إعلان رئيسي
مقالات ونصائح طبية

الصرع وأعراضه وطرق علاجه

أحد الامراض العصبية المزمنة

يعتبر الصرع أحد الامراض العصبية المزمنة وينتج عن نشاط مفاجيء غير طبيعي في الإشارات الكهربية الخاصة بالمخ.

يسبب ذلك عدد من الأعراض المختلفة أبرزها التشنجات، وعلى عكس الشائع يمكن للصرع أن يحدث بأكثر من صورة مختلفة ولا يشترط فقط حدوث التشنجات، وقد تكون التشنجات عرض لأي مرض آخر. يعتبر هذا المرض من الأمراض المزمنة التي يمكن السيطرة عليها لفترات طويلة.

وفي هذا المقال نعرض لك أهم أسبابه وأعراضه وكيفية التعايش معه.

أنواع مرض الصرع وأبرز أعراضه

هناك صورة نمطية شائعة عن مرض الصرع ترتبط في أذهان الكثيرين ارتباط وثيق بحدوث التشنجات القوية وفقدان الوعي.

لكن في الحقيقة يوجد أشكال كثيرة لهذا المرض. تختلف تلك الأشكال والأعراض المصاحبة له بإختلاف نوع المرض والمسبب.

في النقاط التالية نعرض أنواع الصرع حسب نوعه وسببه وتأثير كلاً منها:

  • صرع كلي أو عام

    في هذا النوع يشمل تأثير الشحنات الكهربية الغير طبيعية كافة أجزاء المخ ويؤثر عليها بالكامل لهذا تكون الأعراض المصاحبة لهذا النوع أكثر حدة وتشمل معظم أجزاء الجسم

    وينقسم هذا النوع إلى عدة فئات:

  1. نوبة الصرع الصغرى(petit mal)

    يتميز هذا النوع بفقدان المريض للوعي لعدة ثواني وعادة لا يشعر المريض باقتراب النوبة ولكن قد يصاحبها عدة أعراض مثل المضغ، سرعة التنفس، النظر إلى أعلى.

    هذا النوع يبدو فيه المريض كأنه يحلم ويستمر لفترة قصيرة جدا ثم يعود المريض لحالته الطبيعية دون تذكر ما حدث.

  2. نوبة الصرع الكبرى(Grand mal)

    يعتبر هذا النوع من أنواع الصرع الأكثر خطورة إلى أن التعامل معه بهدوء وبطريقة سليمة قد يجنب المريض الكثير من العناء. تبدأ تلك النوبة بفقدان في الوعي ولكن يسقط المريض هنا على الأرض. قد يحدث انقباض في الأحبال الصوتية مما ينتج عنه صوت صرخة من المريض لكن ليس بسبب الألم. تبدأ التشجنات هنا في الظهور بشكل قوي كما يخرج اللعاب من فم المريض نظرا للتشنجات التي تسبب صعوبة بلعه بالإضافة إلى ذلك قد تسبب التشنجات عض اللسان مما يؤدي إلى خروج الدم من فم المريض. في هذة الحالة لا تقم أبداً بوضع أي شيء في فم المريض. تستغرق تلك النوبة عدة دقائق ولا يفضل طلب المساعدة الطبية إلا إذا استمرت النوبة أكثر من خمس دقائق. لاحقاً نناقش كيفية التعامل بطريقة صحيحة مع نوبات الصرع المختلفة لحماية المريض من أي إصابة إضافية.

  3. نوبة السقوط (atonic)

    تحدث تلك النوبة عادة في الأطفال وتتميز بعدم حدوث تشنجات لكن يفقد المريض الوعي ويقع على الأرض.

    تستمر النوبة لعدة ثواني وبعدها يستفيق المريض بشكل طبيعي ويبدأ في استعادة الوعي. خطورة هذا النوع تتمحور حول إيذاء الرأس الناتج عن الوقوع المفاجئ لهذا ينصح بإرتداء خوذة للأطفال المصابين بهذا النوع.

  4. نوبة التشنج العضلي (clonic)

    على عكس النوع السابق يتميز هذا النوع بحدوث التشنجات ولكن بشكل أقل من نوبة الصرع الكبير لكن يمكن أن يتطور هذا النوع ليصبح Grand mal وهنا أيضا يفقد المريض الوعي ويبدأ جسده في التشنج بشكل غير متماثل ويعاني من ارتباك بعد انتهاء النوبة.

  5. النوبة التوترية (tonic)

    هذا النوع غير شائع كثيراً، يتميز بحدوث انقباضات في عضلات الوجة والجزع والأطراف السفلية والعلوية.

  6. النوبة التوترية العضلية (myoclonic)

    يظهر هذا النوع بشكل أكبر في الأطفال وبه يمكن أن يحدث تشنج لأحد أجزاء الجسم أو للجسم بالكامل ويتميز بمجموعة من العوارض. عندما يتعرض المريض لتلك النوبة قد يقوم المريض بالركل، رمي شئ من يده، السقوط ولكن في هذا النوع لا يتأثر وعي المريض.

  • صرع جزئي أو بؤري

    النوع الثاني من الصرع هو الصرع البؤري وبه تتأثر بؤرة او جزء معين من المخ بالنشاط الكهربي الغير طبيعي وحسب الجزء المتضرر تظهر الأعراض

    ويشمل هذا النوع أيضا عدة فئات منها التالي:

  1. صرع جزئي واعي

    في هذا النوع تؤثر نوبة الصرع على أحد أجزاء المخ لكن يظل المريض واعياً ومدركا أثناء حدوث النوبة وتختلف الأعراض هنا باختلاف الجزء المتضرر كما ذكرنا فقط تظهر بعض الأعراض الغريبة مثل أن يشم المريض روائح معينة أو يسمع أصوات غير موجودة او قد ترتبط بآلام في المعدة وغثيان وقئ وهو ما يسمى بصرع المعدة. قد تسبق تلك النوبة نوبة صرع غير واعي أو نوبة صرع كلي فيكون المريض واعي في البداية ثم يفقد الوعي بعد ذلك.

  2. صرع جزئي غير واعي

    في هذا النوع أيضا يتأثر جزء من المخ فقط ولكن يفقد المريض الوعي أثناء حدوث النوبة ولكن دون سقوط لكنه قد يبدأ بالتصرف بطريقة غريبة فلا يتمكن من الرد على الحديث الموجه له. قد يبدأ في خلع ملابسه أو المشي بلا هدف أو التحديق أو المضغ وغيرها من الأمور التي تدل على فقدان الوعي.

أسباب الإصابة بمرض الصرع وحدوث التشنجات

من الضروري معرفة أن الصرع هو مرض شائع يصيب حوالي 50 مليون شخص على مستوى العالم بأنواعه ودرجاته المختلفة وقد يبدأ ظهور هذا المرض في مرحلة الطفولة ويصعب تشخيصه نظرا لغرابة الأعراض أو قصر الوقت الذي تظهر فيه. على الجانب الآخر أيضا لا يمكن اعتبار أي نوبة تشنجات هي نوبة صرعية كما لا يمكن تشخيص المريض كونه مصاب بصرع نتيجة حدوث نوبة واحدة ولكن حتى يتم التشخيص يجب أن تتكرر النوبة مرتين أو أكثر مع استبعاد الأسباب الأخرى ومراقبة الأعراض.

هل هناك أسباب لحدوث مرض الصرع؟

في الحقيقة 70% من نسبة الإصابة بهذا المرض تحدث دون سبب معروف وقد يكون الصرع وراثياً  لكنه بالتأكيد مرض غير معدي ويعرف الصرع الذي يظهر دون سبب بالصرع الأولي أو الأساسي ولكن هناك نوع آخر يعرف بالصرع الثانوي وهو ما يحدث بسبب عوامل معينة أدت إلى ظهوره.

وإليك بعضاً من أبرز أسباب ظهور مرض الصرع الثانوي:

  • السقوط وإصابات الرأس.
  • السكتات الدماغية
  • إصابات الرأس عند الولادة مثل نقص الأوكسجين.
  • العيوب الخلقية.
  • الأورام الدماغية.
  • أمراض الدماغ والعدوى مثل التهاب السحايا وغيرها.

يمكنك أن تلاحظ ان كافة العناصر التي قد تؤثر على الدماغ وتسبب ضرراً للمخ يمكنها أن تسبب هذا المرض أو تساهم في ظهوره إذا كان موجوداً بالفعل ولكن أغلب الحالات يظهر لديها هذا المرض دون سبب واضح.

كيفية تشخيص مرض الصرع

الصرع
الصرع

هناك أشكال مختلفة للصرع كما ذكرنا وأهم العوامل التي نحتاج إليها لتشخيص مرض الصرع هي مراقبة الأعراض واستبعاد الاسباب الأخرى المسببة لها.لذلك إذا مررت بأي أعراض غريبة أو غير مفهومة مثل التي ذكرناها سابقاً أو مر بها أحد أطفالك فمن الأفضل تسجيل التواريخ ومراقبة تلك العوارض بدقة.

يجب ايضا استبعاد أسباب التشنجات الأخرى والتي تشمل:

  • التشنجات الحرارية: تحدث عادة للأطفال بسبب ارتفاع درجة الحرارة
  • صعوبة التنفس
  • فقدان الوعي
  • الصداع النصفي

كل تلك العوامل قد تسبب أعراض مشابهة للأعراض التي تحدث في نوبات الصرع المختلفة لهذا من الضروري استبعادها أولاً.

هناك أيضا مشكلة أخرى في التشخيص وهي أنه في بعض النوبات قد لا يتذكر المريض حدوث النوبة من الأساس خاصة إذا كان يعيش وحيداً لكن قد تظهر بعض العلامات مثل جروح أو كدمات في الجسم نتيجة السقوط أو التشنج وهنا يجب استشارة الطبيب.

وسوف يقوم الطبيب بالخطوات التالية:

  1. السؤال عن أي أعراض تشير إلى حدوث النوبة مثل حدوث تشنجات أو تصرفات غير طبيعية وغيرها خاصة إذا كان هناك مرافق للمريض.
  2. إجراء فحوصات عامة مثل اختبارات الدم وعمل أشعه على الرأس وغيرها.
  3. السؤال عن التاريخ المرضي العائلي لأن الصرع وكما ذكرنا هو مرض يمكن توارثه.
  4. عمل بعض الإختبارات لقياس النشاط الكهربي للمخ.

بالسؤال عن الأعراض ومراقبتها قد يتم التعرف على مرض الصرع كما تساعد الإختبارات في معرفة ما إذا كان هناك نشاط غير طبيعي في المخ.

بعد التشخيص ينتقل المريض إلى مرحلة العلاج والتي نتحدث عنها في الجزء التالي.

أدوية مرض الصرع وخيارات العلاج

الصرع
الصرع

هناك أكثر من خيار مختلف متاح لعلاج مرض الصرع وتختلف الأدوية المستخدمة بإختلاف حالة المريض ونوع الصرع والنوبات لديه.

من الضروري معرفة أن استجابة المرضي للأدوية مختلف بشكل كبير فما ينفع مع غيرك ربما لا ينفع معك لهذا من الضروري استشارة الطبيب قبل البدء في تناول أو إيقاف أي وصفة طبية.

هناك أنواع مختلفة من العلاج وتشمل العلاج بالأدوية، العلاج بغير الأدوية:

أولا: العلاج باستخدام الأدوية

استجابة مرضى الصرع للعلاج بإستخدام الأدوية المضادة للتشنجات هو أمر مبشر جدا فنسبة كبيرة من حالات التشنجات يتم السيطرة عليها باستخدام الأدوية والإنتظام عليها لفترات طويلة. يتم البدء باستخدام جرعات صغيرة وتزيد حسب حالة المريض لحين السيطرة على المرض. يمكن لمريض الصرع التوقف عن تناول العلاج بعد مرور سنتين على مرور آخر نوبة ولكن يجب ان يتم ذلك بشكل تدريجي وتحب إشراف الطبيب أيضاً ليعيش المريض بعد ذلك حياة طبيعية بعيدأ عن أدوية مرض الصرع خاصة مع آثارها الجانبية المزعجة

ثانيا: العلاج بغير الأدوية

هذا النوع من العلاج يتم بعيداً عن الأدوية ويشمل العلاج باستخدام الجراحة أو بعض أنواع الأنظمة الغذائية.

لا يمكن الجزم بأن العلاج بغير الأدوية هو علاج نهائي وفعلا ولكنه يعتمد على طبيعة الحالة والتقنية المستخدمة. على الجانب الآخر فإن العلاج بإستخدام الأدوية له كثير من الأعراض الجانبية

وإليك بعضها:

  • الاكتئاب
  • التعب والإرهاق
  • قلة التركيز
  • العصبية والتوتر
  • القلق
  • الطفح الجلدي
  • الصداع
  • فقدان الشهية
  • تورم اللسان
  • اضطرابات النوم

نوبة الصرع تسبب القلق والإكتئاب للمريض وكذلك علاجه لهذا من الضروري التعامل مع المرض بشكل صحيح وتقديم الدعم الكافي للمريض المصاب به. في الجزء التالي نتعرف على كيفية التعامل مع مريض الصرع والنوبات الصرعية والتشنجات بشكل صحيح لحماية المريض ومساعدته على تجاوز المرض والتعافي.

كيف نتعامل مع مريض الصرع

يعتبر هذا المرض من الأمراض المزمنة التي تؤثر على نفسية المريض بشكل كبير كما تهدد حياته أيضا في بعض الأحيان  خاصة مع إمكانية إحداث الضرر عند إصابة الرأس أثناء حدوث التشنجات لهذا من الضروري معرفة كيفية التعامل مع هذا المرض وتقديم الدعم الكافي له

وإليك نقاط يمكنك القيام بها عند التعامل مع مريض الصرع:

  • تقديم الدعم النفسي والمعنوي للمريض:

    عادة ما يصاب مريض الصرع بحالة من الإرتباك بعد حدوث النوبة والإحراج أحيانا خاصة إذا حدثت أمام غرباء لهذا من الضروري الحفاظ على نفسية المريض وطمأنته. مريض الصرع قد يصاب بالإكتئاب نتيجة للإصابة بهذا المرض والتعامل معه بشكل خاطيء من قبل المحيطين به خاصة وأن الصرع من قديم الأزل يصعب تشخيصه وقديماً كانوا يعتبرون مريض الصرع مصاب بمس شيطاني وغيره من الخرافات.

    لهذا تأكد من فهم المرض وطبيعته حتى تستطيع التعامل مع المريض وتهدئته.

  • قم بمساعدة المريض أثناء النوبة:

    كما ذكرنا بعض أنواع النوبات الخاصة بالمرض تسبب تشنجات قوية وسقوط على الأرض وإغماء وهنا من الضروري ان يتم التعامل مع المريض بشكل صحيح حتى لا يؤذي نفسه

    وإليك بعض النقاط الضرورية للتعامل مع نوبات الصرع الكبير:

  1. تحلى بالهدوء للتعامل مع الموقف بشكل سليم.
  2. تأكد من حماية رأس المريض بوضع شيء مناسب تحتها لحمايته من الصدمات.
  3. لا تقم أبداً بوضع أي شيء داخل فم المريض.
  4. لا تحاول إيقاف التشنجات.
  5. في حال استمرار النوبة لأكثر من 5 دقائق قم بطلب المساعدة الطبية.
  6. في حال تكررت النوبة مرات متتالية دون حدوث تعافي بينهما قم بطلب المساعدة الطبية العاجلة.
  7. قم بقلب المريض على جانبه بشكل مريح.
  8. بعد انتهاء نوبة التشنج قد يمر المريض بحالة من فقدان الوعي أو الارتباك لا تحاول التحدث معه كثيراً وقم بتهدئته فقط.
  9. يحتاج المريض للراحة لفترة.
  10. قم بطلب المساعدة الطبية إذا كانت المريضة حامل أو في الحالات التي تم ذكرها.
  11. تأكد من تنفس المريض بشكل سليم.
  12. قم بقياس السكر والضغط وتأكد من حصول المريض على تغذية سليمة بعد التعافي من النوبة.
  • تجنب الأسباب المحفزة للنوبة:

    هناك بعض الأسباب التي تحفز حدوث نوبة الصرع لهذا من الأفضل تجنبها وتشمل تلك الأسباب السهر لفترات طويلة، عدم أخذ قسط كافي من النوم، إهمال الطعام، تناول الكحوليات، استخدام الهواتف وأجهزة التليفزيون والكمبيوتر لفترات طويلة، الإنفعال والضغط العصبي والتوتر، ارتفاع درجة الحرارة والحمى. تلك العوامل قد تحفز نوبة الصرع لهذا من الضروري أن يحصل المريض المصاب بالصرع على قسط كافي من النوم ويتناول أطعمة صحية كما أن الإلتزام بالعلاج من أهم أسباب تجنب النوبات.

    عند تجنب تلك العوامل والإلتزام بالعلاج يمكن ترك العلاج والعيش بشكل طبيعي في حال عدم حدوث نوبة لمدة سنتين متتالتين.

المصدر
epilepsyontariowhowebmd

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!