إعلان رئيسي
مقالات دكتورك

ما هي متلازمة اسبرجر؟

تعرف على متلازمة اسبرجر

هل يعاني طفلك من التواصل مع الآخرين، هل لديه مشكلة في تكوين صداقات، هل يميل طفلك إلى التركيز والاهتمام بلعبة معينة عن غيرها، ربما تقلق إذا كان طفلك يعاني من هذه الأعراض وقد تلجأ للطبيب لتفاجأ أن طفلك مصاباً بحالة تسمى متلازمة اسبرجر، لذا، في هذا المقال سنوضح ما هي متلازمة اسبرجر وما هي أعراضها وأسبابها ومضاعفاتها وكيف يمكن علاجها.

ما هي متلازمة اسبرجر؟

تعد متلازمة اسبرجر واحدة من ضمن اضطرابات طيف التوحد (ASDs)، وهي تعرف بالإنجليزية باسم (Asperger’s syndrome).

لقد كانت متلازمة أسبرجر (AS) حالة مرضية منفصلة، ولكن في عام 2013، ادرجت هذه الحالة ضمن فئة اضطراب طيف التوحد (ASD) في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطراب العقلي 5 (DSM-5).

تتميز هذه المتلازمة بثلاثة أعراض أساسية هم:

  • صعوبة التفاعل الاجتماعي.
  • السلوك المتكرر.
  • التركيز على القواعد والروتين.

في كثير من الأحيان، يتمتع الأشخاص المصابون بـمتلازمة اسبرجر بذكاء طبيعي أو أعلى من المعدل الطبيعي، بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما يكون الأشخاص المصابون بهذه الحالة قادرين على التعلم في الفصول الدراسية السائدة وشغل الوظائف.

ولكن، لا يمكن علاج هذه الحالة ولكن يساعد التشخيص والتدخل المبكر على مساعدة الطفل في تكوين روابط اجتماعية وتحقيق إمكاناته وعيش حياة منتجة.

أعراض متلازمة اسبرجر

قد تظهر العلامات المبكرة لـمتلازمة اسبرجر في السنة الأولى من العمر، وقد تشمل هذه العلامات ما يلي:

الاهتمام المتكرر

يعني ذلك أن الطفل يضع تركيزًا كبيراً على موضوع ضيق مثير للاهتمام، فقد يصبح خبيراً بنشاط واحد معين مع استبعاد كل الآخرين. 

وعادة ما يهتم بالأنشطة مثل، التجميع أو الترقيم أو الإدراج.

الكلام الرسمي 

يتحدث الأشخاص المصابون بمتلازمة اسبرجر بكلام سطحياً أو رتيبًا أو بطيئًا أو سريعًا بشكل غير عادي، أو قد يكون مستوى الصوت غير مناسب.

بالإضافة إلى ذلك، فإنهم قد يستخدمون تعبيرات الوجه قليلاً، وقد يجدون أيضًا صعوبة في معرفة متى يتم خفض مستوى صوتهم.

الروتين

 قد يكون لدى الأشخاص المصابين بمتلازمة اسبرجر قواعد وطقوس يحافظون عليها بشكل منهجي لتقليل الارتباك. 

وقد يؤدي التغيير المفاجئ في الروتين أحيانًا إلى الانزعاج أو القلق.

العزلة الاجتماعية

قد يواجه الأشخاص المصابون بهذه الحالة صعوبة في التفاعلات الاجتماعية، حيث يميل هؤلاء الأشخاص إلى الحديث فقط عن اهتماماتهم الفردية، مما يمكن أن يؤدي إلى العزلة.

 وقد يبدون أيضاً غير مهتمين بالآخرين، بالإضافة إلى ذلك، قد يكون تكوين صداقات والاحتفاظ بها أمرًا صعبًا لديهم.

التأخر في التطور الحركي

قد يفتقر هؤلاء الأطفال إلى التنسيق ويكونون غير قادرين على القيام بمهام معينة، مثل التسلق أو ركوب الدراجة أو ربط أربطة الحذاء. 

وقد يواجه أيضاً الأطفال المصابون بهذه الحالة صعوبة في المهارات الحركية الأساسية، مثل الجري أو المشي.

مشاكل القرب

قد يجد الأشخاص المصابون بمتلازمة اسبرجر صعوبة في معرفة مدى قربهم من شخص آخر أثناء التحدث.

الخيال

قد يكون من الصعب تخيل نتائج بديلة للمواقف، لذا قد تبدو ألعاب لعب الأدوار والتخيل مستحيلة.

مع العلم أن  الموضوعات القائمة على المنطق والذاكرة والأنظمة أكثر إثارة للاهتمام بالنسبة للأشخاص المصابين بمتلازمة اسبرجر، لذلك، قد يكون هؤلاء الأفراد متميزون بشكل استثنائي في الرياضيات وعلوم الكمبيوتر والموسيقى.

وعلى الرغم من تعدد أعراض متلازمة اسبرجر إلا أنه في كثير من الأحيان، لا تشخص إلا في وقت متأخر من مرحلة البلوغ.

أسباب متلازمة اسبرجر

لا يعرف حتى الآن السبب الرئيسي وراء حدوث متلازمة اسبرجر.

ولكن، قد تحدث هذه الحالة نتيجة مجموعة من العوامل الجينية والبيئية التي تسبب تغيرات في نمو المخ.

لقد لوحظ أن هذه الحالة قد تنتشر في العائلة، مما يشير إلى أن بعض الحالات قد تكون وراثية.

اقترح بعض الباحثين أن العوامل البيئية في وقت مبكر من الحمل قد يكون لها تأثير، ولكن الخبراء لم يؤكدوا ذلك بعد.

قد يكون هناك علاقة بين تشوهات المخ ومتلازمة اسبرجر، حيث وجد أن هناك اختلافات هيكلية ووظيفية في مناطق معينة من المخ لدى الأشخاص المصابين بمتلازمة اسبرجر.

مضاعفات متلازمة اسبرجر

قد يكون هناك بعض المضاعفات لمتلازمة اسبرجر، التي قد تكون بسبب وجود بعض الصعوبات أو بسبب التشنجات اللاإرادية التي تصاحب الحالة.

تشمل هذه المضاعفات ما يلي:

  • مضاعفات حسية: قد يكون لدى بعض الأشخاص مشاكل في حواسهم الخمس، لذلك قد تكون حواسهم إما مكثفة أو ناقصة. 
يمكن أن يؤثر ذلك على كيفية إدراك هؤلاء الأشخاص للضوضاء والأضواء الساطعة والروائح الشديدة والمواد الغذائية والمواد.
  • القلق والاكتئاب: غالبًا ما يكون الأطفال الصغار المصابون بمتلازمة اسبرجر نشطين بشكل غير عادي، وقد يصابون بالقلق والاكتئاب في سن الرشد.
  • اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD).
  • الاكتئاب، خاصة في وقت لاحق من الحياة.
  • اضطرابات التشنج اللاإرادي مثل متلازمة توريت.
  • اضطرابات القلق واضطراب الوسواس القهري (OCD).

تشخيص متلازمة اسبرجر

لا يوجد اختبار محدد لتشخيص متلازمة أسبرجر.

في كثير من الحالات، يبلغ الآباء عن تأخيرات أو صعوبات في النمو أو السلوك لدى طفلهم، وقد يلاحظ معلم الطفل مشاكل في النمو إذا كان طفلك في المدرسة، ولكن يجب إبلاغ الطبيب بهذه المشاكل للمساعدة في التشخيص.

قد يجري الطبيب بعض الاختبارات البدنية، مثل السمع أو اختبارات الدم أو الأشعة السينية، من أجل استبعاد الحالات الأخرى وتحديد ما إذا كان الاضطراب الجسدي هو سبب الأعراض.

قد يكون التشخيص المبكر صعبًا بسبب النطاق الواسع للأعراض، لذلك قد لا يجرى التشخيص الدقيق أو العلاج المناسب حتى سن البلوغ.

علاج متلازمة اسبرجر

لا يوجد علاج محدد لمتلازمة اسبرجر، ومع ذلك، هناك العديد من العلاجات التي يمكن أن تقلل من أعراض الاضطراب وتساعد طفلك على الوصول إلى إمكاناته الكاملة. 

وغالبًا ما يعتمد العلاج على الأعراض والصعوبات التي يوجهها الطفل، لذلك، قد يؤدي التشخيص الدقيق إلى فهم أفضل للصعوبات التي يواجهها الشخص، مما قد يؤدي إلى علاج الحالة جيداً.

يمكن استخدام مجموعة من العلاجات لمساعدة الشخص على التكييف مع سلوكه لتحقيق نتيجة اجتماعية أفضل، والتعامل مع القلق، الأمر الذي يمكن أن يقلل من خطر العزلة الاجتماعية.

قد يشمل العلاج للمساعدة على التكيف مع الأعراض ما يلي:

الدعم التعليمي: قد تشمل أهداف الدعم التعليمي تنظيم الملاحظات وإدارة أهداف الواجبات المنزلية ومعالجة أي احتياجات تعليمية محددة. 

اكتساب المهارات الاجتماعية المناسبة: يمكن للفرد أن يتعلم استراتيجيات لتعزيز تفاعله مع الآخرين، على سبيل المثال، يمكن تعلم كيفية قراءة الإشارات الاجتماعية والاستجابة لها.

التدريب على مهارات الاتصال: يمكن أن يساعد علاج النطق واللغة على تعلم كيفية بدء المحادثة والحفاظ عليها.

وقد يشمل ذلك أيضًا تعلم كيفية استخدام نبرة الصوت في الأسئلة والتأكيدات والخلافات والتعليمات وكيفية تفسير الإشارات اللفظية وغير اللفظية والرد عليها.

العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يتعلم الشخص التحكم في العواطف وتقليل الاهتمامات المهووسة والروتين المتكرر.

تعديل السلوك: يتضمن استراتيجيات لدعم السلوك الإيجابي وتقليل السلوك غير الفعال.

العلاج الطبيعي: يمكن أن يساعد هؤلاء الذين يعانون من مشاكل التكامل الحسي أو ضعف التنسيق الحركي.

الأدوية: لا توجد أدوية معينة لعلاج متلازمة اسبرجر في حد ذاتها، ولكن يمكن استخدام الأدوية لعلاج الأعراض مثل القلق.

ومن أمثلة هذه الأدوية:

  • أريبيبرازول: لتقليل التهيج.
  • جوانفاسين وأولانزابين ونالتريكسون: لتقليل فرط النشاط والحركة.
  • مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs): للمساعدة في الحد من السلوكيات المتكررة.
  • ريسبيريدون: يستخدم لتقليل الانفعالات والأرق.

الطب البديل: تشير بعض الدراسات إلى أن الأنظمة الغذائية الخاصة، مثل الأنظمة الغذائية الخالية من الغلوتين ومكملات الفيتامينات، يمكن أن تكون مفيدة، وقد يساعد أيضاً تناول زيت السمك بانتظام في علاج القلق وبعض المشكلات الإدراكية.

ما هو دور الآباء في علاج متلازمة اسبرجر؟

إذا كان طفلك يعاني من متلازمة اسبرجر، فقد يكون عليك دور هاماً للمساعدة في علاجه، من خلال الآتي:

  • تعلم بعض الاستراتيجيات لدعم طفلك ومنعه من الشعور بالعزلة.
  • ادعم طفلك لمساعدته على تغيير سلوكه.
  • يجب عليك التواصل مع مدرسة الطفل، لأن المؤسسات التعليمية يمكنها تقديم الدعم التعليمي.
  • عليك دعم وتحفيز طفلك دائماً لمساعدته على زيادة إنجازاته.

ما الفرق بين متلازمة اسبرجر والتوحد؟

لقد اندرجت متلازمة اسبرجر تحت التوحد وأصبحت جزءاً منها، ولكن يمكن التمييز بينهم من خلال الآتي:

  • قلة حدة أعراض متلازمة أسبرجر وغياب التأخر اللغوي.
  • قد يكون لدى الأطفال المصابون بمتلازمة اسبرجر مهارات لغوية ومعرفية جيدة، وقد يبدو الطفل المصاب باضطراب أسبرجر وكأنه طفل ذو نمط عصبي يتصرف بشكل مختلف.
  • يختلف اضطراب التوحد عن متلازمة اسبرجر أيضاً بأن الأطفال المصابون بالتوحد يميليون إلى العزلة وعدم الاهتمام بالآخرين، ولكن، هذا ليس هو الحال مع اضطراب أسبرجر، عادةً ما يرغب الأفراد المصابون باضطراب أسبرجر في التأقلم والتفاعل مع الآخرين، لكنهم غالبًا لا يعرفون كيفية القيام بذلك، قد يكونوا محرجين اجتماعيًا، ولا يفهمون القواعد الاجتماعية التقليدية أو يظهرون نقصًا في التعاطف. 
  • تختلف أيضاً متلازمة اسبرجر بأن الأطفال المصابون بها يهتمون بموضوع معين ويركزون عليه كثيرأً. 
  • غالبًا ما يحب الأطفال المصابون باضطراب أسبرجر جمع فئات من الأشياء، مثل الصخور أو أغطية الزجاجات.
  • يتمتع الأطفال المصابون باضطراب أسبرجر بمهارات لغوية جيدة؛ حيث يستخدمون اللغة بطرق مختلفة، ولكن قد تكون أنماط الكلام بطئية أو قد تفتقر إلى التصريف أو قد تكون رسمية، ولكنها قد تكون عالية النبرة، وهذا يختلف عن اضطراب التوحد.
  • قد لا يفهم الأطفال المصابون باضطراب أسبرجر التفاصيل الدقيقة للغة، مثل السخرية والفكاهة، أو قد لا يفهمون طبيعة المحادثة.
  • يعاني الأفراد المصابين بالتوحد من الإعاقات الذهنية، في حين أن الأطفال المصابون بمتلازمة اسبرجر لا يعانون من أي تأخر، ومعظمهم يمتلكون ذكاء متوسط ​​إلى أعلى من المتوسط.
  • في حين أن الصعوبات الحركية ليست معيارًا محددًا لمتلازمة أسبرجر، فإن الأطفال المصابين باضطراب أسبرجر غالبًا ما يعانون من تأخر في المهارات الحركية وقد يظهرون بشكل محرج.

ما العلاقة بين متلازمة اسبرجر والذكاء؟

قد يتميز الأشخاص المصابون بمتلازمة اسبرجر بمستوى الذكاء المتوسط أو الأعلى من المتوسط.

وقد يميل هؤلاء الأشخاص إلى الرياضيات والعلوم وعلوم الكمبيوتر.

وفي النهاية، أنصحك عزيزي القارئ بمساعدة طفلك ودعمه دائماً إذا كان يعاني من متلازمة اسبرجر حيث لا يوجد علاج لهذه الحالة، ولكن مع تدريب على التكيف مع الأعراض يمكن لطفلك أن يكبر ويعيش حياة صحية ومستقلة.

موضوعات ذات صلة

المصدر
Medical News TodayHealthline

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!