إعلان رئيسي
مقالات ونصائح طبية

ماذا تعرف عن هشاشة العظام؟

هشاشة العظام هو مرض يتميز بضعف العظام ورقتها، مما يجعلها هشة وأكثر عرضة للكسر، وعادة ما تتطور ببطء على مدى عدة سنوات وفي الغالب يصعب تشخيصه في مراحله المبكرة، إلا عندما تنكسر العظام بسهولة تحت أي جهد ولو بسيط، لذا يسمى بالمرض الصامت، وتعد الإصابات الأكثر شيوعا في مرضى هشاشة العظام هي، كسر عظام المعصم، أو كسر في فقرات العمود الفقري.

ومع ذلك، يمكن أن يحدث  الكسر أيضًا في عظام أخرى، مثل الذراع أو الحوض، وفى الغالب ما تكون هشاشة العظام مرض غير مؤلم حتى تتعرض العظام للكسر، ولكن العظام المكسورة في العمود الفقري هي سبب شائع للألم على المدى الطويل.

ما هي أسباب الإصابة بهشاشة العظام؟

  • اتباع حمية غذائية قاسية 

النظام الغذائي له تأثير كبير على صحة العظام؛ فبعض الأطعمة هامة جدا لنمو عظام صحي وقوي

وفيما يلي بعض العناصر الغذائية الضرورية لصحة العظام:

  1. الكالسيوم: وهو عنصر له دور حيوي جدا في نمو العظام والحفاظ على قوتها.
  2. فيتامين د: يساعد الجسم على امتصاص الكمية المناسبة من الكالسيوم وترسبه على العظام فيزيد من قوتها وصلابتها.
  3. المغنيسيوم.
  4.  الفوسفور.
  5.  وفيتامين ك.
  6.  فيتامين ب.
  7.  وفيتامين ب12.

وهذه العناصر والفيتامينات مهمة جدا لصحة العظام بجانب الدور الحيوي لكل من الكالسيوم وفيتامين د  ونقص أي منها يسبب ضعف العظام ويجعلها أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام

لذلك فإن اتباع نظام غذائي قاسي غير متوازن ولا يحتوى على تلك العناصر والفيتامينات بكمية كافية سببا أساسيا للإصابة بهشاشة العظام.  

  •  كثرة تناول البروتين

يعتبر البروتين جزء أساسي في أي نظام غذائي صحي ولكن اتباع نظام غذائي غني بالبروتين الحيواني قد يسبب فقدان الكالسيوم، والذي بدوره يساهم فى الاصابة بهشاشة العظام .

  • الإفراط في استخدام الكافيين والصوديوم

يمنع تناول كميات عالية من الكافيين (أكثر من أربعة أكواب من القهوة يوميًا) امتصاص الكالسيوم، ويساهم بشكل كبير فى فقدان الكالسيوم عبر البول

وكذلك كثرة  تناول الصوديوم في صورة ملح الطعام يسبب فقدان الكالسيوم من خلال الكلى.

  • عدم ممارسة التمارين الرياضية

تعد ممارسة التمارين الرياضية عاملا مهماً لتجنب الإصابة بهشاشة العظام لأن  ممارسة التمارين الرياضية تعزز من صحة وقوة العظام.

لذلك فإن عدم ممارسة التمارين الرياضية تساهم بشكل كبير فى ضعف العظام وجعلها أكثر عرضة للاصابة بهشاشة العظام.

  • بعض الحالات الطبية

هناك بعض المشاكل الطبية التي يمكن أن تؤدي إلى هشاشة العظام ومنها:-

بعض مشاكل الأمعاء

 هناك بعض أمراض الأمعاء مثل القولون التقرحي ومرض التهاب الأمعاء تقلل من امتصاص الكالسيوم وفيتامين د، وبالتالي تزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام.

أمراض الكلى

 تسبب أمراض الكلى  انخفاض في كمية فيتامين د فى الدم؛ وذلك لزيادة خروجه مع البول، مما يعيق امتصاص الكالسيوم ويقلل ترسبه على العظام.

مشاكل الغدة الدرقية

يعد فرط نشاط الغدة الدرقية سبب أساسي للإصابة بهشاشة العظام؛ وذلك لأن زيادة هرمون الثيروكسين يسبب زيادة انتقال الكالسيوم من العظام إلى الدم، مما يقلل من قوة العظام وصلابتها.

  • تناول بعض الأدوية

هناك بعض الأدوية التى قد تسبب هشاشة العظام، ومن الضرورى أن ننوه أن المريض الذي يتناول هذه الأدوية لا يحتاج إلى تجنب هذه الأدوية، لكنه  يحتاج إلى توخي الحذر لمنع كسر العظام أثناء تناولها، وفيما يلي بعض الأدوية التي قد تساهم في ضعف العظام:

  1. الجلوكوكورتيكويد بما في ذلك الكورتيزون، و البريدنيزون، هي أدوية قوية لتخفيف الالتهاب.
  2. الأدوية المضادة للصرع.
  3. بعض الأدوية المعالجة لحموضة المعدة.
  4. مثبطات الهرمونات التي تستخدم لعلاج سرطان الثدي
  • التدخين وشرب الكحول

المواد الكيميائية الضارة  الموجودة في السجائر قد تعيق امتصاص الكالسيوم، مما يؤثر على قوة العظام وصلابتها ويجعلها أكثر عرضة للكسر..

ما هي أعراض الإصابة بهشاشة  العظام؟


غالبًا ما يكون المريض غير مدرك أنه مصاب بهشاشة العظام حتى حدوث كسر فى العظام، ولكن هناك في بعض الأحيان أعراض لهشاشة العظام

وتشمل :

  • آلام الظهر
  • فقدان تدريجي في الطول نتيجة انحناء الظهر .
  • كسور في عظام الرسغ أو الحوض أو عظام العمود الفقري خاصة الفقرات. 
  • بطء التئام العظام بعد كسرها.

أيهما أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام الرجل أم المرأة؟

تكون العظام فى أقوي حالتها فى المرحلة المبكرة للبالغين حتى أواخر العشرينات، و تبدأ تدريجيا في فقدان قوتها نتيجة تآكل العظام من سن 35 عامًا تقريبًا، ويحدث هذا للجميع، ولكن بعض الناس يصابون بهشاشة العظام ويصابون بكسر في العظام أسرع بكثير من المعتاد

وهذا يعني أنهم أكثر عرضة لخطر الإصابة بهشاشة العظام.

وتعد النساء أكثر عرضة لخطر الإصابة بهشاشة العظام أكثر من الرجال، بسبب التغيرات الهرمونية التي تحدث عند انقطاع الطمث، والتي  تؤثر بشكل مباشر على كثافة العظام، فهرمون الاستروجين الأنثوي ضروري لصحة العظام، ولكن ينخفض مستواه بشدة في الدم بعد انقطاع الطمث، مما يؤدي إلى انخفاض سريع في قوة وصلابة العظام.

وتصبح النساء أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام في بعض الحالات مثل:

  1. انقطاع الطمث المبكر قبل سن 45.
  2. استئصال الرحم قبل سن 45 ، وخاصة عند ازالة المبايض.
  3. انقطاع الطمث لأكثر من 6 أشهر نتيجة الإفراط في ممارسة الرياضة أو اتباع نظام غذائي قاسي لفترات طويلة.  

أما بالنسبة للرجال في معظم الحالات، يكون سبب هشاشة العظام غير معروف، ومع ذلك  هناك ارتباط بين هرمون التستوستيرون الذكري وصحة العظام، وتستمر الرجال في إنتاج هرمون التستوستيرون حتى سن الشيخوخة، لذلك يزداد خطر الإصابة بهشاشة العظام لدى الرجال الذين يعانون من انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون في بعض الحالات مثل:

  1. تناول بعض الأدوية، مثل الكورتيزون
  2. كثرة تناول الكحول.
  3. قصور الغدد التناسلية .

ما هي عوامل خطر الإصابة بهشاشة العظام؟


العديد من الهرمونات في الجسم تؤثر على صلابة وقوة العظام؛ لذلك إذا كنت تعاني من اضطرابات في الغدد المنتجة للهرمونات، فقد تكون أكثر عرضة لخطر الإصابة بهشاشة العظام.

وتشمل الاضطرابات المرتبطة بالهرمونات التي يمكن أن تسبب هشاشة العظام ما يلي:

  1. فرط نشاط الغدة الدرقية.
  2. اضطرابات الغدد الكظرية، مثل متلازمة كوشينغ.
  3. انخفاض كميات الهرمونات الجنسية (الاستروجين والتستوستيرون)
  4. اضطرابات الغدة النخامية.
  5. فرط نشاط الغدة  الجار درقية.

وهناك بعض العوامل الأخرى التي يُعتقد أنها تزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام مثل :-

  1. التاريخ العائلي لمرض هشاشة العظام.
  2. مؤشر كتلة الجسم 19 أو أقل- المعدل الطبيعي من 20 إلى 25-
  3. الأقراص الستيرويدية عالية الجرعة لفترات طويلة  (تستخدم على نطاق واسع في الحالات الصحية مثل التهاب المفاصل والربو)
  4. وجود اضطراب في الأكل، مثل فقدان الشهية أو الشره المرضي.
  5. شرب الكحول والتدخين.
  6. التهاب المفاصل الروماتزمي
  7. مشاكل سوء امتصاص الطعام.
  8. بعض الأدوية المستخدمة لعلاج سرطان الثدي وسرطان البروستاتا التي تؤثر على مستويات بعض الهرمونات.
  9. النساء أكثر عرضة للإصابة بخطر مرض هشاشة العظام من الرجال.
  10. التقدم في العمر يجعل العظام أكثر ضعفا وهشاشة.

كيف نشخص مرض هشاشة العظام؟

مرض هشاشة العظام يسمى المرض الصامت الذي لا يظهر إلا عند تطوره كحدوث كسور العظام بلا سبب حقيقي.

لذا عندما يشك الطبيب في وجود مرض هشاشة العظام يتم إجراء بعض الفحوصات وأهمها:

  • اختبار كثافة العظام 
    هشاشة العظام
    هشاشة العظام

يقيس اختبار كثافة العظام غرامات الكالسيوم والمعادن الهامة المختلفة الموجودة في كل سم مربع من العظام، التي اذا قلت كميتها نقص كثافة العظام وأصبحت عرضة لللكسر بسهولة.

ويستخدم في هذا الاختيار جهاز يسمى بمقياس كثافة العظام الذي يقيس كمية الأشعة السينية التي تنفذ عبر العظم عند عبورها من خلاله. فالعظام الأكثر كثافة وصلابة تحجب كمية كبيرة من الأشعة العابرة بعكس العظام الضعيفة.

من أشهر أنواع مقياس كثافة العظام هو مقياس الامتصاص ثنائي البواعث (DXA  Scan).

يوصي الأطباء بإجراء فحص كثافة العظام بصفة دورية خاصة لمن هم عرضة للإصابة بهشاشة العظام كالنساء فوق 55 عام .

كيف يتم علاج هشاشة العظام ؟


ينطوي علاج هشاشة العظام  على علاج ومنع الكسور العظام، واستخدام الأدوية لتقوية العظام، وتعتمد نوعية العلاج على عدة عوامل مثل:

عمر وجنس المريض، وخطر تعرض العظام للإصابة، وتشمل خيارات علاج هشاشة العظام مايلى:-

  • البيفوسفونات

يساهم دواء البيفوسفونات فى تقليل معدل كسر العظام في الجسم، و يحافظ على كثافة العظام.

أنواع البيفوسفونات مختلفة مثل
حمض أليندرونات، وحمض ايباندرونات، وحمض ريسدرونات، وحمض الزوليدرونيك، ويحتاج المريض بعد تناول تلك الأدوية إلى الانتظار ما بين 30 دقيقة إلى ساعتين قبل تناول الطعام أو شرب أي سوائل أخرى.

وعادة ما تستغرق البيفوسفونات من 6 إلى 12 شهرًا حتى تظهر آثاره الصحية على العظام، وقد يستمر تناولها لمدة 5 سنوات أو أكثر.

ومن الضروري أن ننوه أن هناك عدة آثار جانبية مرتبطة  بتناول عقار البيفوسفونات مثل:-

  1. مشاكل  فى عملية البلع.
  2. آلام في المعدة.
  3. الغثيان الشديد.
  • أدوية معدلات مستقبلات هرمون الاستروجين الانتقائية (SERMs)

وهي عبارة عن مجموعة من  الأدوية التي لها تأثير مماثل على العظام مثل هرمون الاستروجين؛  فهي تساعد في الحفاظ على كثافة العظام وتقليل خطر الكسر، وخاصة العمود الفقري

ويعتبر دواء رالوكسيفين هو النوع الوحيد من SERM المتاح لعلاج هشاشة العظام، يؤخذ كقرص يومي وهناك أيضا بعض الآثار الجانبية لدواء رالوكسيفين مثل تشنجات الساق، واحتمال زيادة خطر جلطات الدم .

  • أدوية مثيلة لهرمون الغدة الدرقية

يتم إنتاج هرمون الغدة الدرقية بشكل طبيعي في الجسم، وهو يعمل على تنظيم كمية الكالسيوم في العظام؛ ولذلك تستخدم علاجات تشبه هرمون الغدة الدرقية مثل تيريباراتيد لتحفيز الخلايا التي تخلق عظام جديدة وعادة يتم إعطاءه عن طريق الحقن، ومع أن هرمون الغدة الدرقية يمكن أن يزيد من كثافة العظام،  إلا إنه يتم استخدامه في عدد صغير من الأشخاص الذين تكون كثافة عظامهم منخفضة جدًا وعندما لا تجدي العلاجات الأخرى.

  • العلاج التعويضي بالهرمونات البديلة

    هشاشة العظام
    هشاشة العظام

يتم أخذ العلاج التعويضي بالهرمونات في بعض الأحيان من قبل النساء اللائي يعانين من انقطاع الطمث؛ لأنها يمكن أن تساعد في السيطرة على أعراض انقطاع الطمث.

كما ثبت أن العلاج التعويضي بالهرمونات يحافظ على قوة العظام ويقلل من خطر كسر العظم أثناء العلاج.

ومع ذلك، لا يوصي الأطباء باستخدام العلاج التعويضي بالهرمونات لعلاج هشاشة العظام، لأن العلاج التعويضي بالهرمونات يزيد قليلاً من خطر الإصابة بسرطان الثدي وسرطان بطانة الرحم وسرطان المبيض والسكتة الدماغية.

هل يمكن تجنب الإصابة بمرض هشاشة العظام؟

قد نستطيع تجنب الإصابة بمرض هشاشة العظام إذا تجنبنا الكثير من عوامل الخطر مثل

  • تناول وجبات غنية جدا بالكالسيوم وفيتامين د مثل منتجات الألبان والبيض و الزبادي والجبن.
  • المواظبة على ممارسة الرياضة بشكل يومي.
  • الحد من التدخين وشرب الكحوليات.
  • تناول بعض المكملات الغذائية الغنية بفيتامين د.
المصدر
Mayo ClinicPubmedMedweb

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!