظهوره وبخاصة النوع الثاني، ومن ضمن تلك الإجراءات ما يلي:

  • اتباع حمية غذائية صحية
  • ممارسة الرياضة
  • الحد من استهلاك السكر والدهون
  • الحفاظ على وزن مثالي
وفي النهاية، إذا كنت تعاني عزيزي القارئ من داء السكري، عليك استشارة الطبيب والمتابعة معه والالتزام بالأدوية التي يصفها الطبيب لعلاج داء السكري مع اتباع نظام غذائي صحي يتضمن ممارسة الرياضة، للحد من الإصابة بمخاطر مرض السكر. 

موضوعات ذات صلة

المصدر
Medical News TodayWebmed

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!