يعد السكر التراكمي هو التصاق جلوكوز (سكر الدم) في الدم بالهيموجلوبين، وهو بروتين في خلايا الدم الحمراء، ومع زيادة مستويات الجلوكوز في الدم، يلتصق المزيد من الجلوكوز بالهيموجلوبين، وقد تظهر اعراض السكر التراكمي في هذه الحالة، يمكن استخدام اختبار HbA1c لقياس نسبة خلايا الدم الحمراء التي تحتوي على الهيموجلوبين المغطى بالجلوكوز.
وفي هذا المقال سنوضح ما هي اعراض السكر التراكمي ومن هم الأشخاص الذين يحتاجون لإجراء تحليل السكر التراكمي، والطرق التي تساعد على خفض السكر التراكمي، مع توضيح الأعشاب التي تساعد على خفض السكر التراكمي.
ما هي اعراض السكر التراكمي؟
في أغلب الحالات، يرتفع السكر في الدم تدريجياً على مدار الأيام والأسابيع، وقد تظهر بعض الأعراض التي قد تدل على ارتفاع السكر التراكمي، وفي حالات، أخرى قد لا تظهر أي أعراض، عموماً تشمل اعراض ارتفاع السكر التراكمي ما يلي:
كثرة التبول
عندما ترتفع نسبة السكر في الدم، تعمل الكليتان على طرد السكر الزائد في الدم، مما يؤدي إلى التبول بشكل متكرر.
لذلك، قد يكون من اعراض السكر التراكمي التبول المتكرر وهو أمر ملح بما يكفي لإيقاظ الشخص للذهاب إلى الحمام أثناء النوم.
زيادة العطش
بما أن الكليتين تعمل بجهد كبير للتخلص من السكر الزائد وبالتالي يتبول الشخص بشكل متكرر، يؤدي ذلك بالتبعية إلى سحب السوائل القيمة من أنسجة الجسم، مما يجعل الشخص يشعر بالعطش باستمرار.
التعب
قد يكون الشعور بالتعب من اعراض السكر التراكمي، لأنه عندما ترتفع نسبة السكر في الدم، يعمل الجسم بجد للتخلص من السكر الزائد.
لا تؤثر هذه العملية على الجسم فقط، بل إنها تغير أيضًا الطريقة التي يستخدم بها الجسم الجلوكوز للحصول على الطاقة، لذلك يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم بشكل مفرط إلى الشعور بالإرهاق والتعب.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الجفاف الذي يصاحب كثرة التبول هو سبب شائع للإرهاق لدى مرضى السكر.
عدم وضوح الرؤية
يمكن أن يتسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم في تلف الأوعية الدموية الصغيرة للعين، مما يؤدي إلى تورم العدسة، التي قد تؤدي إلى عدم وضوح الرؤية.
مع ارتفاع مستويات السكر في الدم وانخفاضها، قد تعود الرؤية إلى وضعها الطبيعي أو تزداد سوءًا، على التوالي.
زيادة الجوع
عندما يعاني الشخص من ارتفاع السكر في الدم، يتطلع الجسم بنشاط للتخلص منه.
وبما أن الجسم يطرد الكثير من الجلوكوز الذي تحصل عليه من الطعام، فقد يزداد الشعور بالجوع لدى الشخص، الذي يعد من اعراض السكر التراكمي الشائعة.
فقدان الوزن غير المبرر
قد يفقد الشخص الذي يعاني من ارتفاع السكر التراكمي، الكثير من سكر الدم بسبب محاولة الجسم المستمرة للتخلص منه.
وبالتالي، يفقد الجسم أكبر مصدر للطاقة لديه، وعندما يكون الجسم غير قادر على استخدام الجلوكوز للحصول على الطاقة، فإنه يبدأ في حرق الدهون والعضلات، مما يؤدي إلى فقدان الوزن.
يعد فقدان الوزن غير المبرر عرضاً مهمًا إذا خسر الشخص حوالي 5٪ من الوزن الإجمالي للجسم دون سبب.
بطء التئام الجروح
على غرار أنسجة العين التالفة التي تسبب عدم وضوح الرؤية، تسبب الأوعية الدموية التالفة ضعف الدورة الدموية.
لهذا السبب، يصعب على الدم الوصول إلى المنطقة المصابة، وقد تستغرق الجروح أو حتى الجروح الطفيفة أسابيع أو شهور حتى تلتئم.
لذا، يعد من اعراض السكر التراكمي بطء التئام الجروح.
هذا الالتئام البطيء يجعل الجروح الغير ملتئمة عرضة للعدوى، مما يزيد من خطر البتر.
وخز أو تنميل في اليدين أو القدمين
يمكن أن يكون لارتفاع السكر التراكمي تأثير كبير على الأعصاب.
وقد يبدأ هذا الضرر بشعور بالوخز أو التنميل ويمكن أن يتصاعد إلى ألم أو اعتلال عصبي بمرور الوقت.
عدوى الفطريات
يعد ظهور عدوى الفطريات بشكل متكرر من اعراض السكر التراكمي.
حيث يؤدي ارتفاع السكر الزائد في الدم والبول إلى خلق بيئة مثالية للفطريات، إذ يمكن أن تتغذى الفطريات على السكر الزائد في المناطق التناسلية، وكذلك الفم أو الإبط.
وقد يساعد الحفاظ على نسبة السكر في الدم في تقليل احتمالية الإصابة بعدوى الخميرة.
كيف أعرف أن السكر التراكمي مرتفع بدون تحليل؟
إذا ظهرت اعراض السكر التراكمي المذكورة أعلاه، فقد يشير ذلك إلى ارتفاع نسبة السكر التراكمي.
من هم الأشخاص الذين يحتاجون إلى إجراء تحليل السكر التراكمي؟
قد لا تظهر اعراض السكر التراكمي في بعض الحالات ، لذلك قد يحتاج بعض الأشخاص لإجراء تحليل السكر التراكمي من فترة لاخرى، كالتالي:
- إذا كان عمر الشخص يزيد عن 45 عامًا، يجب عمل الاختبار كل 3 سنوات، وإذا كان هناك ارتفاع في السكر التراكمي، يجب عمل الاختبار كل سنتين مع اتباع طرق خفض السكر التراكمي.
- لو كان عمر الشخص أقل من 45 سنة ويعاني من مقدمات السكري.
- المعاناة من زيادة الوزن أو السمنة.
- إذا كان هناك والد أو شقيق مصاب بداء السكري من النوع 2.
- المعاناة من ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم.
- الإصابة بأمراض القلب أو أصيب بسكتة دماغية.
- في حالة ممارسة نشاطًا بدنيًا أقل من 3 مرات في الأسبوع.
- الإصابة بسكري الحمل (السكري أثناء الحمل).
- إذا ظهرت اعراض السكر التراكمي، فلابد من إجراء التحليل.
ما هي طرق خفض السكر التراكمي؟
قد يساعد اتباع بعض النصائح في خفض السكر التراكمي عند ظهور اعراض السكر التراكمي وإجراء التحليل للتأكد من نسبته في الدم.
وتشمل هذه النصائح ما يلي:
- خسارة الوزن الزائد: حيث يساعد ذلك الخلايا وأنسجة الجسم المختلفة في استخدام سكر الدم للحصول على الطاقة.
- ممارسة الرياضة: لقد أظهرت العديد من الدراسات أن التمارين الرياضية تساعد على خفض نسبة HbA1c لدى الأشخاص الأصحاء وأولئك الذين يعانون من مرض السكري.
- الإقلاع عن التدخين: إذ يمكن أن يزيد التدخين من فرصة الإصابة بارتفاع السكر التراكمي.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم: يساعد النوم لمدة كافية على خفض نسبة السكر في الدم.
- تجنب الإجهاد والتوتر: حيث يؤثر الإجهاد على العديد من جوانب الجسم، بما في ذلك السكر التراكمي، إذ يؤدي الإجهاد إلى ضعف التحكم في نسبة الجلوكوز في الدم وزيادة مضاعفات مرض السكري.
- تجنب السكر والكربوهيدرات المصنعة
- زيادة تناول الألياف والخضراوات والفواكه
- شرب ما لا يقل عن 8 أكواب يومياً
هل المشي يخفض السكر التراكمي؟
بالفعل، يساعد المشي لمدة نصف ساعة ثلاث مرات يومياً على الأقل في خفض نسبة السكر التراكمي بشكل ملحوظ.
ما هي الأعشاب التي تخفض السكر التراكمي؟
قد يساعد تناول بعض الأعشاب في خفض السكر التراكمي وبالتالي تخفيف اعراض السكر التراكمي، وتشمل هذه الأعشاب ما يلي:
- الحلبة Fenugreek
- الزنجبيل Ginger
- الصبار Aloe vera
- نبات الجنكو Ginkgo
- الجنسنج Ginseng
- الكركم Turmeric
- ورق الغار Bay Leaf
- بذور الكتان Flaxseed
- شوك الحليب Milk thistle
- الشاي الأخضر Green Tea
وفي النهاية، وبعد أو وضحنا اعراض السكر التراكمي، أنصحك عزيزي القارئ إذا كنت تعاني من أي من هذه الأعراض، أن تجري تحليل السكر التراكمي، وإذا كان هناك ارتفاع في نسبة السكر التراكمي، فعليك استشارة الطبيب.
