يعد عرق النسا من المشاكل الصحية الشائعة التي قد تسبب الكثير من الألم؛ لذلك إن فهم أسباب عرق النسا يمكن أن يساعد في تركيز العلاج على معالجة المشكلة الجذرية بدلاً من مجرد إخفاء الأعراض.
لذلك، سنلقي الضوء في السطور التالية على أسباب عرق النسا والعوامل التي تزيد من خطر الإصابة به، مع توضيح أعراضه وطرق الوقاية.
ما هي أسباب عرق النسا؟
تتعدد الأسباب التي تؤدي للإصابة بعرق النسا، بما في ذلك ما يلي:
الانزلاق الغضروفي القطني
تشير الأبحاث إلى أن ما يصل إلى 90٪ من حالات عرق النسا سببها انزلاق غضروفي قطني. حيث يضغط القرص المنفتق عادة على واحد أو أكثر من جذور الأعصاب الشوكية التي تشكل العصب الوركي.
يمكن أن يسبب القرص القطني المنفتق عرق النسا بطريقتين:
- الضغط المباشر: يمكن أن يحدث الضغط المباشر على العصب الوركي عندما ينتفخ القرص القطني أو عندما تتسرب المادة الداخلية الناعمة للقرص أو تنفتق عبر اللب الخارجي الليفي (اضطراب القرص غير المحتوي) وتضغط على العصب .
- التهاب كيميائي: قد تتسرب المادة الكيميائية الحمضية المهيجة من القرص (الهيالورونان) وتسبب التهابًا وتهيجًا في المنطقة المحيطة بالعصب الوركي.
قد يضغط القرص المنفتق على العصب الوركي من جانب واحد، مما يسبب أعراضًا في ساق واحدة، أو قد ينتفخ القرص أو ينفتق من كلا الجانبين، مما يسبب أعراضًا في كلا الساقين (عرق النسا الثنائي).
تدهور الأنسجة في العمود الفقري القطني
يمكن أن يؤدي تدهور الأنسجة في العمود الفقري القطني إلى ضغط أو تهيج جذور العصب الوركي، مما يجعله من أسباب عرق النسا، وذلك بعدة طرق:
- يمكن أن يؤدي تدهور المفاصل الوجيهية إلى التهاب النسيج الزلالي الموجود في محفظة المفصل وزيادة حجمه.
- قد يؤدي تدهور العظام الفقرية إلى نمو غير طبيعي للعظام (نتوءات عظمية). قد تسبب هذه الأنسجة الضخمة بشكل غير طبيعي في العمود الفقري القطني ضغطًا على واحد أو أكثر من جذور العصب الوركي.
- قد تفرز الأقراص الفقرية المتدهورة بروتينات التي تسبب الالتهاب، مما يسبب التهاب العصب الوركي.
اعتمادا على شدة المرض، قد تسبب جذور الأعصاب أعراضًا مختلفة في أسفل الظهر والساق.
ضيق القناة الشوكية القَطني
تضيق العمود الفقري القطني هو تضييق في القناة الشوكية وهو شائع نسبيًا عند البالغين الأكبر من 60 عامًا.
تشير الأبحاث إلى أن تضييق التجويف الجانبي قد يكون شائعًا في التسبب في عرق النسا لدى كبار السن.
انزلاق الفقار
يحدث انزلاق الفقار عندما يؤدي كسر الإجهاد الصغير إلى انزلاق أحد الفقرات للأمام على جسم فقري آخر.
على سبيل المثال، قد تنزلق الفقرة L5 للأمام فوق الفقرة S1. قد ينجم عرق النسا عن ضغط العصب بعد انهيار مساحة القرص، والكسر، وانزلاق الجسم الفقري إلى الأمام.
يعد الانزلاق الفقاري من أسباب عرق النسا الثنائي وهو أكثر شيوعًا عند البالغين الأصغر سنًا.
تتطور هذه الحالات بمرور الوقت أو بشكل عفوي بسبب الصدمة أو الإصابة الناتجة عن الإجهاد الجسدي.
قد تسبب حوادث السيارات و الإصابات الرياضية أو السقوط إصابة مباشرة للعصب الوركي. يمكن أيضًا أن تتطور حالات مثل الانزلاق الفقاري والأقراص المنفتقة من إصابات الإجهاد الجسدي، مثل رفع الأثقال.
أسباب أخرى
في حالات نادرة، قد تكون أسباب عرق النسا أي مما يلي:
- الأورام
- العدوى
- تكوين أنسجة ندبية
- تجمع السوائل
- مرض بوت (السل الشوكي)
- كسر في العمود الفقري القطني
- على الرغم من ندرته، قد يتطور عرق النسا أيضًا كأحد مضاعفات طرق الحقن العضلي غير الصحيحة في الأرداف أو بعد جراحة استبدال مفصل الورك.
- قد تصاب حوالي 1% من النساء الحوامل بعرق النسا في مرحلة ما خلال فترة الحمل.
ما هي عوامل الخطر لعرق النسا؟
بجانب أسباب عرق النسا، هناك بعض العوامل التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بعرق النسا، بما في ذلك ما يلي:
- التدخين
- الوراثة
- التقدم في العمر
- السمنة والوزن الزائد
- نقص فيتامين ب12
- مشاكل صحة نفسية، مثل الاكتئاب
- أسلوب الحياة الغير نشط
- أنواع معينة من المهن (مثل سائقي الشاحنات أو النجارين أو مشغلي الآلات)
- بيئة العمل السيئة
عمومًا، يُنصح بزيارة الطبيب في حالة ظهور أعراض عرق النسا. عادة ما يتحسن عرق النسا بشكل كبير إذا تم علاجه مبكرًا وقد يصبح مزمنًا أو أكثر خطورة إذا ترك دون علاج لفترة طويلة.
ما هي أعراض عرق النسا؟
وبعد التعرف على أسباب عرق النسا، هيا بنا نتعرف على أعراضه.
عادة، يؤثر عرق النسا على ساق واحدة فقط في كل مرة وتنتشر الأعراض من أسفل الظهر أو الأرداف إلى الفخذ وأسفل الساق. قد يسبب عرق النسا ألمًا في الجزء الأمامي والخلفي و/أو جانبي الفخذ والساق.
تشمل بعض الأعراض الشائعة التي تظهر في عرق النسا هي:
- ألم
قد يكون ألم عرق النسا ثابتًا أو متقطعًا. عادة ما يوصف الألم بأنه إحساس بالحرقان أو ألم حاد. كما أنه أكثر شدة في الساق مقارنة بالظهر.
يحدث ألم الساق عادة بشكل أكبر في منطقة الساق أسفل الركبة مقارنة بأجزاء أخرى من الساق.
- تغير الألم
قد يؤدي تغيير الوضعية إلى تفاقم الألم أو تخفيفه. قد تؤثر بعض الأوضاع على ألم عرق النسا:
- قد يكون ألم عرق النسا أسوأ أثناء الجلوس، أو محاولة الوقوف، أو الوقوف لفترة طويلة، أو ثني العمود الفقري للأمام، أو التواء العمود الفقري، و/أو أثناء السعال.
- يزداد الألم أو يظل ثابتًا أثناء الاستلقاء، مما يسبب اضطرابًا في النوم.
- يساعد الاستلقاء على الظهر مع رفع الركبتين قليلاً ودعمهما بوسادة، أو الاستلقاء على الجانب مع وضع وسادة بين الساقين، في تخفيف الألم في مثل هذه الحالات.
- قد يخف الألم أثناء المشي، أو وضع كمادات حرارية على منطقة الحوض الخلفية، أو ممارسة تمارين الحوض.
- الشعور بالتنميل
يمكن الشعور بالخدر والوخز و/أو الإحساس بالدبابيس والإبر في الجزء الخلفي من الساق.
- الضعف
قد يشعر بالضعف في الساق والقدم، مع الشعور بالثقل في الساق المصابة الذي قد يجعل من الصعب رفع القدم عن الأرض.
ما هي طرق الوقاية من عرق النسا؟
يمكن الوقاية من بعض أسباب عرق النسا، ولكن بعضها الآخر يحدث بشكل غير متوقع أو لأسباب غير معروفة.
بالنسبة للأسباب التي لا يمكن الوقاية منها، قد لا يزال من الممكن تقليل خطر الإصابة بها.
يمكن أن يساعد ما يلي في الوقاية من عرق النسا أو تقليل خطر حدوثه:
- اتبع تقنيات الوضعية الجيدة أثناء الجلوس والوقوف ورفع الأشياء والنوم.
- الإقلاع عن التدخين، حيث أن النيكوتين من أي مصدر (بما في ذلك السجائر الإلكترونية) يقلل من تدفق الدم إلى عظامك، مما قد يضعف العمود الفقري ومكوناته المختلفة.
- الوصول إلى الوزن الصحي بالنسبة لك والحفاظ عليه.
- تأكد من حصولك على ما يكفي من الكالسيوم وفيتامين د لصحة العظام أيضًا.
- ابق نشيطًا. يمكن أن يشمل النشاط البدني كل شيء بدءًا من تمارين التمدد وحتى تدريب القوة. حيث أن زيادة القوة الأساسية والمرونة يمكن أن تحسن آلام الظهر.
وفي النهاية، وبعد أن تعرفنا على أسباب عرق النسا وأعراضه، عليك باستشارة الطبيب على الفور في حالة الشعور بأي من هذه الأعراض؛ لسرعة تلقي علاج عرق النسا.
