يعتقد معظم الأشخاص أن السل هو مرض يصيب الرئتين فقط، لكن، في حقيقة الأمر أنه يمكن أن يصيب بعض الأعضاء الأخرى في بعض الحالات، قد يصاب الشخص بالسل بسبب نوع معين من البكتريا التي قد تنتشر إلى أجزاء أخرى غير الرئة وتسبب الكثير من المشاكل الصحية، وفي هذا المقال سنوضح ما هو مرض السل وما هي أنواعه وكيف ينتشر وما هي أسبابه والعوامل التي تزيد من فرصة الإصابة به وما هي أعراضه ومضاعفاته وطرق تشخيصه وعلاجه، والوقاية منه.
ما هو مرض السل؟
هو مرض مُعدٍ يمكن أن يسبب عدوى في الرئتين أو بعض الأعضاء الأخرى، مثل العمود الفقري أو الدماغ أو الكلى. لكنه، يؤثر بشكل شائع على الرئتين.
يعرف السل أيضاً باسم الدرن، وهو يعرف في الإنجليزية باسم”Tuberculosis”، وهي تأتي من كلمة لاتينية تعني “عقدة” أو أي شيء بارز.
ما هي أسباب مرض السل؟
يحدث الدرن بسبب جرثومة المتفطرة السلية (Mycobacterium).
تنتشر الجراثيم عبر الهواء وعادة ما تصيب الرئتين، ولكنها قد تصيب أيضًا أجزاء أخرى من الجسم. على الرغم من أن مرض السل معدي، إلا أنه لا ينتشر بسهولة.
عادة، ما يحتاج الشخص لقضاء الكثير من الوقت في الاتصال بشخص معدي من أجل أخذ العدوى.
ما هي عوامل خطر الإصابة بالسل؟
بعد أن وضحنا ما هو مرض السل وما هي أسبابه، قد يدور في ذهن البعض ما هي العوامل التي قد تؤدي إلى الإصابة بالسل.
قد تزيد فرصة الإصابة بالسل في الحالات الآتية:
- وجود صديق أو زميل في العمل أو أحد أفراد الأسرة مصاب بمرض السل النشط.
- العيش أو السفر إلى منطقة ينتشر فيها مرض السل.
- العمل أو العيش في مستشفى أو دار رعاية.
- التدخين.
عموماً في حالة الإصابة ببكتيريا السل، سيحاول نظام المناعة محاربة هذه البكتيريا، ولكن قد لا تكون المناعة قادرًا على مواجهته في الحالات الآتية:
- فيروس نقص المناعة البشرية أو الإيدز.
- السكري.
- أمراض الكلى الحادة.
- سرطان الرأس والرقبة.
- الخضوع لعلاجات السرطان مثل العلاج الكيميائي.
- انخفاض وزن الجسم وسوء التغذية.
- تناول أدوية زراعة الأعضاء التي تثبط المناعة.
- تناول بعض الأدوية التي تستخدم لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي ومرض كرون والصدفية.
- تزيد فرصة الإصابة لدى الأطفال الرضع والأطفال الصغار، لأن أجهزتهم المناعية لم تتشكل بشكل كامل.
ما هي أنواع السل؟
لابد من معرفة ما هي أنواعالسل بعد معرفة ما هو مرض السل وما هي أسبابه.
يوجد عدة أنواع من السل، بما في ذلك السل الرئوي الذي يعد الأكثر شيوعًا.
ولكن، يمكن أن تؤثر البكتيريا أيضًا على أجزاء أخرى من الجسم إلى جانب الرئتين، مما يتسبب في الإصابة بالسل خارج الرئة.
يمكن أن ينتشر السل خارج الرئتين، وقد يسبب ما يلي:
- التهاب السحايا، وهو التهاب يصيب الدماغ.
- مستويات عالية من خلايا الدم البيضاء في البول.
- السل الشوكي أو التهاب الفقار السل.
- مرض أديسون، مرض الغدة الكظرية.
- التهاب الكبد.
- التهاب العقد اللمفية في الرقبة.
كيف ينتشر السل؟
السؤال الذي يطرح نفسه الآن بعد معرفة ما هو مرض السل وما هي أنواعه، كيف ينتشرالسل.
يمكن أن ينتشر السل عندما يطلق الشخص المصاب بالسل النشط الجراثيم في الهواء من خلال السعال أو العطس أو التحدث أو الغناء أو حتى الضحك.
يعد فقط الأشخاص المصابون بالعدوى الرئوية النشطة معديين.
يستطيع معظم الأشخاص الذين يستنشقون بكتيريا السل محاربة البكتيريا ومنعها من النمو، و قد تصبح البكتيريا غير نشطة في هؤلاء الأفراد، مما يسبب عدوى السل الكامنة.
ما هي أعراض السل؟
وبعد أن وضحنا ما هو مرض السل وما هي أنواعه وكيف ينتقل، لابد من معرفة ما هي أعراضه.
لكن، قد يكون الشخص مصابًا بالبكتيريا، ولكن ليس لديه أعراض، فهذا يعني أنه يعاني من السل غير النشط أو عدوى السل الكامنة.
أما إذا كان مصابًا بالعدوى، وظهرت عليه الأعراض، يسمى ذلك بالسل النشط أو السل.
يعني ذلك أن هناك ثلاث مراحل للسل، وهم كالتالي:
- عدوى أولية.
- مرض السل الكامن.
- السل النشط.
أعراض السل المبكر
وقد يتسائل البعض ما هو مرض السل المبكر وما هي أعراضه، تشمل أعراض السل المبكر، ما يلي:
- سعال مستمر لمدة 3 أسابيع على الأقل.
- خروج بلغم يحتوي على دم عند السعال.
- فقدان الشهية والوزن الغير مبرر.
- شعور عام بالتعب والتوعك.
- تورم في الرقبة.
- حمى.
- تعرق ليلي.
- ألم في الصدر.
أعراض أخرى
كما وضحنا عند الإجابة عن سؤال ما هو مرض السل أنه قد يؤثر على أعضاء أخرى غير الرئتين، مما قد يؤدي إلى ظهور أعراض أخرى، ويعد ذلك أكثر شيوعًا عند الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
وقد تشمل هذه الأعراض ما يلي:
- وجود دم في البول وفقدان وظائف الكلى، إذا كان مرض السل يؤثر على الكلى.
- آلام الظهر وتيبسها وتشنجات عضلية وعدم انتظام العمود الفقري، وهم من اعراض مرض السل في العظام.
- الغثيان والقيء والارتباك وفقدان الوعي إذا انتشر مرض السل إلى الدماغ.
كيف يمكن تشخيص السل؟
قد يرغب البعض في معرفة طرق تشخيص السل، بعد أن عرف ما هو مرض السل وما هي أنواعه وأسبابه وأعراضه.
يمكن تشخيص السل من خلال الآتي:
- اختبار الجلد
- فحص الدم
- فحص الصدر بالأشعة السينية أو الأشعة المقطعية للبحث عن التغييرات في الرئتين.
- اختبار العصيات الحمضية السريعة (AFB) للكشف عن بكتيريا السل في البلغم، والمخاط الذي يظهر عند السعال.
ما هي طرق علاج السل؟
قد حان الآن الوقت لمعرفة طرق علاج السل، بعد أن تعرفنا على ما هو مرض السل وما هي أسبابه وأنواعه وأعراضه وطرق تشخيصه.
يمكن علاج السل ببعض الأدوية، بما في ذلك ما يلي:
- أيزونيازيد
- ريفامبين
- إيثامبوتول
- ريفابنتين
يجب الالتزام بالأدوية التي يصفها الطبيب، وذلك لقتل جميع البكتيريا. كما يجب عدم التوقف عنها إلا بأمر من الطبيب.
الآثار الجانبية للعلاج
قد يعاني بعض الأشخاص من آثار جانبية من الأدوية المستخدمة في علاج السل والتي قد تشمل:
- الطفح الجلدي وردود الفعل الأخرى.
- الغثيان واضطراب المعدة.
- حكة في الجلد.
- اصفرار الجلد أو العينين (اليرقان).
- البول الداكن.
يجب استشارة الطبيب عند المعاناة من أي آثار جانبية من أدوية السل لأن بعضها قد يسبب تلف في الكبد.
ما هي مدة العلاج؟
قد يستغرق الأمر وقتاً طويلاً لعلاج السل، فقد تتراوح مدة العلاج بين ستة إلى تسعة أشهر على الأقل.
هل يمكن الشفاء من السل؟
نعم، السل قابل للشفاء.
ما هي مضاعفات السل؟
قد يكون السل مميت، في حالة إهمال علاجه، لأنه قد يؤدي إلى الكثير من المضاعفات في حالة إهماله.
تشمل مضاعفات مرض السل ما يلي:
- آلام العمود الفقري.
- تلف المفصل.
- تورم الأغشية التي تغطي الدماغ (التهاب السحايا).
- مشاكل في الكبد أو الكلى.
- تلف الأنسجة حول القلب.
ما هي طرق منع انتشار السل؟
يجب معرفة كيف يمكن منع انتشار السل، بعد معرفة ما هو مرض السل وأسبابه وأنواعه وأعراضه وطرق تشخيصه وعلاجه.
يمكن منع انتشار السل من خلال اتباع بعض الإرشادات والتي تشمل ما يلي:
- غسل اليدين جيدًا وبشكل متكرر.
- السعال في المرفق أو تغطية الفم عند السعال.
- تجنب الاتصال الوثيق مع الآخرين.
- تأكد من تناول كل الأدوية الخاصة بشكل صحيح.
- تتمثل أهم الإجراءات في المستشفى لوقف انتشار مرض السل، هي وجود تهوية مناسبة واستخدام معدات الحماية الشخصية بشكل صحيح.
إذا كنت مصاباً بالسل، فعليك الالتزام بالعلاج للفترة التي يحددها الطبيب، لمنع حدوث أي مضاعفات، واتباع إجراءات منع انتشار العدوى.
