إعلان رئيسي
مقالات ونصائح طبية

عدم انتظام الدورة الشهرية لدى السيدات

أهم المشكلات الصحية المتعلقة بها

قبل التحدث عن عدم انتظام الدورة الشهرية يجب أن نعرف ما هي الدورة الشهرية المنتظمة؟

الدورة الشهرية هي أمر طبيعي يحدث للنساء بداية من سن البلوغ وحتى الوصول إلى سن اليأس.

وفي الدورة المنتظمة يحدث النزيف كل 28 يوم تقريبا لكنه قد يختلف من سيدة لآخرى وتترواح المدة الزمنية الطبيعية لحدوث الدورة بين 25 إلى 35 يوم.

في حال زادت المدة عن ذلك تعتبر الدورة الشهرية غير منتظمة.

مراحل الدورة وحقائق عن عدم انتظام الدورة الشهرية

تحدث الدورة الشهرية وفقاً لنظام معين من التوازن الهرموني داخل جسم المرأة وباختلال هذا النظام تتأثر الدورة الشهرية.

على الرغم من ذلك فإن عدم انتظام الدورة ليس بالضرورة مشكلة طبية.

لكنه قد يحدث نتيجة إختلافات فردية وطبيعة جسم المرأة.

قبل مناقشة مشكلة عدم إنتظام الدورة نعرض لك كيفية حدوث الدورة والمراحل الخاصة بها والتي تحدث بشكل طبيعي للتعرف بعد ذلك على مواضع الخلل ومناقشة طرق العلاج حسب السبب.

مراحل الدورة الشهرية

تبدأ الدورة الشهرية لدى الفتيات من سن 10 سنوات وتنتهي عند سن اليأس حوالي 45 إلى 55 سنة.

وتحدث شهرياً وفقاً لنظام هرموني معين من خلاله تصبح الفتاة قادرة على الإنجاب.

وتنقسم الدورة الشهرية إلى أربع مراحل مختلفة:

مرحلة الحيض

تستمر مرحلة الحيض عادة من 3 إلى 7 أيام وتختلف من سيدة لآخرى.

تحدث تلك المرحلة نتيجة انهيار الجدار الداخلي لبطانة الرحم الذي يزداد سمكه في المراحل الآخرى استعداداً للحمل.

وفي حالة عدم حدوث الحمل تنهار بطانة الرحم في وقت الدورة الشهرية لتخرج على شكل دم وإفرازات من المهبل.

مرحلة الطور الجريبي

تبدأ تلك المرحلة من أول أيام الحيض أو نزول الدم وتنتهي ببداية المرحلة التالية وهي مرحلة التبويض.

في هذه المرحلة تقوم الغدة النخامية بالمخ بإفراز هرمون محفز لإنتاج ما يعرف بالجريبات وينتج تقريبا من 10 إلى 20 جريبة أو حويصلة.

تلك الحويصلات بدورها تقوم بإنتاج هرمون الإستروجين المعروف بهرمون الأنوثة.

وهذا الهرمون مسئول عن زيادة سمك بطانة الرحم ويتم ذلك استعداداً لإستقبال البويضة.

مرحلة التبويض

في حالة التخطيط للحمل تعتبر تلك المرحلة هي المرحلة المناسبة لحصول الحمل.

وهنا تنتقل بويضة ناضجة لتصل إلى قناة فالوب في إنتظار عملية التخصيب.

في حالة عدم حدوث حمل تنتقل البويضة الناضجة من قناة فالوب إلى الرحم وتتحلل البويضة في خلال 6 إلى 24 ساعة.

بعض السيدات قد تعاني من ألم في أحد الجانبين وهو ما يعرف بألم التبويض ويمكنها من خلال ذلك معرفة وقت التبويض بشكل واضح.

مرحلة الطور الأصفرى

في تلك المرحلة يقوم الجسم الأصفر بإنتاج كميات مرتفعة من هرمون البروجستيرون والاستروجين.

هرمون البروجستيرون مسئول عن زيادة سمك بطانة الرحم وتثبيتها.

في حالة عدم حدوث التلقيح فإن الجسم الأصفر يبدأ في التلاشي بشكل تدريجي وبالتالي تنخفضل نسبة الهرمونات المثبتة لبطانة الرحم وتنهار بطانة جدار الرحم لتبدأ دورة شهرية جديدة.

المراحل السابقة توضح كيفية حدوث الدورة الشهرية المنتظمة.

في الجزء التالي نعرض المشكلات التي يمكن تؤثر على إتمام تلك الدورة بشكل سليم.

وبالتالي تتسبب في عدم إنتظام الدورة الشهرية لدى السيدات.

وتأثير العوامل المختلفة على الهرمونات داخل جسم المرأة

كما نعرض تأثير تلك المشكلة على الحمل وطرق التشخيص والعلاج المتاحة.

أسباب عدم انتظام الدورة الشهرية لدى السيدات:

في البداية يجب أن نعرف أن عدم إنتظام الدورة الشهرية في مراحل معينة من حياة الفتاة أو السيدة يعتبر أمر طبيعي وذلك في الحالات التالية:

  1. في بداية البلوغ ولمدة سنتين فإن عدم إنتظام الدورة الشهرية لدى الفتيات يعتبر أمر طبيعي وذلك حتى يبدأ الجسم في التأقلم على النظام الهرموني والتغيرات الفسيولوجية المختلفة التي تمر به.
  2. عند إقتراب سن اليأس أيضاً يعتبر عدم إنتظام الدورة الشهرية أمر طبيعي حيث يتم ذلك تمهيداً لإنقطاع الدورة الشهرية.

في الفترة ما بعد إنتظام الدورة الشهرية أو بعد البلوغ بسنتين وقبل سن اليأس فإن حدوث خلل في نظام الدورة الشهرية قد يكون نتيجة مشكلة صحية.

ومن الأفضل التوجه إلى الطبيب لمعرفة الأسباب والحصول على تشخيص مناسب.

بالتأكيد هناك مجموعة من الاسباب سواء المرضية أو العادات الغذائية والصحية المختلفة تؤثر بدورها على الدورة الشهرية.

وفي النقاط التالية نعرض بعضاً منها وكيف تؤثر على الدورة الشهرية:

متلازمة تكيس المبايض

تحدث تلك الحالة أو المشكلة لدى السيدات نتيجة ارتفاع مستوى هرمون الذكورة الذي يؤثر على إنتظام الدورة الشهرية.

كما يسبب مجموعة من الأعراض مثل زيادة نمو الشعر في مناطق غير مستحبة، زيادة الوزن وظهور البطن، تساقط الشعر بالإضافة إلى مشكلات مرتبطة بحدوث الحمل. يمكن حل تلك المشكلة من خلال ضبط مستوى الهرمونات أو إزالة الأكياس من على المبايض في حال تكونها كما أن إنقاص الوزن يساهم بشكل كبير في حل تلك المشكلة.

التوتر والضغوط النفسية

عدم انتظام الدورة الشهرية
عدم انتظام الدورة الشهرية

الإكتئاب والتوتر والضغوط النفسية المختلفة تؤثر على الجسم بشكل عام.

وقد تسبب خللاً في النظام الهرموني للجسم مما يسبب عدم انتظام الدورة الشهرية.

وتعود الدورة الشهرية للإنتظام مرة أخرى بشكل طبيعي عند التخلص من التوتر والعودة للحالة الطبيعية.

السمنة

تسبب السمنة وزيادة الوزن الكثير من المشكلات في الجسم.

وعدم إنتظام الدورة الشهرية هي إحدى المشكلات التي تتسبب بها خاصة عندما تؤدي إلى مرض السكري الذي يساهم في مقاومة الخلايا للإنسولين وقد يسبب متلازمة تكيس المبيايض كما قد يسبب تأخر الحمل.

لهذا تنصح السيدات التي تخطط للحمل بإنقاص الوزن نظراً للمشكلات الصحية المختلفة التي تتسبب بها السمنة.

الأدوية

بعض الأدوية قد تسبب خلل في النظام الهرموني للجسم مثل أدوية منع الحمل والصرع لهذا من الضروري معرفة تأثير الأدوية والأعراض الجانبية الخاصة بها حتى لا تسبب القلق في حال سببت حدوث مشكلة جانبية.

وبالتأكيد يفضل مراجعة الطبيب بشأن الأعراض المختلفة الناتجة عن تناول نوع معين من الأدوية.

مشكلات التغذية

اضطرابات الطعام ومشكلات التغذية المختلفة تساهم أيضاً في ظهور مشكلة عدم انتظام الدورة الشهرية.

وتشمل تلك الإضطرابات قلة التغذية والنحافة أو زيادة الشهية المفرطة.

ممارسة الرياضات العنيفة

في حال قمت بممارسة رياضة عنيفة لفترة من الوقت وتأخرت الدورة الشهرية فقد يكون هذا هو السبب.

فالجري لمسافات طويلة أو ممارسة الرياضات الصعبة قد يؤثر على انتظام الدورة الشهرية.

السكري

السيدات المصابات بمرض السكري عادة ما تأتيهم الدورة الشهرية في وقت متأخر كما يصلن لسن اليأس بشكل أسرع من غيرهم.

لا تتأثر الدورة الشهرية بمرض السكري فقط ولكن العكس يحدث أيضاً فزيادة هرمون البروجستيرون في مراحل الدورة الشهيرة المختلفة من شأنه أن يزيد من مقاومة الخلايا للأنسولين في الجسم حتى مع الإلتزام بالعلاج والنظام الغذائي السليم.

كيفية تشيخص عدم انتظام الدورة الشهرية

عدم انتظام الدورة الشهرية
عدم انتظام الدورة الشهرية

كما ذكرنا الدورة الشهرية المنتظمة لها معدل معروف ولكن الخروج عن ذلك المعدل لا يعني بالضرورة مشكلة صحية.

في الفترة التي تنتظم فيها الدورة الشهرية يمكن أن نعتبر حدوث أي خلل أو مشكلة أمر يستدعي زيارة الطبيب للإطمئنان.

في البداية سوف يكون عليك القيام بتحديد التغيرات التي طرأت على دورتك الشهرية وتسجيل موعد بداية وانتهاء الدورة لعدة مرات.

من الأفضل أيضا ملاحظة كمية الدم وهي زادت بشكل كبير أو قلت بشكل ملحوظ، هل هناك تجلطات دموية تظهر وما إلى ذلك حتى تسهل عملية التشخيص.

وتتم عملية التشخيص بالشكل التالي:-

  • استفسارات الطبيب:

سوف يبدأ الطبيب عملية الكشف والتشخيص من خلال سؤالك عن الدورة الشهرية والمواعيد التي تبدأ فيها والتغيرات التي طرأت عليها لهذا كما ذكرنا من الضروري الإنتباه لتلك الأمور.

  • الفحص السريري:

الخطوة التالية للتشخيص هي الفحص السريري ويقوم به الطبيب لملاحظة أي تغيرات يمكن أن تكون السبب وراء عدم انتظام الدورة الشهرية.

  • الفحوصات والتحاليل:

بعض الأمراض مثل الأنيميا وفقر الدم قد تسبب تلك المشكلة لهذا ربما يطلب منك الطبيب القيام بعمل بعض الفحوصات والتحاليل الطبية للتأكد من السبب وراء ظهور مشكلة عدم إنتظام الدورة الشهرية لديك.

كما أن تحليل الهرمونات قد يكون مطلوباً أيضاً في تلك الحالة فكما ذكرنا .

  • الأشعة:

استخدام الأشعة الصوتية لتصوير الرحم والمبيض وقناتي فالوب وملاحظة أي تغيرات به هي أيضاً من الطرق المفيدة التي يمكن الإعتماد عليها في تشخيص أسباب المشكلة.

  • فحص المهبل:

يتم أيضا فحص المهبل للتأكد من عدم وجود عدوى أو التهابات تتسبب في حدوث تلك المشكلة.

  • العينات:

قد يتم أخذ عينة من الرحم للتأكد من طبيعة الخلايا ويتم ذلك من خلال أخذ مسحة أو عينة صغيرة من داخل الرحم وفحصها والكشف عنها.

كيفية علاج عدم انتظام الدورة الشهرية

يعتمد علاج مشكلة عدم انتظام الدورة الشهرية لدى السيدات على السبب المؤدي للمشكلة.

والذي يتم تحديده والتعرف عليه من خلال الكشف والتشخيص بالطرق المذكورة سابقاً.

وإليك بعض النقاط الخاصة بعلاج المشكلة:

  • في حال كانت المشكلة سببها خلل في الهرمونات يعتمد العلاج هنا على عملية تنظيم الهرمونات وذلك من خلال تناول بعض الأدوية مثل أدوية منع الحمل التي تحتوى على مجموعة من الهرمونات التي تنظم الخلل الموجود بالجسم.
  • في حال كانت المشكلة بسبب مرض ما مثل الأنيميا يتم الإعتماد هنا على علاج المرض من خلال تناول الحديد والأدوية الخاصة به وبالتالي التخلص من المشكلات المصاحبة له.
  • بعض الأمراض مثل بطانة الرحم المهاجرة والتي تسبب تلك المشكلة ليس لها علاج ولكن هنا يمكن الإعتماد على بعض مسكنات الألم أو أدوية منع الحمل التي تعمل على عدم زيادة خلايا بطانة الرحم المهاجرة للحد من تلك المشكلة.
  • في بعض الحالات لا يتطلب الأمر تناول أي علاج إذا كان عدم إنتظام الدورة الشهرية يرجع لسبب زيادة المجهود البدني أو قرب سن اليأس فتعتبر تلك الأمور طبيعية لكن بالتأكيد زيارة الطبيب سوف توفر لك مزيد من الإطمئنان وتجنبك الكثير من المشكلات الصحية.

لا شك أن اعتماد نظام حياة صحي والاهتمام بممارسة الرياضة والتغذية السليمة وإنقاص الوزن يلعب دوراً مميزاً في التأثير على صحة الجسم بشكل عام وتنظيم الهرمونات والحد من المشكلات الصحية المرتبطة بها كما ترتبط الكثير من الأمراض بالسمنة والنظام الغذائي السيء مثل تكيس المبايض والذي يؤثر على إنتظام الدورة الشهرية.لهذا ننصح بالحفاظ على الوزن في حالة مثالية والحد من تناول الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات العالية كما أن الإلتزام بممارسة رياضة مناسبة بشكل يومي سوف يؤثر بشكل كبير على صحة الجسم بشكل عام ويساهم بشكل ملحوظ في التخلص من المشكلات الصحية المختلفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!