أخطر مضاعفات السمنة وتأثيرها على جسدك
ربما تكون قد حاولت الالتزام بحمية غذائية لمدة ما، ثم خارت قواك ولم تستطع المواظبة، ولكن قبل أن تقرر التخلي عن هدف الوصول للوزن المثالي، ندعوك للتعرف على مضاعفات السمنة ، وكيف تؤثر على كامل أعضاء جسدك.
حتى وقت قريب اعتقد الأطباء أن السمنة هي أحد العوامل الخطيرة المسببة للعديد من الأمراض، لكن بعد ما توسعت الدراسات حول مضاعفات السمنة وأضرارها، ذهب العديد من الأطباء إلى اعتبار السمنة مرضًا قائمًا بذاته.
سوف نتعرض في هذه المقالة إلى بعض المضاعفات التي قد تسببها السمنة للعديد من أجهزة الجسم.
مضاعفات السمنة على القلب والأوعية الدموية:
1. اختلال توزيع الدهون في الجسم:
تشمل مضاعفات السمنة أنها تزيد من نسبة الكولبسترول، والبروتينات الدهنية منخفضة الكثافة، والدهون الثلاثية كما تقلل من نسبة البروتينات الدهنية عالية الكثافة. وكل هذه المضاعفات تزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين
2. مرض القلب التاجي:
وجدت إحدى الدراسات أن لكل زيادة قدرها 4 كجم / م 2 في مؤشر كتلة الجسم، هناك زيادة بنسبة 26 ٪ في احتمالات الإصابة بأمراض القلب التاجية. وعلى الرغم من أن مؤشر كتلة الجسم قد يؤثر أيضًا على خطر الإصابة بأمراض القلب الناتج عن عوامل أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم وداء شحميات الدم والسكري، فقد أظهرت الدراسات الحديثة أن السمنة عامل خطر مستقل.
3. فشل القلب:
وجدت دراسة فرامنغهام للقلب، التي تتبعت 6000 شخص بالغ -دون تاريخ من قصور القلب- لمدة 14 سنة، أن خطر قصور القلب – بعد ضبط عوامل الخطر الأخرى المحددة- ، زاد بنسبة 5 ٪ لدى الرجال و 7 ٪ لدى النساء لكل 1 كجم / م 2 إضافي في مؤشر كتلة الجسم. كما وُجدت مراجعة من 28 دراسة أن كل من زيادة الوزن والسمنة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بفشل القلب.
4.السكتة الدماغية:
لقد تبين أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة لديهم احتمالية أكبر للإصابة بسكتة دماغية، إما إقفارية أو نزفية، مقارنة بالأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم أقل من 23.55 حتى بعد ضبط عوامل الخطر الأخرى.
مضاعفات السمنة على التنفس أثناء النوم:
هناك مشكلة متنامية لدى الأطفال البدينين تسمى توقف التنفس أثناء النوم. كما تعد تلك المشكلة من أكثر المضاعفات المرتبطة بالسمنة – حيث يتوقف التنفس بشكل متكرر أثناء النوم لأن الأنسجة في الجزء الخلفي من الحلق تفشل في الحفاظ على مجرى الهواء مفتوحًا -.
الشخير هو أحد الأعراض الرئيسية لتوقف التنفس أثناء النوم، كما يمكن أن يترتب على انقطاع التنفس أثناء النوم إلى حدوث خمسة مضاعفات أخرى وهي:
- النعاس المزمن خلال النهار.
- صعوبة في التركيز / صعوبات التعلم والذاكرة.
- النوم أثناء العمل أو القيادة.
- الاكتئاب والتغيرات المزاجية.
- أمراض القلب والأوعية الدموية.
يتضمن علاج توقف التنفس أثناء النوم عادةً استخدام أجهزة التهوية الميكانيكية للحفاظ على مجرى الهواء مفتوحًا عن طريق الضغط المستمر الإيجابي على مجرى الهواء (CPAP)، أو ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستوي (BiPAP).
متلازمة ضعف التنفس الناتج عن السمنة:
متلازمة ضعف التنفس الناتج عن السمنة (OHS) هي حالة يؤدي فيها عدم القدرة على التنفس بعمق كافٍ وبسرعة كافية إلى انخفاض مستوى الأكسجين وارتفاع مستوى ثاني أكسيد الكربون في الدم.
على الرغم من عدم معرفة السبب الدقيق لـ OHS، إلا أن الأطباء يعتقدون أنه ناتج عن وجود خلل في سيطرة المخ على التنفس نتيجة للوزن الزائد المقاوم لحركة الصدر.
تشمل أعراض متلازمة ضعف التنفس الناتج عن السمنة:
- صعوبات في حصول الجسم على القدر الكافي من النوم.
- توقف التنفس أثناء النوم.
- النعاس أثناء النهار.
- الاكتئئاب وتغير المزاج.
- الصداع.
- ضيق في التنفس.
- الشعور بالتعب مع القليل من الجهد.
قد يشمل علاج ضعف التنفس الناتج عن السمنة استخدام نفس أجهزة التهوية الميكانيكية CPAP و BiPAP التي تستخدم لمرض توقف التنفس أثناء النوم، بالإضافة إلى العلاج بالأكسجين.
مضاعفات السمنة على مرض السكري:
- تعد السمنة عامل الخطر رقم واحد لمرض السكري من النوع الثاني.
- كما أن السمنة تزيد من خطر الإصابة بسكري الحمل (مرض السكري المصاحب للحمل).
- لا يعتقد أن السمنة تزيد من خطر الإصابة بالنوع الأول من مرض السكري، حيث أنه مرض مناعي ذاتي.
- يبدو أن العلاقة بين السمنة ومرض السكري هي أن السمنة تزيد من مقاومة الأنسولين، حيث لا يستطيع الجسم استخدام الأنسولين بكفاءة لإدخال الجلوكوز في الخلايا، حيث يمكن استخدامه أو تخزينه للطاقة.
- مقاومة الأنسولين شائعة بين الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، وأحد نتائج مقاومة الأنسولين هي ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم (ارتفاع نسبة السكر في الدم)، والذي يتميز به مرض السكري.
مضاعفات السمنة على الأورام السرطانية:
وفقًا للمعهد الوطني للسرطان، ترتبط السمنة بزيادة مخاطر الإصابة بأنواع السرطان التالية:
- سرطان الثدي (عند النساء بعد انقطاع الطمث).
- سرطان القولون والمستقيم.
- سرطان بطانة الرحم.
- سرطان المريء.
- سرطان المرارة.
- سرطان الكلى.
- سرطان البنكرياس.
- سرطان الغدة الدرقية.
سبب هذا الارتباط غير مفهوم تمامًا، ولكن تم اقتراح عدد من الأسباب المحتملة، بما في ذلك:
- تنتج الخلايا الدهنية كميات عالية من الاستروجين، مما قد يشجع بعض أنواع السرطان.
- غالبًا ما يعاني الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة من مستويات عالية من الأنسولين وعوامل نمو شبيهة بالأنسولين، مما قد يعزز أيضًا بعض أنواع السرطان.
- الخلايا الدهنية تنتج هرمونات تسمى الهرمونات الدهنية، والتي قد تحفز نمو الخلايا.
- قد يكون للخلايا الدهنية تأثيرات مباشرة أو غير مباشرة على البروتينات المسئولة عن نمو الخلايا السرطانية.
- ترتبط السمنة المفرطة في كثير من الأحيان بوجود التهابات مزمنة -بدرجات متفاوتة -، والتي قد تزيد من خطر الاصابة بالسرطان.
مضاعفات السمنة الأخرى:
قائمة المضاعفات المحتملة الأخرى للسمنة طويلة جدًا وتشمل:
- آلام مزمنة أسفل الظهر.
- صعوبة في الحفاظ على النظافة الشخصية.
- أمراض الكبد الدهنية، والتي يمكن أن تتطور إلى تندب وتليف خلايا الكبد.
- أمراض المرارة.
- مرض الجزر المعدي المريئي (GERD)، مما يسبب التهاب المريء.
- هشاشة العظام، وخاصة الركبتين.
- التهاب اللثة (أمراض اللثة).
- المشكلات النفسية، بما في ذلك الوصم الاجتماعي والاكتئاب.
- ارتفاع ضغط الدم الرئوي (ارتفاع ضغط الدم في الشرايين التي تنقل الدم إلى الرئتين).
- انخفاض التنقل الجسدي.
- مشاكل الجلد، بما في ذلك الالتهابات والعدوى في طيات الجلد (مثل الإبطين والجزء السفلي من الثديين أو البطن).
- السلس البولي.
- مضاعفات الجراحة وما بعدها، بما في ذلك الإصابة بالجروح، والجلطات الدموية في الأوردة العميقة، والانسداد الرئوي (جلطات الدم في الرئتين)، والالتهاب الرئوي بعد الجراحة.
في النهاية، فإن كل ما تم ذكره في هذا المقال من مضاعفات ما هي إلا غيض من فيض. وما يبدو أن الوصول للوزن المثالي والحفاظ عليه لم يعد اختيارًا بل هو واجبك ومسئوليتك تجاه جسدك لتقيه الكثير من الأمراض. نوصيك فقط بالتحلي بالصبر وبذل بعض الجهد في سبيل الحصول إلى بدن معافى وسليم.
