تستخدم المضادات الحيوية عادة لعلاج الالتهابات البكتيرية. ومع ذلك، فإن سوء استخدام المضادات الحيوية يمكن أن يؤدي إلى مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية وتأثيراتها الضارة، ولهذا السبب من الأفضل دائمًا استشارة الطبيب قبل البدء في تناول المضادات الحيوية. في هذه المقالة سنتعرف إلى سلبيات سوء استخدام المضادات الحيوية، وكيفية التخلص من هذه الآثار السلبية.
ماهو المضاد الحيوي؟
المضاد الحيوي دواء يستخدم لعلاج الالتهابات التي تسببها البكتيريا. أنه يمارس تأثيره إما عن طريق قتل البكتيريا أو وقف نمو البكتيريا. نظرًا لوجود العديد من أنواع البكتيريا المختلفة التي يمكن أن تسبب المرض للإنسان، فيجب استخدام نوع مناسب من المضادات الحيوية.
هناك مجموعة واسعة من المضادات الحيوية المتوفرة حاليًا في السوق. للمضادات الحيوية أيضًا تركيبات مختلفة، حيث يمكن استخدامها عن طريق الوريد، أو عن طريق الفم، أو وضعها على الجلد في صورة كريمات أو مراهم، أو وضعها على العينين أو الأذنين كقطرات.
المضادات الحيوية هي أدوية قوية ويمكن أن تنقذ الأرواح عند استخدامها بصورة صحيحة. ومع ذلك، فإن سوء استخدام المضادات الحيوية يمكن أن يسبب مخاطر جسيمة.
سوء استخدام المضادات الحيوية دون وصفة طبية
من الضروري استشارة الطبيب قبل استخدام المضادات الحيوية، واتباع التعليمات الطبية الصحيحة لضمان العلاج الفعال والآمن. وتجنب سوء استخدام المضادات الحيوية دون وصفة طبية، ومن أمثلة سوء استخدام المضادات الحيوية:
استخدام نوع خاطئ من المضادات الحيوية
جمعت المضادات الحيوية في فئات مختلفة. كل فئة من المضادات الحيوية لها تأثير على أنواع مختلفة من البكتيريا، ولا يمكن استخدامها بالتبادل.
إذا تناول الشخص مضادًا حيويًا ليس له أي تأثير على البكتيريا المسببة لمرضه، فإن البكتيريا ستستمر في التكاثر وتسبب المرض. لذلك من المهم تناول المضاد الحيوي الصحيح لاستهداف البكتيريا المسببة للمرض.
صياغة خاطئة للمضادات الحيوية
تحدد تركيبة المضادات الحيوية الطريق الذي يجب استخدامه من خلاله. ينبغي تناول المضادات الحيوية التي تأتي على شكل أقراص عن طريق الفم. يجب حقن المضادات الحيوية المعدة للاستخدام عن طريق الوريد. يجب وضع كريمات المضادات الحيوية على الجلد.
هناك تركيبات محددة مثالية لكل نوع من أنواع العدوى البكتيرية. على سبيل المثال، يحتاج المرضى الذين يعانون من التهابات حادة في مجرى الدم إلى المضادات الحيوية عن طريق الوريد. إن إعطاء هؤلاء المرضى المضادات الحيوية عن طريق الفم لن يؤدي إلى تأثير علاجي مثالي.
علاوة على ذلك، ينبغي استخدام هذه التركيبات حسب التوجيهات. على سبيل المثال، لا يمكن سحق الأقراص وتطبيقها على الجلد. تعتمد فعالية المضاد الحيوي على الطريقة الصحيحة للتناول.
جرعة غير صحيحة
يعتمد نوع وجرعة المضادات الحيوية التي يصفها الطبيب على عمر المريض ووزنه، وكذلك على شدة المرض. الجرعة العالية جدًا، مع أنّ أنها نادرًا ما تكون مميتة، قد تسبب آثارًا جانبية شديدة، مثل اضطراب المعدة أو الإسهال. من ناحية أخرى، قد يؤدي الاستخدام غير الكافي للمضادات الحيوية إلى مقاومة المضادات الحيوية.
كم مدة استعمال المضاد الحيوي؟
تختلف مدة استعمال المضاد الحيوي حسب نوع وشدة العدوى. من المهم تناول المضادات الحيوية على النحو الذي وصفه لك الطبيب، حتى لو كنت تشعر بالتحسن فعلًا قبل انتهاء الدورة التدريبية. المدة الموصوفة هي المدة الزمنية الموصى بها اللازمة للمضاد الحيوي لقتل البكتيريا المسببة للمرض. إذا أوقفت المضادات الحيوية في وقت مبكر جدًا، ومرضت مرة أخرى، فقد تطور البكتيريا الباقية مقاومة تجاه المضاد الحيوي الذي تناولته.
الإفراط في استخدام المضادات الحيوية
إن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية — ولا سيما تناول المضادات الحيوية عندما لا تكون العلاج الصحيح — يعزز مقاومة المضادات الحيوية. وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن حوالي ثلث استخدام المضادات الحيوية لدى البشر ليس ضروريًا أو مناسبًا.
تعالج المضادات الحيوية الالتهابات التي تسببها البكتيريا. لكنها لا تعالج الالتهابات التي تسببها الفيروسات (العدوى الفيروسية). على سبيل المثال، المضادات الحيوية هي العلاج المناسب لالتهاب الحلق العقدي الناتج عن البكتيريا. ومع ذلك، لا تعد مناسبة لعلاج معظم حالات التهاب الحلق الفيروسي.
تشمل الالتهابات الفيروسية الشائعة الأخرى التي لا يساعدها استخدام المضادات الحيوية ما يلي:
- البرد أو سيلان الأنف.
- الإنفلونزا.
- التهاب شعبي.
- معظم السعال.
- بعض التهابات الأذن.
- بعض التهابات الجيوب الأنفية.
- إنفلونزا المعدة.
- مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19).
تناول المضاد الحيوي في حالة العدوى الفيروسية:
- لن يعالج العدوى.
- لن يمنع الآخرين من الإصابة بالمرض.
- لن يساعد ذلك أنت أو طفلك على الشعور بتحسن.
- قد يسبب آثار جانبية ضارة وغير ضرورية.
- يعزز مقاومة المضادات الحيوية.
- إذا كنت تتناول مضادًا حيويًا عندما تكون مصابًا بعدوى فيروسية، فإن المضاد الحيوي يهاجم البكتيريا الموجودة في جسمك. هذه هي البكتيريا المفيدة أو التي لا تسبب المرض.
ما مخاطر سوء استخدام المضادات الحيوية؟
مخاطر سوء استخدام المضادات الحيوية هي تطور مقاومة المضادات الحيوية والآثار الجانبية الضارة.
مقاومة المضادات الحيوية
تحدث مقاومة المضادات الحيوية عندما تطور البكتيريا القدرة على التكاثر بالرغم من وجود المضادات الحيوية. تمثل مقاومة المضادات الحيوية أزمة عالمية، ويعد سوء استخدام المضادات الحيوية المحرك الرئيسي لهذه المشكلة.
عند إساءة استخدام المضادات الحيوية، لا تقتل بصورة فعالة. وبدلًا من ذلك، تقوم البكتيريا بتكييف الآليات لمقاومة التأثيرات المثبطة للمضادات الحيوية. لم تعد البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية تستجيب للمضادات الحيوية المعتادة، لذلك يجب إعطاء مضادات حيوية أقوى. ولوحظ أيضًا مقاومة لجميع المضادات الحيوية المتوفرة حاليًا في الأغلب.
اثار جانبية للمضاد الحيوي
المضادات الحيوية يمكن أن تسبب آثار جانبية مختلفة. تتراوح اثار جانبية للمضاد الحيوي من أعراض خفيفة مثل اضطراب المعدة أو الطفح الجلدي، إلى حالات قد تهدد الحياة مثل الحساسية الشديدة وإصابة الكلى وتلف الكبد.
إضافة إلى ذلك، قد تنشأ آثار ضارة أيضًا عند استخدام المضادات الحيوية مع أدوية أخرى مثل مميعات الدم أو مضادات الاختلاج أو مضادات الاكتئاب أو حبوب منع الحمل أو الأدوية العشبية أو المشروبات الكحولية. التفاعلات الدوائية من تناول المضادات الحيوية في وقت واحد وهذه المواد يمكن أن تسبب التسمم.
يمكن أن يساعد الاستخدام السليم للمضادات الحيوية — الذي يُطلق عليه غالبًا الإشراف على المضادات الحيوية — في:
- الحفاظ على فعالية المضادات الحيوية الحالية.
- إطالة عمر المضادات الحيوية الحالية.
- حماية الناس من العدوى المقاومة للمضادات الحيوية.
- تجنب الآثار الجانبية الناجمة عن سوء استخدام المضادات الحيوية.
كيفية التخلص من آثار المضادات الحيوية؟
طبقت جميع المستشفيات والجمعيات الطبية إرشادات جديدة لتشخيص وعلاج الالتهابات. وضعت هذه الإرشادات لضمان تقديم علاجات فعالة للعدوى البكتيرية وللحد من الاستخدام غير الصحيح للمضادات الحيوية.
يلعب الجمهور أيضًا دورًا في الإشراف على المضادات الحيوية. يمكنك المساعدة على التخلص من آثار المضادات الحيوية، والحد من تطور مقاومتها إذا كنت:
- تجنب الضغط على مقدم الرعاية الصحية ليعطيك وصفة طبية للمضادات الحيوية. اطلب من مقدم الرعاية الصحية الخاص بك الحصول على المشورة بشأن كيفية علاج الأعراض.
- يجب غسل اليدين بانتظام وبصورة جيدة باستخدام الماء والصابون لمدة لا تقل عن عشرين ثانية.
- نظف أي جروح لتجنب الإصابة بالتهابات بكتيرية التي قد تتطلب العلاج بالمضادات الحيوية.
- احصل على جميع اللقاحات الموصى بها. بعض اللقاحات تحمي من العدوى البكتيرية، مثل الخناق والسعال الديكي (السعال الديكي). تحقق لمعرفة ما إذا كنت بحاجة إلى أي لقاحات قبل السفر أيضًا.
- تقليل خطر الإصابة بالعدوى البكتيرية المنتشرة عن طريق الطعام. لا تشرب الحليب الخام. اغسل يديك قبل تحضير الطعام وقبل الأكل. طهي الطعام حتى يصل إلى درجة حرارة داخلية تضمن السلامة.
- استخدم المضادات الحيوية فقط على النحو الذي يحدده مقدم الرعاية الصحية الخاص بك. خذ الكمية اليومية الموصوفة. أكمل العلاج كله. أخبر مقدم الرعاية الصحية الخاص بك إذا كان لديك أي آثار جانبية.
- لا تتناول أبدًا المضادات الحيوية المتبقية لعلاج مرض لاحق. قد لا تكون المضادات الحيوية الصحيحة. ومن المحتمل ألا تتضمن دورة علاجية كاملة.
- لا تتناول أبدًا المضادات الحيوية الموصوفة لشخص آخر أو تسمح لأي شخص آخر بتناول المضادات الحيوية الخاصة بك.
من الأفضل دائمًا استشارة الطبيب العام أو أخصائي الأمراض المعدية أو أخصائي الجهاز التنفسي قبل تناول أي دواء. استشر أقرب مركز رعاية عاجلة إذا كان لديك أي حالة طبية طارئة.
ينبغي اتباع تعليمات الطبيب بدقة عند استخدام الأدوية المضادة للبكتيريا. تأكد دائمًا من أنك تتناول النوع والتركيبة الصحيحة، وبالجرعة الصحيحة، وللعدد الصحيح من الأيام؛ لتجنب الآثار السلبية عن سوء استخدام المضادات الحيوية.
