إعلان رئيسي
مقالات ونصائح طبية

خطورة جرثومة المعدة وكيفية الوقاية منها

جرثومة المعدة
جرثومة المعدة

تُعد جرثومة المعدة من أشرس أنواع البكتيريا، فتُصيب المعدة والإثنى عشر بالتهابات شديدة وتقرحات، ولها إنتشار شائع جداً وتكثر خصيصاً في المناطق ذات شهرة عالية بالتلوث البيئي، حيث تفتقرإلى أنظمة الصرف الصحي الجيدة و بقاء المخلفات البيئية دون التخلص منها بطرق مناسبة مع قلة الاهتمام بالنظافة الشخصية من أهم عوامل انتشار هذا النوع العنيف من البكتريا.

تُسمى أيضاً بالميكروب الحلزوني، إذ يُعبر هذا الإسم عن شكلها الخارجي المسبب للمقاومة الشديدة التي تتميز بها مقارنة بالأنواع الأخرى من البكتيريا.

بالرغم من صِغر حجم جرثومة المعدة الذي لا يتعدى 3 ميكرو طولاً و 5 ميكرو قُطراً، إلا أنها تتميز بوجود من أربع إلى ستة أسواط تخرج من نفس المكان التى تُساعدها على الحركة السريعة في الوسط المخاطي اللزج للانسجة المبطنة للمعدة، وغشاؤها الخارجي مُصنع من خمس عائلات متنوعة من البروتينات، مما يمُدها بالمقاومة لأغلب أنواع المضادات الحيوية.

تحوي سطور مقالنا اليوم على أعراض وعلاج الجرثومة المعدية، فتابعونا.

أعراض الإصابة بجرثومة المعدة

من المعلوم أن المعدة تتميز بوسط شديد الحموضة المسبب في هضم الطعام وتحلله، ومع ذلك جرثومة المعدة لها القدرة على مقاومة الوسط الحامضي حتى وصولها إلى جدار المعدة الذي يتمتع بقلة الحموضة، ومن ثّم تبدأ الأعراض في الظهور حيث تخترق البكتيريا جدار المعدة، حتى تصل إلى الخلايا المبطنة للمعدة، من أكثر الأعراض إنتشاراً:

في بعض الحالات المتأخرة، قد تتطور لأعراض أشد خطورة مثل:

  • قيء مصحوب بالدماء.
  • تغير لون البراز إلى لون داكن مائلاً إلى  الأسود.
  • ألم شديد في المعدة.
  • الإجهاد من أقل مجهود.
  • إنخفاض معدل كرات الدم الحمراء ( الأنيميا ).
  • رائحة نفس سيئة.

تشخيص جرثومة المعدة

تباينت طرق تشخيص الميكروب الحلزوني لأربع طرق رئيسية :

  • منظار المعدة 

يُستخدم منظار المعدة لاكتشاف أكثر من مرض مثل الالتهابات والقرح والأورام، نظراً لدقته العالية يُفضله الأطباء في التشخيص فضلاً عن الطرق الأخرى، ولكنه غير محُبب للبعض لاعتقادهم أنه يُصنف تحت بند العمليات الجراحية الكبرى !

منظار المعدة هو إجراء بسيط قبل القيام به يتناول المريض دواء مُخدر منعاً لشعوره بأي ألم، ثُم يتم إدخال كاميرا صغيرة الحجم عالية المرونة عن طريق الفم مروراً بالمرئ حتى يصل إلى المعدة والإثنى عشر.

من خلال كاميرا المنظار يظهر للطبيب على شاشة خارجية وجود أي تقرحات في جدار المعدة والإثنى عشر التي تسببها البكتيريا الحلزونية، ويتم أخذ عينة صغيرة من الخلايا المبطنة لجدار المعدة وفحصها معملياً لإكتشاف وجود الميكروب الحلزوني.

  • تحليل البراز

يتم معملياً فحص عينة من براز المريض للبحث عن المستضدات (antigen)، وهي مواد معينة توجد في البكتيريا والفيروسات، عند دخولها لجسم الإنسان يقوم الجهاز المناعي بالتحفز ضدها ومقاومتها بإطلاق أجسام مضادة لهذه المستضدات.

لا يُعتمد تحليل البراز لاكتشاف مستضدات جرثومة المعدة فقط، وإنما أيضاً لمعرفة نسبة الاستشفاء والتيقن من نجاح العلاج المقاوم لهذه البكتيريا.

  • تحليل الدم

تؤخذ عينة من الدم وفحصها بحثاً عن الأجسام المضادة التي يُفرزها الجهاز المناعي لمقاومة البكتيريا الحلزونية؛ يُستنبط من هذا التحليل وجود إصابة حالية أو إصابة قديمة بهذه البكتيريا.

  • إختبار التنفس

يتم تطبيق إختبار التنفس عن طريق تعاطي المريض كبسولة مكونة من مادة اليوريا، ثم التنفس في حاوية مخصصة لهذا الإختبار ثم فحص جزيئات الهواء الناتج من عملية الزفير.

عند الإصابة الفعلية تقوم البكتيريا بتكتسير جزيئات اليوريا إلى ذرات مركب ثاني أكسيد الكربون، يُمتص ثاني أكسيد الكربون من جدار المعدة وصولاً للدورة الدموية ثم أخيراً إلى الرئتين ويتم إخراجه عن طريق عملية الزفير.

هل جرثومة المعدة مرض معدي ؟

جرثومة المعدة وأسبابها
جرثومة المعدة وأسبابها

بالطبع بالمرض معدي، كما ذكرنا سابقاً أن التلوث هو سبب انتشار هذه البكتيريا، حيث تنتشر من البراز إلى الفم، فتتواجد أيضاً في لعاب الفم.

  • الإصابة بها بسبب تناول الطعام من أشخاص غير مهتمين بالنظافة الشخصية من عدم غسل اليدين بعد القضاء الحاجة، فتنتقل من خلالهم إلى الطعام.
  • عدم غسل الفواكه والخضروات قبل تناولها، فقد يقضي البعض حاجتهم بجوار الأراضي الزراعية فتنتقل البكتيريا إلى الفواكه والخضراوات.
  • من الممكن انتقالها بسبب استخدام الملاعق والأكواب لشخص مُصاب، فتنتقل من خلال اللعاب.

تُسبب جرثومة المعدة تقرحات في بطانة المعدة والإثنى عشر، ولكن هناك بعض العوامل المساعدة التي تزيد من حدة القرح المتواجدة مثل :

  • التوتر والقلق من الأسباب المؤدية للألم المضاعف عن الطبيعي الذي تسببه قرحة المعدة
  • شرب كمية كبيرة من الشاي والقهوة، الكافيين يلعب دور مهم في ارتفاع حموضة المعدة
  • الفرط في تناول المسكنات الدوائية بدون داعي أو لأسباب لا تستدعي.
  • تناول الطعام الحار والمبهر والمشبع بالدهون يعمل على ارتفاع حمض المعدة.
  • التدخين وشرب الكحوليات.

علاج جرثومة المعدة

  • العلاج الدوائي :

علاج جرثومة المعدة
علاج جرثومة المعدة
  1. بسبب مقاومة جرثومة المعدة الشديدة للمضادات الحيوية يتم دمج نوعين مختلفين حتى يتم القضاء عليها بأقل قدر من المقاومة.
  2. مُثبط لمضخة البروتون الذي يعمل على تقليل العصارة المعدية، لتخفيف ألم القرح.
  3. علاج يُساعد على شفاء بطانة المعدة.

تُسمى هذه المجموعة بالعلاج الثلاثي أو الرباعي، وقد أثبتت فاعلية كبيرة في الشفاء بنسب تتراوح من 85% إلى 90%.

تستغرق مدة الشفاء ما يقرب من أربعة عشر يوماً ثم تُعاد بعض التحليلات السابقة مرة أخرى للتأكد من الشفاء التام، ولكن من المهم جداً التنبيه على عدم وقف الدواء إلا باستشارة الطبيب المعالج نظراً لما يسببه من مقاومة أشد للبكتيريا وربما الإصابة بها مرة أخرى وقد يصعب حينها الشفاء منها.

  • العلاج بالمواد الطبيعية

علاج جرثومة المعدة
علاج جرثومة المعدة

يمكن علاج الميكروب الحلزوني عن طريق بعض العلاجات الطبيعية ولكنها علاج غير أساسي، بل مُكمل ومُساعد للعلاج الدوائي مثل :

  • عسل المانوكا

منذ العصور القديمة يُستخدم عسل النحل في الشفاء من بعض الأمراض لما له من خصائص مضادة للبكتيريا ومقوية للمناعة، عسل المانوكا على وجه الخصوص له دور في مقاومة جرثومة المعدة.

  • نبات البروكلي

أثبتت الدراسات الحديثة في الإنسان والحيوان أن مادة ( السلفورافين ) المتواجدة في نبات البروكلي  لها أثر فعّال في مقاومة جرثومة المعدة و تقليل إلتهابات المعدة والإثنى عشر.

  • الثوم

أثبت نبات الثوم فعاليته في مقاومة البكتيريا وتطهير الجهاز الهضمي من السموم، وإذا تم استهلاكه بانتظام يقي من الإصابة بالميكروب الحلزوني.

  • الحليب

وُجِد أن مادة ( لاكتوفرين ) وهي نوع من أنواع البروتين الموجود في حليب الأبقار، لها القدرة على مقاومة الميكروب الحلزوني عند اتحادها مع بعض المضادات الحيوية.

 الوقاية من الإصابة بجرثومة المعدة

من المؤسف انتشار الميكروب الحلزوني بصورة كثيفة، مع عدم إكتشاف لقاح يحد من تفاقم انتشار هذه البكتيريا، ولكن مع إتباع قواعد السلامة يُساهم بنسبة كبيرة من الوقاية منها مثل:

  •  غسل اليدين بعد قضاء الحاجة و قبل تناول الطعام.
  • عدم إستخدام الأدوات الشخصية والخاصة بالغير.
  • الإهتمام بتنظيف الفواكه والخضروات قبل تناولها.
  • الحد من تناول الطعام خارج المنزل، وإن كان لابد من ذلك فإنتقاء الأماكن المشهورة بالنظافة.
  • تجنب شرب المياه من الأماكن الغير موثوق فيها.
  • طهي الطعام بصورة جيدة لمنع انتقال البكتيريا من الطعام الغير مطهو.
المصدر
EmedicineWebmdMedical News Today

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!