علاج الغازات عند الرضع في المنزل

قد يبكي الطفل الرضيع بسبب الغازات التي تؤلمه وتسبب له الانزعاج، وقد تقلق الأم من تكرار هذه الغازات، ولكن، في معظم الحالات لا تكون الغازات عند الرضع امراَ خطيراً، فهي عرض طبيعي لأسباب كثيرة، وقد تحاول الأم بشتى الطرق التخلص من هذه الغازات.

لذلك، سنوضح في هذا المقال أسباب الغازات عند الرضع وأعراضها وكيف يمكن علاجها والوقاية منها وما هو تأثير الطعام على الغازات ومتى يجب استشارة الطبيب.

أسباب الغازات عند الرضع

قد يصاب الطفل بالغازات عندما يدخل الهواء إلى الجهاز الهضمي، مثل ما يحدث عندما يمص الطفل الزجاجة ويبتلع الهواء. 

تشمل أسباب إصابة الطفل بالغازات ما يلي:

ابتلاع الهواء

يمكن أن يبتلع الطفل الهواء في الحالات الآتية:

• عندما يرضع من ثدي أمه بشكل غير صحيح.
• إذا كان يرضع أو يشرب من زجاجة في أوضاع معينة.
•  يمكن ابتلاع الهواء بمجرد الثرثرة بكثرة.

البكاء المفرط

قد يبتلع الأطفال الهواء عندما يبكون، مما قد يسبب الغازات عند الرضع، وقد تسمع صوت الغازات بعد البكاء.

مما يجعل من الصعب على الأم معرفة ما إذا كانت الغازات هي سبب البكاء أم البكاء أو هو سبب الغازات. 

في كلتا الحالتين، من المهم الاهتمام بسرعة باحتياجات الطفل، وتهدئته بأفضل طريقة ممكنة.

المشاكل الطفيفة في الجهاز الهضمي

يمكن أن يصاب الرضيع بالغازات عند إصابتهم بالإمساك.

قد تشير الغازات في حالات نادرة إلى مشكلة ما في الجهاز الهضمي مثل الارتجاع.

عدم اكتمال نمو الجهاز الهضمي 

تحدث الغازات عند الرضع بكثرة بسبب عدم اكتمال نمو الجهاز الهضمي لديهم، حيث مازالت أجسامهم تتعلم كيفية هضم الطعام.

فيروس الجهاز الهضمي

يسبب هذا الفيروس أحيانًا مشاكل في المعدة، مثل الغازات والقيء والإسهال.

تناول أطعمة جديدة

عادة، ما يصاب الطفل بالغازات، عندما يبدأ في تناول الأطعمة الصلبة.

بالنسبة لبعض الأطفال، قد يكون تكرار الغازات أحد علامات الحساسية تجاه الطعام.

أعراض الغازات عند الرضع

تشمل أكثر أعراض الغازات شيوعًا عند الطفل ما يلي:

• البكاء أثناء إخراج الغازات أو بعد ذلك بفترة وجيزة ، خاصة إذا حدث البكاء عندما لا يكون الطفل جائعًا أو متعبًا.
• قوس الظهر
• رفع الساقين
• انتفاخ البطن
• تمرير الغازات أو التجشؤ

التشخيص

لا تعد الغازات عند الرضع حالة طبية بالنسبة لمعظم الأطفال، فهي مجرد عرض مؤقت ولكنه مؤلم في بعض الأحيان.

ليست هناك حاجة لرؤية الطبيب بسبب الغازات الطفيفة، على الرغم من أنه من المهم مناقشة جميع الأعراض في الفحص الطبي التالي للطفل.

إذا كانت الغازات شديدة أو كان هناك أعراض أخرى، فقد يوصي طبيب الأطفال بإجراء اختبارات أخرى لتحديد السبب.

قد يستخدم الطبيب الطرق التالية لتشخيص سبب الغازات المصحوب بأعراض أخرى:

• يطلب من الأم الاحتفاظ بسجل طعام للطفل، و سجل طعام للأم إذا كان الطفل يرضع من ثدي أمه.
• الكشف على الطفل للبحث عن علامات المرض أو مشكلة أخرى.
• فحص براز الطفل، عادة عن طريق طلب حفاض متسخ.
• طلب إجراء أشعة للجهاز الهضمي، إذا اشتبه الطبيب في وجود مشكلة خطيرة، وذلك للمساعدة في استبعاد الحالات الأكثر خطورة.

متى يجب استشارة الطبيب؟

عادة، ما تكون الغازات عند الرضع أمراً طبيعياً ويمكن علاجه. 

ولكن في حالات نادرة، يمكن أن يكون ذلك أول علامة على وجود مشكلة أكثر خطورة في الجهاز الهضمي. 

لذلك، يجب الاتصال بالطبيب على الفور في الحالات الآتية:

• إذا كان يعاني من غازات مع أعراض أخرى مثل عدم التبرز أو تبرز دم أو القيء.
• غازات شديدة جداً، التي قد تجعل من الصعب تهدئة الطفل.
• المعاناة من حمى مع الغازات، إذا كانت درجة حرارة المستقيم لديهم 38 درجة مئوية أو أعلى.

كيف يؤثر النظام الغذائي للطفل على الغازات؟

يعد حليب الأم هو الغذاء الطبيعي للأطفال، وعادة ما يكون الخيار الأكثر صحة، لذا، ليست هناك حاجة للتوقف عن الرضاعة الطبيعية لأن الطفل يعاني من الغازات. 

يفضل الاحتفاظ بسجل للطعام للأم، والذي قد يساعد في تحديد ما إذا كانت أطعمة معينة تحفز الغازات لدى الطفل.

أما بالنسبة للأطفال الذين يرضعون لبناً صناعياً، فقد يصابون بالغازات، حيث يؤدي خلط حليب الأطفال إلى ظهور فقاعات هواء في طعام الطفل.

لذلك، يفضل ترك الحليب الصناعي بضع دقائق لتثبيته قبل إرضاع الطفل.

قد يكون بعض الأطفال حساسين لمكونات الحليب الصناعي، مثل الصويا أو اللاكتوز. 

لقد اقترحت دراسة عام 2011 أن تغذية الأطفال بتركيبة منخفضة اللاكتوز سهلة الهضم قد تخفف الغازات والمغص.

وعندما يبدأ الطفل في تناول الأطعمة الصلبة، يفضل الاحتفاظ بسجل للطعام.، حيث أن يساعد ذلك في تحديد الحساسيات الغذائية التي تسبب الغازات.

علاج الغازات عند الرضع

يمكن أن تساعد العلاجات المنزلية البسيطة في تهدئة الطفل، وربما تساعد في التخلص من فقاعات الغازات وخروجها بشكل أسرع خارج جسمه.

تشمل طرق علاج الغازات عند الرضيع ما يلي:

تحريك أرجلهم بشكل دائري

وذلك من خلال وضع الطفل على ظهره مع رفع ساقيه مع ثني ركبتيه، ثم تحريك الساقين في حركة ركوب الدراجات لمساعدة الطفل على التخلص من الغازات المحتبسة.

رفع رؤوسهم

يساعد رفع رأس الطفل فوق معدته للتخلص من الغازات.

يجب حمل الطفل في وضع رأسي للتجشؤ.

الذهاب في جولة بالسيارة

إذا كان الطفل يحب ركوب السيارة، فقد يساعد الذهاب في جولة بالسيارة في تهدئة الطفل، لأن التأرجح اللطيف يؤدي إلى تخفيف الألم وتهدئة الطفل.

التقميط

يمكن أن يساعد قماط الأطفال حديثي الولادة والأطفال الصغار في خروج الغازات، ولكن، لا يحب معظم الأطفال ذلك.

تدليك بطن الطفل

قد يساعد فرك بطن الطفل برفق في التخلص من الغازات، ويمكن أيضاً محاولة الضغط برفق على بطنهم بحركات اتجاه عقارب الساعة أو عكس اتجاه عقارب الساعة.

التجشؤ

يعد من طرق الحد من الغازات هي تجشؤ الطفل عن طريق فرك ظهره.

تشتيت الانتباه

قد يبكي الأطفال الأكبر سنًا كثيراً من الألم عند المعاناة من الغازات، وفي هذه الحالة، يمكن أن يساعد الغناء والرقص واللعب التفاعلي في تشتيت انتباه الطفل عن ألم الغازات.

الاستلقاء على البطن

يجب منح الطفل وقتًا للاستلقاء على بطنه وهو مستيقظ، يتضمن ذلك وضع الطفل على بطنه والسماح له بالتحرك.

وذلك، لأن هذا يقوي عضلات الجسم العلوي ويشجعهم على رفع رأسهم، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تحرير الغازات المحتجزة، وفي الوقت نفسه يساعد أيضًا في تعزيز نمو العضلات بشكل صحي.

إعطاء بعض الأدوية

يمكن إعطاء الطفل قطرات سيميثيكون لعلاج الغازات، فهي لا تحتاج لوصف من الطبيب.

تعد هذه القطرات آمنة للاستخدام حتى 12 مرة في اليوم، طالما أن الوالدين يتبعون الجرعة الموجودة على الزجاجة.

مكملات البروبيوتيك

تشير دراسة أجريت عام 2011 إلى أن الأطفال الذين يعانون من المغص الشديد قد يتحسنون باستخدام مكملات البروبيوتيك. 

إذا لم تنجح العلاجات المنزلية، فيمكن التحدث إلى طبيب الأطفال حول استخدام بروبيوتيك.

مع العلم أن الأطباء لم يثبتوا لم يثبتوا سلامة استخدام مكملات البروبيوتيك للرضع، ولا يوجد دليل يشير إلى الجرعة المناسبة للرضع.

ما هي طرق الوقاية من الغازات؟

تعتقد الكثير من الأمهات اللاتي يرضعن أطفالهم من الثدي أن نظامهم الغذائي هو السبب في الغازات عند أطفالهم، مما يجعلهن يمتنعن عن بعض الأطعمة خوفاً من أن تسبب غازات عند الطفل.

 ولكن، في حقيقة الأمر ليس هناك حاجة لتجنب أي طعام معين عند الرضاعة الطبيعية لأن معظم الأطفال يصابون بالغازات.

يمكن اتباع بعض الإرشادات التي قد تساعد في منع الغازات عند الرضع، بما في ذلك ما يلي:

• تغيير وضعية الطفل عند الرضاعة: حاول تغيير وضع الطفل أثناء تناول الطعام للتأكد من أن رأسه أعلى بقليل من بطنه.
• الرضاعة بشكل صحيح: وذلك من خلال التأكد أن شفاه الطفل تغلق على الهالة الموجودة حول الحلمة، وليس الحلمة فقط أثناء الرضاعة الطبيعية، وفي حالة الأطفال الذين يرضعون من الببرونة، فتأكد من أن الطفل يضع شفتيه في اتجاه قاعدة الحلمة، وليس فقط طرفها.
• إبطاء معدل الرضاعة: قد يشرب بعض الأطفال بسرعة كبيرة من الببرونة، مما قد يسبب ابتلاع للهواء، لذلك، يفضل تجربة استخدام حلمة بطيئة التدفق. 
• استخدام ببرونات مختلفة: يحصل بعض الأطفال على كمية أقل من الهواء عند استخدام الببرونات بأشكال مختلفة، مثل الببرونة المنحنية. 
• تجشؤ الطفل: يساعد تجشؤ الطفل في منتصف كل وجبة وبعدها في الوقاية من حدوث الغازات عند الرضع.
• إمالة الزجاجة: تؤدي إمالة الببرونة حتى 30 أو 40 درجة تقريبًا أثناء الرضاعة، إلى هبوط الهواء لقاع الببرونة، ولا ترى سوى الحليب بالقرب من الحلمة.