هل يصيب عرق النسا النساء فقط؟! عرق النسا هو أحد الأمراض التي تصيب الجنسين وليس كما يظهر من مسماه أنه خاص بالنساء فقط، وهو عبارة عن أعراض وآلام تصيب أسفل الظهر والفخذ ومنطقة الحوض والساق وذلك نتيجة عدة أسباب أهمها الإنزلاق الغضروفي، فماهو عرق النسا؟ وماهي أعراضه وأسبابه؟
ماهو عرق النسا؟
هو عبارة عن ألم ينتشر بطول العصب الوركي الذي يخرج من الفقرات القطنية والذي يمتد من أسفل الظهر عبر الوركين والأرداف وأسفل الساقين ويمتد إلى أسفل القدم، وبالرغم من شدة الألم إلا أن التماثل للشفاء بالعلاج يكون في غضون أسابيع قليلة بأمر الله أما في الحالات الشديدة فقد يحتاج إلى التدخل الجراحي أحيانًا، وذلك حسب ما قاله الدكتور: أيمن عشماوي استشاري أمراض المخ والأعصاب، حيث قال:
أعراض عرق النسا
هناك عدة أعراض تشير إلى الإصابة بعرق النسا بما في ذلك ما يلي:
- ظهور الألم في أسفل الظهر وقد يمتد إلى الأرداف ومن ثم إلى الفخذ منتهيًا إلى أسفل الساق وقد يصل إلى القدم.
- يختلف الألم حسب شدته ويزداد مع السعال والعطس أو الجلوس لفترات طويلة.
- الشعور بخدر او وخز وأحيانًا يصفه المريض بأنه أشبه بصعق أو كهرباء من شدة الألم وقد يكون مستمر أو متقطع و يزداد بالوقوف لفترات طويلة ولا يزول بالإسترخاء.
- ضعف في عضلات الساق المصابة وقد تكون الإصابة في ساق واحدة أو الاثنتين .
- يظهر الألم تدريجيًا أو فجأة حسب السبب.
- الإحساس بالحرارة أو الثقل في المنطقة المصابة.
أسباب عرق النسا
تتعدد أسباب الإصابة بعرق النسا بما في ذلك ما يلي:
- يعد الإنزلاق الغضروفي أحد أسباب الإصابة بعرق النسا، عند تعرض جزء من العصب الوركي للضغط بسبب القرص المنفتق أو ما يعرف بانفتاق أحد أقراص العمود الفقري.
- فرط نمو العظام.
- الانزلاق الفقاري: وهو عبارة عن انزلاق القرص الهلامي أمام الفقرة التي تحته مما يشكل ضغطًا على العصب الوركي.
- التهاب العصب الوركي أو محيطه.
- إصابة العمود الفقري.
- متلازمة الكمثرى: وهي عبارة عن عضلة تربط في الارداف تربط بين العمود الفقري والفخذ وتمر بالعصب الوركي، إذا حدث جرح أو تشنج في هذه العضلة تضغط على العصب الوركي.
- تكون نتوءات عظمية في فقرات العمود الفقري يسبب ألمًا والتهابًا وخدرًا في الساق المصابة.
- وجود ورم أو سرطان يضغط على العصب الوركي.
- مرض السكري: وذلك لأن أحد مضاعفات مرض السكري هو تلف الأعصاب وخاصةً الطرفية، مما يؤدي إلى ظهور عرق النسا على المدى البعيد.
- قد يكون سببه غير معروف.
أكثر الأشخاص عرضةً للإصابة بعرق النسا
عرق النسا يصيب الرجال والنساء على حد سواء وتتساوى عوامل الخطر في الجنسين بما في ذلك ما يلي:
- العمر
كما زاد العمر تزداد تدهور حالة الجسم وحالة العظام وتزيد فرصة الإصابة بعرق النسا.
- السمنة
زيادة الوزن تشكل حملًا وضغطًا على العصب الوركي والساق معًا.
- الوظيفة التي يمارسها الشخص
يكون الأشخاص الذين يمارسون أعمالًا شاقة كرفع الأثقال أو ممارسة الأعمال التي تتطلب جهدًا كبيرًا أو القيادة والجلوس لفترات طويلة أو حتى الأعمال التي تتطلب وقوفًا طويلًا أكثر عرضةً للإصابة بعرق النسا من غيرهم.
- المصابون بمرض السكري.
- اتباع نمط حياة غير نشط
يفتقر إلى المجهود البدني المعتدل والذي يؤدي إلى احتمالية الإصابة بعرق النسا.
- التهاب المفاصل والأعصاب.
- التدخين
لأن النيكوتين يعمل على تآكل الفقرات وإتلاف أنسجة العمود الفقري.
المضاعفات
عند إهمال الألم والأعراض المصاحبة لعرق النسا قد تتفاقم الأعراض مما يؤدي إلى سوء الحالة بما في ذلك ما يلي:
- فقد الإحساس في الساق المصابة.
- ضعف الساق وعدم القدرة على الوقوف عليها.
- عدم القدرة على التحكم في التبول والتبرز.
متى يجب عليَّ زيارة الطبيب؟
عند حدوث أو ظهور أي عرض مفاجئ أو غير محتمل أو متوقع هنا لابد من زيارة الطبيب في حالات معينة بما في ذلك ما يلي:
- ألم مفاجئ أسفل الظهر أو في الساق.
- ظهور خدر أو ضعف في العضلات.
- الشعور بألم شديد بعد حدوث إصابة عنيفة.
- عدم القدرة على التحكم أثناء التبول أو التبرز.
التشخيص
لتحديد مدى شدة الألم وماهي طرق العلاج المناسبة لابد من التشخيص السليم من قبل الطبيب ويكون ذلك بعدة طرق بما في ذلك ما يلي:
- الفحص البدني
وذلك بالطلب من المريض أداء عدة حركات مختلفة مثل رفع الساق إلى أعلى أو الجلوس في وضع القرفصاء أو غيرها وملاحظة شدة الألم في كل حركة.
- الأشعة السينية على العمود الفقري
لمعرفة وجود أي نمو مفرط في الفقرات أو وجود نتوءات في العمود الفقري أم لا.
- الرنين المغناطيسي.
- فحص تخطيط كهربائية العضل
ويقيس هذا الفحص النبضات الكهربائية التي تصدرها الأعصاب وكيفية ومدى استجابة العضلات لها.
علاج أعراض عرق النسا
يتلخص الهدف من العلاج في أمرين: تسكين وتخفيف شدة الألم وزيادة القدرة على الحركة، وذلك عن طريق استخدام عدة أنواع من الأدوية بما في ذلك ما يلي:
مسكنات متفاوتة المفعول
وذلك بحسب شدة الألم وما يحدده الطبيب تبعًا لحالة المريض من أجل التخفيف من شدة الألم.
مضادات الالتهاب
وذلك لعلاج التهاب الأعصاب.
الكورتيكوستيرويدات
وتعمل على تقليل الالتهاب وتسكين الألم.
مضادات الاكتئاب
والتي تعمل على زيادة هرمون الاندروفين والذي يعتبر مسكن طبيعي، بالإضافة إلى تكرار الألم وعدم القدرة على الحركة والتي قد تؤثر على نفسية المريض و قد تدخله في حالة من الاكتئاب.
مضادات التشنج
بما فيها من مرخيات أو باسط للعضلات والتي تخفف من تشنج العضلات.
عقاقير أفيونية
وذلك في حالة الآلام الشديدة.
العلاج الطبيعي
وذلك بعد تسكين الألم يقوم الطبيب بعمل بعض التمارين والحركات من أجل تسهيل عملية الحركة.
حقن الستيرويد
وتعطى في العمود الفقري من أجل تخفيف الألم في حالة إذا كان العلاج الفموي أقل فعالية وتأثير على الألم، أو اللجوء لعلاج الغضاريف إذا كانت المشكلة بسببها.
الجراحة
وتكون في المراحل الشديدة والمتأخرة والتي لم تنجح معها أيًا من الطرق السابقة في العلاج عن طريق إزالة أي نتوءات زائدة أو أورام تضغط على العصب الوركي.
رأي الطب البديل في علاج عرق النسا
هناك عدة طرق بديلة ليس لها علاقة بالأدوية قد تساهم في علاج عرق النسا مثل: العلاج بالوخز بالإبر أو الحجامة والتي تعمل على تخفيف الألم في المنطقة المصابة.
العلاج بالأعشاب
هناك عدة أعشاب لها دور في التخفيف من أعراض عرق النسا بما في ذلك ما يلي:
الكركم
والذي يمتاز بكونه مضادًا للإلتهاب.
الناردين
ويعمل على تخفيف الألم وإرخاء العضلات والتقليل من تشنجها.
الصفصاف
ويعتبر مسكنًا للألم ومضادًا للإلتهاب.
الحلبة
وتعمل على التخفيف من أعراض عرق النسا بالإضافة إلى كونها مسكنًا للألم.
علاج عرق النسا منزليًا
يمكن بالإضافة إلى الأدوية اعتماد بعض التغييرات الحياتية التي تساهم في الحد من أعراض عرق النسا وعدم الدخول في مضاعفات نحن في غنى عنها بما في ذلك ما يلي:
تمارين الإطالة
والتي يقوم فيها المريض بعمل تمارين تمديد لكل عضو كالفخذ والساق لمدة 3 ثواني للتخفيف من التشنج.
كمادات باردة وساخنة
وذلك للتخفيف من تشنج العضلات ويتم عمل كمادات باردة لمدة 20 دقيقة| يوميًا ثم بعدها بيومين يتم عمل كمادات ساخنة.
الوقاية
ليس هناك وقاية من الإصابة بعرق النسا ولكن يمكن اتباع نمط حياتي متوازن للحد من الوصول إلى مضاعفات أو تفاقم الحالة بعدة خطوات بما في ذلك ما يلي:
- ممارسة الرياضة كلٍ على حسب قدرته للتخفيف من تيبس وتشنج العضلات وأيضًا للتقليل من الزيادة في الوزن والذي يشكل ثقلًا على الساق.
- الحفاظ على وضعية سليمة أثناء الوقوف والجلوس ولا يكون ذلك لفترات طويلة.
- استخدام الجسم بصورة صحيحة للحركات المختلفة أثناء أداء الحياة اليومية أو أثناء أداء العمل مع تجنب الأعمال الشاقة كرفع الأثقال مثلًا.
عرق النسا والحمل
التغيرات التي يمر بها جسم الحامل من زيادة الوزن والتغييرات الهرمونية قد تؤدي إلى ظهور عرق النسا عند الحامل.
عرق النساء الكاذب
وهو عبارة عن ضغط المناطق المحيطية من العصب الوركي بسبب التوتر أو الشد العضلي الذي ينشأ داخل عضلات تسمى الألوية وهي عضلات كبيرة جدًا توجد في منطقة الأرداف والفخذين تضغط على الفقرات والغضاريف وتعطي آلاما مشابهة لعرق النسا.
هل عرق النسا هو نفسه الإنزلاق الغضروفي؟
- عرق النسا هو ألم في العصب الوركي بسبب الضغط عليه ويسبب الشعور بألم أسفل الظهر وفي الساق، وينشأ ذلك بسبب الإنزلاق الغضروفي وهو عبارة عن خروج السائل الهلامي الموجود بين أقراص الفقرات مما يسبب ضغطًا على الأعصاب والذي يؤدي إلى الإصابة بعرق النسا.
ختامًا… لابد من الاهتمام بصحة الجسم عند الإصابة بعرق النسا حتى لا يدخل الجسم في مضاعفات قد تسوء الحالة أكثر أو تسبب آلاما شديدة لا يمكن ممارسة الحياة معها.
