تعرف على مخاطر الالتهاب الرئوي وأعراضه وكيفية تشخيصه
الالتهاب الرئوي هو عدوى في الرئة يمكن أن تكون خفيفة أو حادة أو ما بين ذلك، وتستلزم العدوى الحادة غالبًا المكوث في المستشفى لما لها من أخطار بالغة على الحياة.
يحدث الالتهاب الرئوي عندما تصيب العدوى الأكياس الهوائية في الرئة (والتي تسمى بالحويصلات الهوائية) لتصبح ممتلئة بالعديد من السوائل أو القيح. قد يصعب هذا بالطبع من الحصول علي ما يكفي من الأكسجين اللازم للوصول إلى مجرى الدم. يمكن لأي شخص الإصابة بهذه العدوى، إلا أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين والأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا هم عرضة أكثر للإصابة بالمرض حيث أن أجهزتهم المناعية لا تكون قوية بما يكفي لمواجهة العدوى.
حقائق سريعة عن الالتهاب الرئوي :
- يمكن أن تصاب بالتهاب رئوي في إحدى الرئتين أو كلاهما دون أن تشعر بذلك، ويسمي الأطباء هذا بالالتهاب الرئوي الماشي – نسبة إلى تمكن صاحبه من المشي دون علمه بمرضه.
- يبدأ الالتهاب الرئوي عادةً بعدوى بكتيرية أو فيروسية أو فطرية. وعندما تكون العدوى ناتجة عن بكتيريا أو فيروس فإن ذلك يجعها قابلة للانتشار وإحداث العدوى في أشخاص آخرين.
- الأنماط الحياتية غير الصحية مثل تدخين السجائر وشرب الكثير من الكحول يمكن أن تزيد من فرص الإصابة بالمرض.
- يمكن أن يحدث الالتهاب الرئوي للشباب، لكنه أكثر خطورة على البالغين الأكبر سناً والرضع والأشخاص الذين يعانون من أمراض أخرى والذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
- في الولايات المتحدة يتم علاج حوالي مليون شخص من الالتهاب الرئوي كل عام طبقًا لمصدر موثوق به في مستشفى مختصة ويموت بسببه حوالي 50000 من المرضى.
- تم تصنيف الالتهاب الرئوي والإنفلونزا معًا على أنهما السبب الرئيسي الثامن للوفاة في الولايات المتحدة.
- كما أن الالتهاب الرئوي السبب الرئيسي للوفاة في الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات في جميع أنحاء العالم.
أعراض الالتهاب الرئوي :
قد تختلف أعراضك تبعًا لما سبب الإصابة والعمر والصحة العامة وعادة ما تتطور على مدى عدة أيام.
الأعراض الشائعة:
- ألم في الصدر عند التنفس أو السعال.
- السعال الذي ينتج عنه البلغم أو المخاط.
- التعب وفقدان الشهية.
- حمى وتعرق وقشعريرة.
- الغثيان والقيء والإسهال.
- ضيق في التنفس.
بالإضافة إلى ذلك يعاني الذين لديهم ضعف الجهاز المناعي من تغيرات في الوعي العقلي أو من انخفاض في درجة حرارة الجسم بشكل أقل من المعتاد. قد لا يظهر لدى المواليد والرضع أي علامات للعدوى إلا أنه من الممكن أن يعانون من القيء، الحمى والسعال، أو يبدو عليهم القلق والتعب.
أسباب الالتهاب الرئوي :
يمكن أن يؤدي كل من البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات إلى التهاب رئوي وأهمها:
- فيروسات الانفلونزا.
- الفيروسات الباردة.
- فيروس RSV (السبب الرئيسي للالتهاب الرئوي عند الأطفال في عمر 1 أو أقل).
- البكتيريا التي تسمى بالبكتيريا العقدية الرئوية والميكوبلازما الرئوية.
يصاب بعض الأشخاص الموجودين في المستشفى بـ “التهابًا رئويًا متعلق بالتهوية”، إذا كانت إصابتهم ناتجة عن استخدام جهاز التنفس الصناعي إلا أن معظم الناس يصابون بالتهاب رئوي عن طريق انتقال العدوى اليهم من أشخاص آخرون.
مراحل الالتهاب الرئوي :
يمكن تصنيف الالتهاب الرئوي تبعًا للمنطقة الرئوية التي تأثرت بالإصابة:
الالتهاب القصبي الرئوي
يؤثر الالتهاب الرئوي على مناطق معينة في كل من رئتيك، غالبًا ما تكون قريبة من القصبة الهوائية وفروعها الرئيسية التي تؤدي إلى رئتيك.
الالتهاب الرئوي الفصي
يؤثر هذا النوع على فص واحد أو أكثر من رئتيك، حيث تتكون كل رئة من فصوص أو أقسام محددة من الرئة، ويمكن تقسيم الالتهاب الرئوي الفصي إلى أربعة مراحل تبعًا لتطوره:
مرحلة الاحتقان: والتي تبدو أنسجة الرئة فيها ثقيلة ومكتظة، بعد تراكم السوائل الممتلئة بالعدوى في الأكياس الهوائية.
مرحلة التكبد الأحمر: وصول خلايا الدم الحمراء والخلايا المناعية للسوائل، بما يجعل الرئتين تبدوان حمراوان وصلبتان تشبهان بذلك النسيج الكبدي.
الكبد الرمادي: تبدأ خلايا الدم الحمراء في الانهيار بينما تبقى الخلايا المناعية، ويتسبب انهيار خلايا الدم الحمراء في تغير اللون من الأحمر إلى الرمادي.
التعافي: تبدأ الخلايا المناعية في تطهير العدوى بالإضافة إلى السعال الذي يساعد على إخراج السائل المتبقي من الرئتين.
تشخيص الالتهاب الرئوي :
سيبدأ طبيبك بطرح أسئلة حول الأعراض وتاريخك الطبي، مثل ما إذا كنت تدخن، وعن احتمالية تواجدك حول المرضى في المنزل أو المدرسة أو العمل. بعد ذلك، سوف يستمع إلى رئتيك. إذا كنت مصابًا بالتهاب رئوي؛ فقد يسمع طبيبك أصوات تكسر أو احتدام أو قرقرة عند التنفس.
كذلك إذا اعتقد طبيبك أنك قد تكون مصابًا بالتهاب رئوي، فمن المحتمل أن يقوم بطلب الاختبارات الآتية:
- اختبارات الدم للبحث عن علامات العدوى البكتيرية.
- الأشعة السينية للصدر للعثور على العدوى في رئتيك ومدى انتشارها.
- قياس التأكسج النبضي لقياس مستوى الأوكسجين في دمك.
- اختبار البلغم لفحص السائل في رئتيك لمعرفة سبب العدوى.
إذا بدأت الأعراض في المستشفى أو كنت تعاني من مشاكل صحية أخرى، فقد يطلب طبيبك المزيد من الفحوصات، مثل:
- اختبار غازات الدم الشرياني لقياس الأكسجين في كمية صغيرة من الدم مأخوذة من أحد الشرايين.
- منظار الشعب الهوائية لفحص الشعب الهوائية بحثا عن انسداد أو مشاكل أخرى.
- أشعة مقطعية للحصول على صورة أكثر تفصيلاً لرئتيك.
- مزرعة بكتيرية للسائل البلوري، حيث يقوم الطبيب بأخذ عينة صغيرة من السوائل الموجودة حول رئتيك للبحث عن البكتيريا التي قد تسببت في الالتهاب الرئوي.
مضاعفات الالتهاب الرئوي :
يمكن أن يؤدي الالتهاب الرئوي في مراحله المتقدمة إلى مضاعفات خطرة، منها:
بكتيريا الدم : عندما تنتشر البكتيريا في دمك؛ هذا يمكن أن يسبب صدمة للجسم أو فشل في الأعضاء.
صعوبة في التنفس : التي تجعلك في حاجة إلى استخدام جهاز التنفس الصناعي أثناء شفاء رئتيك.
تراكم السوائل : خصوصًا بين طبقات الأنسجة التي تبطن رئتيك وتجويف الصدر، والتي تكون مصابة أيضًا بالعدوى.
خراج الرئة : عندما يتشكل جيب من القيح داخل الرئة أو حولها.
علاج الالتهاب الرئوي :
يمكن لطبيبك أن يصف لك العلاج المناسب حسب سبب الإصابة لديك ودرجتها. فإذا كنت تعاني من الالتهاب الرئوي البكتيري؛ فسيقوم طبيبك بوصف المضادات الحيوية لك. أما إذا كنت تعاني من الالتهاب الرئوي الفيروسي؛ فلن تساعد المضادات الحيوية في العلاج. ستحتاج بدلًا من ذلك إلى الراحة، وشرب الكثير من السوائل، وتناول الدواء لعلاج الحمى. لكن إذا كانت الأعراض شديدة أو إذا كانت لديك حالات أخرى تجعلك أكثر عرضة لحدوث المضاعفات؛ فبالطبع سيرسلك طبيبك إلى المستشفى لتلقي الرعاية المطلوبة.
في أي نوع من الالتهاب الرئوي، عادة ما يستغرق الشفاء بعض الوقت. ننصحك بالكثير من الراحة، بالإضافة إلى تناول كل الأدوية التي يعطيها إياك طبيبك، حتى إذا بدأت تشعر بالتحسن قبل أن تنتهي منها.
المصادر :
1- American Lung Association. (2019). Pneumonia.
