إعلان رئيسي
قاموس الأمراض الطبيةمقالات ونصائح طبية

كل ماتريد معرفته عن الذئبة الحمراء

الدليل الشامل لمرض الذئبة الحمراء

يحارب جهاز المناعة أي عدوى خارجية من بكتيريا وفيروسات لحماية الجسم والحفاظ على سلامته، ولكن في بعض الأحيان قد تهاجم المناعة جسم الإنسان وتسبب أمراض المناعة الذاتية و يعد مرض الذئبة الحمراء واحدا من هذه الأمراض.

يستخدم مصطلح الذئبة لعدد من الأمراض المناعية وأكثر هذه الأمراض شيوعاً هو مرض الذئبة الحمراء وغالباً ما يشير الأشخاص إلى تلك المرض عندما يطلقون لفظ الذئبة.

أقرأ أيضاً: أنواع الذئبة

وفي هذا المقال سنتناول مرض الذئبة الحمراء ونوضح ما هو ذلك المرض وما هي أعراضه وأسباب وكيفية تشخيصه وطرق علاجه والنصائح التي يجب على المريض اتباعها.

 الذئبة الحمراء

يعد مرض الذئبة الحمراء واحداّ من إضطرابات المناعة الذاتية، وهو مرض مزمن يحدث عندما تهاجم المناعة أعضاء وأنسجة جسم الإنسان.

 يؤثر الالتهاب الناتج عن مرض الذئبة على العديد من أجهزة الجسم المختلفة، بما في ذلك المفاصل والجلد والكليتين وخلايا الدم والدماغ والقلب والرئتين.

أعراض الذئبة الحمراء

قد تظهر الأعراض فجأة أو تتطور ببطء مع الوقت وقد تكون شديدة أو خفيفة، موقتة أو دائمة لذلك لا يوجد حالتان متشابهتان.

قد تشتد الأعراض وتسوء في بعض الفترات ثم تتحسن في فترات أخري أو قد تختفي الأعراض في تلك الفترة.

ومن هذه الأعراض:

الذئبة الحمراء وأعراضها
الذئبة الحمراء وأعراضها
  • إرهاق وتعب شديد
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم
  • آلام في المفاصل
  • تورم المفاصل وتيبسها
  • صداع
  • فقدان الذاكرة
  • طفح جلدي على شكل فراشة على الوجه يغطي الخدين وجسر الأنف أو ظهور طفح الجلدي في مكان آخر من الجسم
  • ظهور الآفات الجلدية عند التعرض للشمس وهو ما يعرف بإسم حساسية الضوء (photosensitivity)
  • تساقط الشعر
  • الأنيميا وفقر الدم
  • ضيق في التنفس
  • آلام في الصدر
  • جفاف العين
  • تحول الأصابع إلى اللون الأبيض أو الأزرق عند تعرضها للبرد، وهو ما يعرف(Raynaud’s phenomenon)

أسباب الذئبة الحمراء

لا يعرف حتى الأن السبب الأساسي لتلك المرض ولكن هناك عوامل كثيرة قد تؤدي لظهوره ومنها:

عوامل وراثية: 

لا يوجد علاقة بين ذلك المرض وجين معين، ولكن غالبًا ما يكون لدى الأشخاص المصابين بمرض الذئبة أفراد من العائلة يعانون من أمراض المناعة الذاتية الأخرى.

عوامل بيئية:

مثل:

  • الأشعة فوق البنفسجية
  • بعض الأدوية
  • العدوى بالفيروسات
  • التعرض لضغط وإجهاد بدني أو عاطفي
  • التعرض لصدمة

عوامل هرمونية:

  • عادة ما يصيب مرض الذئبة الحمراء النساء أكثر من الرجال.
  •  قد تعاني النساء من أعراض أكثر حدة أثناء الحمل وفي فترات الحيض.
  •  الأمر الذي جعل بعض الأطباء يعتقدون أن هرمون الاستروجين الأنثوي قد يلعب دورًا في التسبب في مرض الذئبة الحمراء.

ومع ذلك لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من البحث لإثبات هذه النظرية.

تشخيص الذئبة الحمراء

يعد تشخيص ذلك المرض أمراً صعباً نتيجة لاختلاف الأعراض والعلامات من شخص لآخر و لتشابه أعراض الذئبة الحمراء مع أعراض أمراض أخرى.

لذلك تشخص الذئبة عن طريق الجمع بين العديد من تحاليل الدم والبول والتشخيص البدني والآشعة.

التشخيص البدني:

يقوم الطبيب بإجراء فحص للأعراض للتأكد من مرض الذئبة ومنها:

  • الطفح الجلدي
  • قرح الأغشية المخاطية
  • التهاب المفاصل
  • تساقط الشعر
  • علامات إصابة القلب أو الرئة مثل عدم انتظام ضربات القلب

ومن  أمثلة هذه التحاليل:

1- تحليل صورة الدم الكاملة: لقياس عدد الكريات الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية وكمية الهيموجلوبين بالدم حيث تنخفض عدد الكريات الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية في مرض الذئبة ويصاب المريض بالأنيميا.

2– تحليل سرعة الترسيب: لمعرفة معدل ترسيب كريات الدم الحمراء لأن زيادة معدل الترسيب تدل على وجود بعض الأمراض المزمنة ومنها الذئبة.

3-تحليل لوظائف الكلى والكبد: حيث تؤثر الذئبة على وظائف هذه الأعضاء.

4- تحليل البول: لمعرفة نسبة الكريات الدم الحمراء والبروتين في البول لأن الذئبة تؤثر على الكلى مما يزيد من نسبة البروتين وكريات الدم الحمراء في البول.

5-تحليل الأجسام المضادة للنواة (ANA): تدل النتيجة الإيجابية لذلك التحليل على وجود مرض مناعي ما، لذلك إذا كانت النتيجة إيجابية يحتاج الطبيب لإجراء تحليل الأجسام المضادة الخاص بالذئبة الحمراء للتأكد إذا كان ذلك المرض هو الذئبة أم مرض آخر.

من أمثلة الآشعة:

أشعة علي الصدر: لمعرفة إذا كان هناك التهاب أو سوائل على الرئتين.

موجات صوتية للقلب: للتحقق من وجود مشاكل في الصمامات أو أجزاء أخرى من قلبك.

قد يلجأ الطبيب لأخذ عينة من الكلى لمعرفة الضرر الذي لحق بها نتيجة للذئبة الحمراء لتحديد أفضل علاج للكلى.

علاج الذئبة الحمراء

لا يوجد علاج لمرض الذئبة الحمراء، ولكن هناك علاج لتخفيف الأعراض.

 يختلف العلاج من مريض لآخر اعتمادًا على شدة الأعراض وأجزاء الجسم المصابة بمرض الذئبة.

قد يحتاج المريض لتغيير الأدوية كل فترة نتيجة لاختلاف شدة الأعراض من فترة لأخرى.

ومن أمثلة هذه الأدوية:

  • مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (NSAIDs): يمكن استخدام مضادات الالتهاب اللاستيرويدية التي لا تحتاج لوصفة طبية مثل: الإيبوبروفين (Ibuprofen) والنابروكسين (Naproxen) لعلاج بعض الأعراض المصاحبة للذئبة مثل: الألم والتورم و الحمى.
  • الأدوية المضادة للملاريا (Antimalarial drugs): ومنها الهيدروكسيكلوروكين(Hydroxychloroquine) وتستخدم هذه الأدوية لعلاج لملاريا ولكن لها تأثير على المناعة وتخفف أيضاً من أعراض الذئبة، ولكن تسبب هذه الأدوية بعض الآثار الجانبية مثل: مشاكل في المعدة ونادراً ما تسبب تلف في شبكية العين.
لذلك يجب علي مريض الذئبة الذي يتناول أدوية الملاريا أن يجري فحوصات للعين بإنتظام
  • الكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids): مثل بريدنيزون (Prednisone) والميثيل بريدنيزولون (Methylprednisolone) وتستخدم هذه الأدوية لعلاج الالتهاب الناتج عن مرض الذئبة، قد تسبب هذه الأدوية بعض الآثار الجانبية مثل: زيادة الوزن وهشاشة العظام وارتفاع ضغط الدم والسكر وزيادة خطر العدوى.
  • مثبطات المناعة (Immunosuppressants): وتستخدم هذه الأدوية في حالات مرض الذئبة الشديد للحد من نشاط الجهاز المناعي، ومنها الآزويثوبرين (Azathioprine) وميكوفينولات موفيتيل (Mycophenolate mofetil) وميثوتريكسات (Methotrexate)، ومن آثارها الجانبية أنها قد تسبب زيادة احتمالية الإصابة بالعدوى وتلف الكبد وتقليل الخصوبة وزيادة خطر الإصابة بالسرطان.
  • قد يستخدم ريتوكسيماب في حالات الذئبة المقاومة للأدوية الأخرى.

مضاعفات الذئبة الحمراء

قد تسبب الذئبة الحمراء بعض المضاعفات مع مرور الوقت في أجزاء كثيرة من الجسم ومن هذه الأجزاء التي قد تتأثر بالذئبة:

  • الكلى: يمكن أن تسبب الذئبة تلفًا خطيرًا في الكلى، وقد يحدث فشل كلوي وهو أحد الأسباب الرئيسية للوفاة بين الأشخاص المصابين بمرض الذئبة.
  • الجهاز العصبي المركزي والمخ: قد يؤثر مرض الذئبة على الجهاز العصبي والمخ ويسبب صداع ودوار وتغيرات في السلوك ومشاكل في الرؤية وقد تحدث السكتات الدماغية، كما يعاني العديد من الأشخاص المصابين بمرض الذئبة من مشاكل في الذاكرة وقد يواجهون صعوبة في التعبير عن أفكارهم.
  • الدم والأوعية الدموية: قد يؤدي مرض الذئبة إلى مشاكل في الدم ومنها فقر الدم وزيادة خطر حدوث نزيف أو تجلط الدم، يمكن أن تسبب الذئبة أيضًا التهابات في الأوعية الدموية.
  • الرئتين: قد تسبب الذئبة التهاب الجنبة (Pleurisy) الذي يؤدي إلي صعوبة في التنفس، وقد يحدث أيضاً نزيف في الرئتين والالتهاب الرئوي.
  • القلب: يمكن أن يسبب مرض الذئبة التهاب عضلة القلب أو الشرايين أو غشاء القلب (التهاب التامور)، كما يزداد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والنوبات القلبية بشكل كبير أيضًا.
  • قد يزيد مرض الذئبة الحمراء من خطر الإصابة بالعدوى والسرطان وموت أنسجة العظام والذي يسمى النخر اللاوعائي (Avascular necrosis).
  • مضاعفات في الحمل: تعد النساء الحوامل المصابات بمرض الذئبة أكثر عرضة للإجهاض والولادة المبكرة وتسمم الحمل (أي ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل).
للحد من خطر هذه المضاعفات، غالبًا ما يوصي الأطباء بتأخير الحمل حتى تتم السيطرة على مرضك لمدة ستة أشهر على الأقل

نصائح لمرضى الذئبة الحمراء

يجب على مريض الذئبة اتباع هناك بعض التعليمات للحد من نوبات الذئبة ومنها:

  • الانتظام على زيارة الطبيب.
  • الابتعاد عن أشعة الشمس.
  • استخدام واقي للشمس لا تقل حمايته (SPF) عن 55.
  • ارتداء ملابس واقية من الشمس مثل: القبعة والبناطيل الطويلة والقمصان طويلة الأكمام.
  • الانتظام على ممارسة الرياضة.
  • التوقف عن التدخين.
  • تناول نظام غذائي صحي.

 النظام الغذائي لمرضى الذئبة الحمراء

يجب على مريض الذئبة اتباع نظام غذائي صحي كالآتي:

  • الحد من تناول اللحوم الحمراء واستبدالها بالأسماك الدهنية الغنية بالأوميجا 3 مثل: سمك الماكريل والتونة والسالمون التي تحمي من أمراض القلب وتقلل الالتهاب.
  • تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم وفيتامين د (Vitamin D) مثل: الألبان ومنتجاتها.
  • الحد من تناول الدهون المشبعة التي تزيد الوزن وتؤدي إلى السمنة.
  • تخفيف الملح في الطعام.
  • عدم تناول الثوم لأنه يقوي المناعة ويزيد نشاطها مما يؤدي إلي زيادة الأعراض.
  • الحد من شرب الكحوليات.
يجب على مريض الذئبة الحمراء اتباع التعليمات والنصائح وتناول نظام غذائي صحي والانتظام على العلاج للحد من أعراض الذئبة ومضاعفتها.
المصدر
MayoclinicsMayoclinicsHealthlineHealthline

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!