إعلان رئيسي
صحة الأم والطفل

ما هي أعراض البرد عند الرضع وكيف يمكن علاجه؟

علاج البرد عند الرضع

يولد جميع الأطفال ولديهم بعض المناعة ضد الأمراض، حيث تبدأ الحامل في نقل الأجسام المضادة إلى الجنين في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، وقد يحتفظ الأطفال حديث الولادة بهذه المناعة السلبية لفترة قصيرة، لكنها تبدأ في التلاشي خلال الأسابيع والأشهر الأولى بعد الولادة، وبعد ذلك، يبدأ الجسم في بناء الجهاز المناعي الخاص بالمولود، ولكن، قد يستغرق الأمر وقتًا حتى تنضج أجهزة المناعة الجديدة تمامًا، مما قد يجعل الأطفال عرضة للإصابة بالعدوى الفيروسية تسبب نزلات البرد، وفي هذا المقال سنتناول البرد عند الرضع وأسبابه وأعراضه وكيف يمكن علاجه والوقاية منه.

البرد عند الرضع

يمكن أن يصاب الطفل حديث الولادة بنزلة برد في أي عمر أو أي وقت من السنة. 

في الواقع، قد يصاب الطفل بحوالي من 8 إلى 10 مرات بالبرد سنويًا في أول عامين من حياته، وقد تزداد فرصة الإصابة، إذا كان الطفل الصغير بالقرب من أطفال أكبر سنًا.

يوجد أكثر من 200 نوع من الفيروسات التي يمكن أن تسبب نزلات البرد. 

لحسن الحظ، فإن معظم نزلات البرد التي يصاب بها الطفل ستساعد في زيادة مناعته، ومع ذلك، فإن نزلة البرد الأولى قد تكون مخيفة للآباء.

لا تعد نزلات البرد عند الرضع حديثي الولادة خطيرة، ولكنها يمكن أن تتصاعد بسرعة إلى حالات مثل الالتهاب الرئوي أو الخناق. 

لذلك، يجب استشارة الطبيب على الفور إذا أصيب أي طفل أقل من شهرين أو ثلاثة أشهر بأي مرض، خاصة إذا كان يعاني من الحمى.

أسباب نزلات البرد عند الرضع

تحدث نزلات البرد، والمعروفة باسم التهابات الجهاز التنفسي العلوي، بسبب الفيروسات. 

تنتشر هذه الفيروسات من خلال الآتي:

  • ملامسة الجلد للجلد.
  • انتقال قطرات من السعال أو العطس.
  • التعامل مع جسم ملوث.

وهذا يعني أن اللمس والتقبيل ومسك الألعاب، والحضن يمكن أن تنشر فيروس البرد. 

وهناك أكثر من 200 فيروس معروف بأنها تسبب نزلات البرد، وهو ما يفسر سبب انتشارها.

يعد الرضع والأطفال الصغار أكثر عرضة للإصابة بنزلات برد، وذلك، لأن مناعتهم ضد فيروسات البرد مازالت في مرحلة البناء، ولم تكتمل بعد.

وعلى الرغم من أن نزلات البرد عند الرضع قد تكون قاسية على أنف الطفل، إلا أنها لا تسبب أي ضرر لهم.

في الواقع، يمكن أن تفيد نزلات البرد الطفل، لأنه تعمل على تعزيز الجهاز المناعي لدى الطفل، مما يجعله أقل عرضة للإصابة في وقت لاحق في الحياة.

أعراض نزلات البرد عند الرضع

قد يعاني الرضع المصابون بالبرد من إفرازات زائدة من الأنف تبدأ بالسيلان، ولكنها تتطور إلى إفرازات صفراء أو خضراء أكثر سمكًا في غضون أيام قليلة. 

يعد ذلك هذا التطور الطبيعي للعدوى ولا يعني تلقائيًا أن الأعراض تزداد سوءًا.

تشمل الأعراض الأخرى لنزلات البرد عند الرضع ما يلي:

  • العطس.
  • السعال.
  • العيون الحمراء.
  • فقدان الشهية.
  • مشكلة في النوم أو البقاء نائما.
  • صعوبة في الرضاعة بسبب انسداد الأنف.
  • ارتفاع طفيف في درجة الحرارة، بسبب محاربة المناعة للعدوى.
يجب استشارة الطبيب على الفور في حالة ارتفاع درجة الحرارة عن 38 درجة مئوية لاستبعاد الإصابة بعدوى أكثر خطورة من نزلة البرد.

قد تداخل أعراض البرد في الرضع مع أعراض بعض الأمراض الأخرى، بما في ذلك ما يلي:

الأنفلونزا

قد يعاني الرضيع المصاب بالانفلونزا من نفس أعراض البرد، بالإضافة إلى بعض الأعراض الأخرى، مثل:

قد يكون هناك بعض الأعراض التي لا يمكن ملاحظتها ولا يمكن للطفل أن يخبر أمه بها، بما في ذلك ما يلي:

الخناق

يعاني الأطفال المصابون بالخناق من الأعراض المعتادة لنزلات البرد، ولكن هذه الأعراض قد تزداد سوءًا بسرعة.

قد يصاب الأطفال بسعال حاد، وقد يواجهون صعوبة في التنفس، مما قد يتسبب في إجهادهم أو إصدار صوت أجش عند السعال.

الالتهاب الرئوي

يعد الأطفال أكثر عرضة من كبار السن للإصابة بنزلة برد التي يمكن أن تتحول إلى التهاب رئوي.

 يمكن أن يحدث هذا بسرعة، ولهذا من المهم استشارة طبيب الأطفال للحصول على التشخيص المناسب.

تشمل أعراض الالتهاب الرئوي:

  • القئ
  • التعرق
  • ارتفاع في درجة الحرارة 
  • احمرار الجلد
  • سعال قوي يزداد سوءًا بمرور الوقت
  • حساسية في البطن
  • صعوبة في التنفس، قد يتنفس الأطفال بسرعة أكبر من المعتاد 

في بعض الحالات، قد تبدو شفاههم أو أصابعهم زرقاء اللون، مما يشير إلى أنهم لا يحصلون على ما يكفي من الأكسجين ويحتاجون إلى رعاية طبية طارئة.

فيروس المخلوي التنفسي (RSV)

عادة، ما يصيب فيروس المخلوي التنفسي الأطفال في سن مبكر، في الأغلب عند سن الثانية. 

وعادة ما تتشابه أعراض فيروس المخلوي التنفسي مع أعراض نزلات البرد عند الرضع، ولكنه قد يكون أكثر خطورة عند الأطفال حديثي الولادة ويؤدي إلى مضاعفات.

تشمل أعراض الفيروس المخلوي التنفسي ما يلي:

ما هي مدة نزلات البرد عند الرضع؟

قد تستمر نزلة البرد لمدة 9 أو 10 أيام. 

يتضمن ذلك الفترة الزمنية التي لا تظهر فيها أي أعراض على الأطفال ولكنها معدية، بالإضافة إلى الفترة الزمنية التي يبدأون فيها في التصرف بشكل طبيعي ولكن لا يزال لديهم سيلان في الأنف.

علاج نزلات البرد عند الرضع

لا يوجد علاج لنزلات البرد، حيث تتحسن معظم حالات نزلات البرد الشائعة دون علاج.

عادةً، ما يختفي البرد في غضون أسبوع إلى 10 أيام، ولكن قد يستمر السعال لمدة أسبوع أو أكثر.

عموماً يجب تجنب تناول أي مضادات حيوية، فهي لا تعمل ضد فيروسات البرد.

حيث يمكن علاج البرد عند الرضع من خلال إعطاء الطفل الراحة الكافية وشرب الكثير من السوائل.

الأدوية

قد يعالج بعض الأشخاص البرد عند الرضع ببعض الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل:

الأدوية الخافضة للحمى

يمكنك استخدام الأدوية التي لا تتطلب وصفة طبية لتخفيض الحمى إذا كانت الحمى تزعج الطفل. 

ومع ذلك، فإن هذه الأدوية لا تقتل فيروس البرد عند الرضع.

لعلاج الحمى أو الألم عند الأطفال، ضع في اعتبارك إعطاء الأطفال الرضع أو الأطفال أدوية الحمى والأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية مثل:

  •  الأسيتامينوفين (سيتال).
  • الإيبوبروفين (بروفين). 

تعد كل هذه الأدوية أمنة للأطفال بدلاً من الأسبرين.

يجب عدم إعطاء إيبوبروفين للرضع الذين تقل أعمارهم عن 6 شهور أو  للأطفال الذين يتقيئون باستمرار أو يعانون من الجفاف.

أما بالنسبة للرضع الأقل من 3 أشهر، يجب عدم إعطاء أسيتامينوفين حتى يفحص الطبيب الطفل. 

يجب ألا يتناول الأطفال والمراهقون الذين يتعافون من جدري الماء أو أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا الأسبرين أبدًا، لأنه قد يسبب متلازمة راي، وهي حالة نادرة ولكنها قد تهدد الحياة لدى هؤلاء الأطفال.
أدوية السعال والبرد

تعد أدوية السعال والبرد غير آمنة للرضع والأطفال الصغار.

 لا تعالج أدوية السعال والبرد التي تصرف بدون وصفة طبية السبب الكامن وراء نزلة البرد لدى الطفل ولن تقضي عليه سريعًا.

بل يمكن أن تكون خطرة على الطفل، فقد يكون لأدوية السعال والبرد آثار جانبية خطيرة، بما في ذلك الجرعات الزائدة المميتة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين.

عموماً، يجب عدم استخدام الأدوية الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية عند علاج البرد عند الرضع، باستثناء مخفضات الحرارة ومسكنات الألم.

العلاجات المنزلية

قد يوصي أطباء الأطفال ببعض العلاجات المنزلية المختلفة أثناء علاج البرد عند الرضع، وتشمل هذه العلاجات ما يلي:

  • الترطيب: يجب الحفاظ على رطوبة جسم الطفل أثناء علاج البرد من خلال شرب الكثير من السوائل الدافئة.
  • تنظيف الممرات الأنفية: قد يساعد تنظيف أنف الطفل بقطرة المحلول الملحي والسرنجة على التنفس بشكل أسهل.
  • البخار: قد يساعد استحمام الطفل في حمام به بخار مع تشغيل الماء الساخن لمدة 10-15 دقيقة في تفكيك المخاط. 
يجب على الأم دائمًا مراقبة الرضيع أثناء الاستحمام بالماء الساخن لحماية الطفل من إصابات الحروق.
  • الراحة: قد يكون من الأفضل تجنب الأماكن العامة والسماح للطفل بوقت إضافي للراحة أثناء التعافي.
وبعد كل ذلك، إذا تفاقمت الأعراض، فيجب استشارة الطبيب.

متى يجب استشارة الطبيب؟

يجب استشارة الطبيب في حالة المعاناة من نزلات البرد عند الرضع الذين تقل أعمارهم عن ثلاثة أشهر.

وعلى الرغم من أن ارتفاع درجة الحرارة هو دليل على أن الجسم يحارب العدوى، إلا أنه يجب استشارة الطبيب إذا وصلت درجة الحرارة إلى 38 درجة مئوية أو أعلى لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثلاثة أشهر.

أما في حالة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 إلى 6 أشهر، فيجب استشارة الطبيب إذا وصلت درجة الحرارة إلى 39 درجة مئوية أو أعلى.

عموماً، بغض النظر عن أعمارهم، يجب استشارة الطبيب إذا استمر ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من 5 أيام أو إذا استمر ليوم أو يوم ثم عادت.

من المهم أيضًا التحدث مع طبيب الأطفال إذا ظهرت أي أعراض أخرى غير عادية على الطفل، مثل:

  • صعوبة في التنفس
  • سعال غير عادي
  • علامات الألم الجسدي أو عدم الراحة
  • صعوبة في الأكل أو رفض الأكل
  • طفح جلدي
  • الإسهال أو القيء المستمر
  • الجفاف وقلة البول
في بعض الحالات، قد لا تظهر الأعراض على الطفل ولكن قد يشعر أحد الوالدين بأن الطفل ليس بحالته الطبيعية، إذا كان لدى الشخص أي شك بشأن أعراض الطفل، فعليه طلب المساعدة الطبية.

الوقاية من نزلات البرد عند الرضع

تساعد الرضاعة الطبيعية في تعزيز مناعة الرضيع ضد العدوى، وخاصة لبن السرسوب – هو أول لبن يفرزه الثدي بعد الولادة – لأنه غني بالأجسام المضادة.

يمكن للفيروسات التي تسبب نزلات البرد أن تنتشر عن طريق الهواء أو التواصل مع شخص مصاب بالفيروس،ففي بعض الحالات، قد لا تظهر أي أعراض على الشخص الحامل للفيروس.

قد تؤدي الكثير من العوامل المختلفة إلى زيادة خطر إصابة الرضع بالبرد، مثل التعرض للأطفال الأكبر سنًا أو التواجد حول أشخاص مدخنين.

 تشمل الخطوات التي يمكن اتباعها لتقليل خطر الإصابة بنزلات البرد عند الرضع ما يلي:

  • غسل اليدين بانتظام من قبل أي شخص على اتصال بالطفل.
  • تجنب الأشخاص المرضى أو المتواجدين حول شخص مريض.
  • الحد من التعرض للأماكن الزحمة.
  • تجنب وجود الطفل في مكان به تدخين.
  • تنظيف الألعاب والأسطح بانتظام.
وفي النهاية، أنصحك عزيزتي بالحفاظ على صحة طفلك والالتزام بالإجراءات الوقائية، فالوقاية خير من العلاج.
المصدر
Medical News TodayHealthline

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!