يعاني 1 من كل 3 أشخاص في الولايات المتحدة من الحزام الناري (Herpes zoster) في مرحلة ما من حياتهم. وذلك وفقا للمركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC). ونادرا ما يصيب الحزام النارى نفس الشخص أكثر من مرة.
فما هو مرض الحزام الناري؟ وما هي أهم أعراضه؟ وكيف نتجنب الإصابة به؟
ما هو الحزام الناري؟
الحزام الناري هو عدوى فيروسية تحدث بسبب فيروس الحماق النطاقي (Chicken pox) لذا قد يعرف هذا المرض أيضا باسم الهربس النطاقي وهو نفس الفيروس الذي يسبب جدري الماء.
فعند الإصابة بجدري الماء حتى بعد رحلة العلاج، قد يعيش الفيروس في الجهاز العصبي لسنوات قبل أن ينشط مجددا ليسبب الحزام الناري.
يتميز هذا النوع من العدوى الفيروسية عادة بطفح جلدي مصحوبا بالألم.
كما أنه عادة ما يظهر كنطاق أوحزام من البثور على جانب واحد من الجسم خاصة الجذع أوالرقبة أوالوجه.
وتظهر هذه الأعراض في معظم الحالات عادة في غضون 2-3 أسابيع بعد نشاط الفيروس مرة أخرى.
كيف تؤدى الإصابة بفيروس جدري الماء إلى الإصابة بالحزام النارى؟
تعد العدوى الأولية بهذا الفيروس هي جدري الماء حيث يصيب الفيروس الأعصاب، ثم يظل كامنًا في حالة خمول دون أي أعراض ظاهرة لعدة سنوات حتى ينشط مجددا.
وقد ينشط الفيروس مرة أخرى في حالات ضعف مناعة الجسم مسببا الحزام الناري الذي يكون مصحوبا بظهور بثور على طول العصب المصاب مصحوبًا بألم شديد، وحكة شديدة.
وتنتشر الإصابة بالحزام الناري مع التقدم في العمر لذلك يوصى بالتطعيم ضد الهربس النطاقي لجميع البالغين من سن 60 وما فوق للحد من الإصابة بالحزام الناري.
ما هي أهم أعراض الإصابة بالحزام الناري؟
عادة ما تكون الأعراض الأولى للحزام الناري هي الألم والحرقان نتيجة حدوث طفح جلدي الذي يتميز ب:
- بقع حمراء تلتف حول الجسم كهيئة حزام.
- بثور مملوءة بالسوائل خاصة على الوجه والأذنين.
وقد يعاني بعض المرضى من أعراض تتجاوز الألم والطفح الجلدي مثل:-
- حمى.
- قشعريرة.
- صداع.
- إعياء وإرهاق.
- ضعف العضلات.
ومن الأعراض النادرة المصاحبة للحزام النارى:
- الطفح الجلدي الذي ينطوي على العين، والتي ينبغي علاجها على الفور من أجل تجنب ضرر دائم للعين.
- فقدان السمع أو الألم الشديد في أذن واحدة.
- دوخة شديدة.
- فقدان القدرة على التذوق،والتي يمكن أن تكون أعراض متلازمة رامسي هانت وتتطلب أيضًا علاجًا فوريًا.
- الالتهابات البكتيرية، خاصة عند ضعف المناعة.
- الحزام النارى على الوجه.
أعراض الحزام الناري
عادة ما يحدث الحزام النارى على جانب واحد من الظهر أو الصدر، ولكن يمكن أيضًا أن يحدث طفح جلدي على جانب واحد من الوجه.
وقد يؤدى إلى فقدان السمع ومشاكل في التوازن وضعف في عضلات الوجه وذلك إذا كان الطفح قريبًا من أو في الاذنين.
●الحزام الناري داخل الفم
يكون الحزام النارى عادة داخل الفم مؤلم للغاية، كما قد يجعل من الصعب تناول الطعام، بالإضافة إلى ذلك، قد يؤثر على حاسة التذوق لدى المريض.
●الحزام النارى فى فروة الرأس
يمكن أن يسبب الحزام النارى على فروة الرأس حساسية عند التمشيط أو تنظيف الشعر، و بدون علاج، يمكن أن يؤدي الحزام النارى على فروة الرأس إلى بقع صلعاء دائمة
●الحزام النارى فى العين
يصيب الحزام النارى داخل وحول العين، والمعروف باسم قوباء الهربس النطاقي أو الهربس النطاقي العيني، نحو 10 % من الأشخاص الذين يعانون من الحزام الناري.
ويتميز الحزام الناري في العين بطفح جلدي على الجفون والجبهة. وأحيانًا على طرف أو جانبي الأنف، بالإضافة إلى ألم في العينين، والاحمرار والدموع والتورم وعدم وضوح الرؤية.
وقد يؤثر الحزام النارى على أعصاب العينين فحتى عند علاج العدوى من الممكن أن يظل المريض يشعر بألم فى العينين.
وقد يؤدي الحزام النارى في العين عند إهمال العلاج إلى مشاكل خطيرة كفقدان البصر على المدى الطويل وضرر بالغ بالقرنية.
كيف ينتشر الحزام الناري؟
من الجدير بالذكر أن الحزام النارى ليس معديا، ولكن فيروس الحماق النطاقي Chickenpox الذي يسببه قد ينتقل من المريض إلى شخص آخر لم يعاني من جدري الماء من قبل.
إذ يمكن للشخص المصاب بالحزام النارى أن ينقل العدوى مسببا له جدري الماء وليس الحزام الناري.وقد ينتقل الفيروس من خلال ملامسة الطفح الجلدى للمريض.
وقد يتعين على المريض لمنع انتشار الفيروس التأكد من الحفاظ على البثور الجلدية نظيفة ومغطاه، مع تجنب الإتصال بالأشخاص الذين في خطر متزايد للإصابة بالعدوى مثل النساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي والأطفال حديثي الولادة.
ما هي عوامل الخطر المرتبة بالحزام النارى؟
قد يصاب أي شخص بالحزام الناري إذا كان الشخص قد تعرض للإصابة بجدري الماء من قبل.
ومع ذلك، فهناك بعض العوامل التى تزيد من خطر الإصابة بالحزام النارى ومنها:-
- ضعف الجهاز المناعي مثل فيروس نقص المناعة البشرية أو الإيدز أو السرطان.
- ضغط نفسي شديد.
- الشيخوخة.
- الخضوع لعلاج السرطان.
- إجراء جراحة كبيرة.
- العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي.
- تعاطي المخدرات التي تضعف جهاز المناعي، مثل المنشطات.
- الأدوية التي تعطى بعد عملية زرع الأعضاء.
كيف يتم تشخيص الحزام النارى؟
قد يشخص الطبيب المعالج معظم حالات الحزام النارى من خلال الفحص البدني للطفح الجلدي والبثور.
بالاضافة الى ذلك قد يلقى الطبيب بعض الأسئلة حول التاريخ الطبي للمريض.
وقد يحتاج الطبيب فى الحالات المتقدمة من المرض إلى اختبار عينة من جلد المريض أو السائل من بثور الطفح الجلدى، عبر استخدام مسحة معقمة لجمع عينة من الأنسجة أو السوائل، ثم إرسالها إلى مختبر طبي للتحقق من وجود الفيروس.
كيف يتم علاج الحزام النارى؟
من الجدير بالذكر أنه لا يوجد علاج للحزام الناري ولكن قد يصف الطبيب المعالج بعض الأدوية التي قد تساعد في الحد من المضاعفات وتعجل بالشفاء.
وقد تستمر رحلة علاج الحزام النارى لأسابيع قليلة ونادراً ما تتكرر العدوى.
إذا لم تقل حدة الأعراض خلال 10 أيام، فيجب على المريض الاتصال بالطبيب للمتابعة وإعادة الفحص مرة أخرى.
ومن الأدوية المستخدمة للحد من أعراض الحزام النارى:-
- الأدوية المضادة للفيروسات، بما في ذلك الأسيكلوفير الذي يتم استخدامه مرتين إلى 5 مرات يوميًا، حسب ارشادات الطبيب.
- الأدوية المضادة للالتهابات والمسكنة للآلام، بما في ذلك الإيبوبروفين لتخفيف الألم والتورم كل 6 إلى 8 ساعات عن طريق الفم.
- مضادات الهيستامين، مثل ديفينهيدرامين لعلاج الحكة كل 8 ساعات عن طريق الفم.
- الكريمات الموضعية المهدئة لتخفيف الألم حسب شدة الطفح الجلدي والبثور على الجلد.
- كريمات الكابسيسين (Capsaisin) للحد من خطرالإصابة ألم عصبي يسمى بالألم العصبي التالي، والذي يحدث بعد الشفاء من الحزام الناري كمضاعفات للمرض.
ماهي مراحل تطور الإصابة بالحزام النارى؟
معظم حالات الحزام النارى تستمر من 3 إلى 5 أسابيع.
بعد أن ينشط فيروس الحماق من جديد، وفي بداية الإصابة بالفيروس عادة ما يشعر المريض بإحساس بالوخز أو الاحتراق أو الحكة تحت الجلد.
قد يلاحظ المريض في غضون 5 أيام تقريبًا طفحًا أحمر في تلك المنطقة، بالإضافة الى ظهور مجموعات صغيرة من البثور المليئة بالسوائل بعد بضعة أيام في نفس المنطقة.
وفي أثناء ذلك قد يشعر المريض بأعراض تشبه أعراض الأنفلونزا مثل الحمى أو الصداع أو التعب، وقد تجف البثور تمام خلال الأيام العشرة التالية بعد تلقي العلاج المناسب تحت إشراف الطبيب المعالج.
الحزام النارى و العلاجات المنزلية
يمكن أن يساعد العلاج المنزلي في تخفيف حدة أعراض الحزام الناري ومن هذه العلاجات:
- تناول الأطعمة التي تحتوي على الفيتامينات A و B-12 و C و E لتقوية جهاز المناعة.
- الحفاظ على حالة نفسية جيدة.
- الاستحمام بالمياه الباردة لتنظيف وتهدئة البشرة.
- وضع كمادات باردة ورطبة على الطفح الجلدي لتخفيف الألم والحكة.
الحزام النارى والحمل
من الممكن أن تتعرض الأم للاصابة بالحزام الناري أثناء الحمل، وذلك إذا كانت على اتصال بشخص مصاب بالجدري أو الحزام الناري خاصة إذا لم يتم تطعيمها ضد جدري الماء.
وقد تؤدي الإصابة بجدري الماء أو الحزام الناري أثناء الحمل إلى إصابة الجنين ببعض الإعاقات، لذلك من الضروري مراجعة الطبيب على الفور إذا كانت الأم تعاني من أي طفح أثناء الحمل.
و يمكن استخدام الأدوية المضادة للفيروسات لعلاج الحزام الناري تحت إشراف الطبيب المعالج أثناء فترة الحمل.
وتساعد مضادات الهيستامين أيضًا في الحد من الحكة، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يقلل الباراسيتامول من الألم.
ما هي مضاعفات الإصابة بالحزام الناري؟
على الرغم من أن البثور نفسها يمكن أن تكون مؤلمة إلا أنه من المهم مراقبة الأعراض الخاصة بالمريض لتجنب حدوث المضاعفات.
ومن أهم هذه المضاعفات:-
- ضرر بالغ بالعين، الذي قد يحدث إذا كان كان المريض يعاني من الطفح الجلدى بالقرب من العينين.
- الالتهابات الجلدية البكتيرية، والتي يمكن أن تحدث بسهولة خاصة عند تعرض البثور للتلوث.
- متلازمة رامسي هانت، التي يمكن أن تحدث كإحدى مضاعفات الحزام النارى إذا كان الفيروس يؤثر الاعصاب في الرأس، ويمكن أن تؤدي إلى شلل جزئي في الوجه أو فقدان السمع إذا تركت دون علاج.
- الالتهاب الرئوي.
- التهاب الدماغ أو النخاع الشوكي.
كيف الوقاية من الإصابة الحزام النارى؟
يمكن أن تساعد اللقاحات على الوقاية من الإصابة بالحزام الناري بالإضافة إلى الحد من الأعراض والمضاعفات.
ويجب أن يتلقى جميع الأطفال جرعتين من لقاح جدري الماء، المعروف أيضًا باسم تحصين الحماق.
بالاضافة إلى البالغين الذين لم يصابوا بالجدري. التحصين ضد الحزام النارى لا يعني بالضرورة أن الشخص لن يصاب بجدري الماء، أو الحزام النارى، لكنه يمنعه في 9 من كل 10 أشخاص ممن يتلقون اللقاح.
