تعد الغدة الدرقية من الغدد الهامة في جسم الإنسان، على الرغم من صغر حجمها، فهي غدة صغيرة في قاعدة العنق، توجد مباشرة أمام القصبة الهوائية، تفرز هذه الغدة هرمونات تتحكم في كثير من وظائف الجسم، حيث تساعد في الحفاظ على درجة الحرارة ومعدل ضربات القلب والتمثيل الغذائي في نطاق آمن، كما أنها ضرورية أيضًا لصحة العظام والدماغ والأمعاء والعضلات، لكن في بعض الأحيان تتضخم الغدة الدرقية أو لا تعمل بشكل صحيح، وتحتاج إلى استئصال، ولكن الطبيب هو الذي يحدد متى يجب استئصال الغدة الدرقية.
استئصال الغدة الدرقية هي عملية جراحية يُزيل فيها الجراح جزء من الغدة أو الغدة بأكملها، يوجد عدة أنواع مختلفة من استئصال الغدة الدرقية.
لذلك، سنوضح في هذا المقال، متى يجب استئصال الغدة الدرقية وما هي أنواع عملية الاستئصال وماذا يحدث عند إزالة الغدة الدرقية، وما هي المضاعفات المحتملة بعد الجراحة وما هي المدة التي يحتاجها الشخص التعافي من الجراحة، وهل يوجد بدائل الجراحة أم لا.
متى يجب استئصال الغدة الدرقية؟
قد يكون استئصال الغدة الدرقية أمراً ضرورياً لعدد من الأسباب، بما في ذلك ما يلي:
- عقيدات الغدة الدرقية
تعد كتل صلبة أو مملوءة بالسوائل في الغدة الدرقية، وهي شائعة جدًا وعادة ما تكون غير سرطانية.
وقد يزداد احتمالية الإصابة بعقيدات الغدة الدرقية مع التقدم في العمر.
- تضخم الغدة الدرقية
حيث يمكن أن تصبح الغدة كبيرة لدرجة أن الشخص قد يعاني من صعوبة في التنفس أو البلع.
ومع تضخم الغدة الدرقية، قد تكون مستويات هرمون الغدة الدرقية غير طبيعية وقد لا تكون كذلك.
- سرطان الغدة الدرقية
يحدث سرطان الغدة الدرقية عندما يخرج نمو خلايا الغدة الدرقية عن السيطرة.
قد يكون هناك انتفاخ في العقد الليمفاوية أو صوت أجش أو صعوبة في البلع، أو لا توجد أعراض على الإطلاق.
عموماً، يعتمد العلاج على نوع السرطان ومدى تقدمه.
- فرط نشاط الغدة الدرقية
يحدث هذا عندما تفرز الغدة الدرقية الكثير من هرمون الغدة الدرقية، وقد تلاحظ فقدان الوزن أو تسارع معدل ضربات القلب أو التعرق أو القلق.
قد يحتاج المريض إلى جراحة اعتمادًا على سبب فرط نشاط الغدة الدرقية.
ما هي الأنواع المختلفة لعملية استئصال الغدة؟
وبعد أن تعرفنا متى يجب استئصال الغدة الدرقية، سنتعرف على أنواع جراحات الاستئصال.
حيث يوجد إجراءات جراحية مختلفة لازالة الغدة الدرقية، وقد يقرر الجراح النوع المناسب بناءً على حالة المريض الصحية.
وقد تشمل أنواع الجراحة ما يلي:
- خزعة الغدة الدرقية المفتوحة
تتضمن هذه الجراحة عمل قطع صغير في الرقبة وإزالة جزء من الغدة الدرقية.
لا تعد الخزعات المفتوحة شائعة نظرًا لوجود خيارات أقل توغلًا.
- استئصال جزء من فص الغدة الدرقية
يقوم الجراح بإزالة النصف الأيمن أو الأيسر من الغدة الدرقية بالكامل
ويعد هذا الإجراء شائع بالنسبة للسرطانات الصغيرة أو العقيدات الموجودة على جانب واحد فقط (الفص) من الغدة الدرقية.
- استئصال البرزخ
البرزخ هو قطعة صغيرة من الأنسجة تربط الجانبين الأيمن والأيسر من الغدة الدرقية.
إذا كان هناك ورم صغير أو عقدة في البرزخ، يمكن للجراح إزالة هذه القطعة.
مع العلم أن أن هذا الإجراء يترك فصوص الغدة الدرقية في مكانهما ويعملان كالمعتاد.
- الاستئصال الكلي أو شبه الكامل للغدة الدرقية
هذه عملية جراحية أكثر تعقيدًا تزيل معظم أو كل الغدة الدرقية.
تعد هذه العملية علاج للسرطانات الكبيرة أو الشديدة وأحيانًا تضخم الغدة الدرقية أو فرط نشاط الغدة الدرقية.
ماذا يحدث عند إزالة الغدة الدرقية؟
بعد أن تعرفنا على متى يجب استئصال الغدة الدرقية وما هي أنواع جراحات الاستئصال، سنتعرف على الأعراض التي قد تظهر بعض العملية.
عندما يستأصل الغدة الدرقية بالكامل أو معظمها، فلن تعد تنتج كميات طبيعية من هرمون الغدة الدرقية.
إذا لم تستبدل هذه الهرمونات، فسوف تظهر أعراض قصور الغدة الدرقية (خمول الغدة الدرقية)، التي قد تشمل ما يلي:
- زيادة الوزن
- عدم تحمل البرد
- جفاف الجلد
- إمساك
- دورة شهرية غير منتظمة
- آلام في العضلات
- اكتئاب
عادة، ما تختفي هذه الأعراض مع استبدال هرمون الغدة الدرقية، وفي حالة إزالة جزء أصغر من الغدة الدرقية، فهناك احتمال بنسبة 80٪ أن المريض لن يحتاج إلى أي دواء للغدة الدرقية.
ما هي المضاعفات الأكثر شيوعًا لاستئصال الغدة؟
يعد استئصال الغدة إجراءً آمنًا للغاية عندما يقوم به جراح مدرب جيدًا.
من المرجح أن يعاني المريض من مشاكل إذا كان الورم أو تضخم الغدة الدرقية كبيرًا جدًا أو إذا كان قد أجرى جراحة الغدة الدرقية من قبل.
لذا، سنتعرف على مضاعفات استئصال الغدة بعد أن تعرفنا على متى يجب استئصال الغدة الدرقية وأنواع الغدة الدرقية وماذا يحدث عند إزالة الغدة الدرقية.
تتضمن بعض المضاعفات الأكثر شيوعًا ما يلي:
- النزيف: قد يحدث النزيف مع أي عملية جراحية، لكن النزيف في الرقبة يمكن أن يسد القصبة الهوائية، ويؤدي إلى مشاكل في التنفس.
- بحة في الصوت: يمكن أن يحدث تلف في أعصاب صندوق الصوت أثناء الجراحة، وفي بعض الأحيان تكون البحة دائمة.
- صعوبة التنفس: يمكن أن يسبب النزيف الشديد أو تلف الأعصاب صعوبة شديدة في التنفس.
- تلف الغدد الجار درقية: ترتبط هذه الغدد الصغيرة بالغدة الدرقية وتساعد في تنظيم مستويات الكالسيوم، وإذا تعرضت للتلف، يمكن أن يكون هناك انخفاض في الكالسيوم في الدم، ويمكن أن يسبب هذا وخزًا أو تشنجات عضلية أو نوبات.
كم من الوقت يستغرق التعافي من استئصال الغدة الدرقية؟
عادة، ما يتعافى الشخص من استئصال الغدة سريعًا.
من المحتمل أن يوصي الجراح بالراحة لمدة يوم إلى يومين لتقليل خطر النزيف، حيث يمكن لمعظم الناس القيام بأنشطة خفيفة في اليوم التالي للجراحة.
عموماً، يجب أن يكون الشخص قادرًا على استئناف الأنشطة الكاملة في غضون أسبوعين.
في حالة إزالة معظم أو كل الغدة الدرقية، فمن المحتمل أن يعاني الشخص من قصور الغدة الدرقية.
يعني ذلك أن هناك انخفاض في نسبة هرمون الغدة الدرقية في الجسم، ويحتاج الشخص إلى إجراء اختبارات الدم بشكل منتظم للتأكد من بقاء مستوى هرمون الغدة الدرقية في نطاق صحي.
إذا كان هناك انخفاض في مستوى هرمون الغدة الدرقية، فقد يوصي الطبيب بتناول دواء، مثل ليفوثيروكسين، لتحل محل هرمون الغدة الدرقية.
هل توجد بدائل لعملية استئصال الغدة الدرقية؟
يحدد الطبيب وحده متى يجب استئصال الغدة الدرقية، حيث يعد استئصال الغدة الدرقية هو العلاج الأفضل في حالة الإصابة بسرطان الغدة.
إذا لم يكن هناك احتمال للإصابة بالسرطان، فهناك بعض البدائل لاستئصال الغدة.
كما أنه ليس من الضروري إزالة العقيدات البسيطة أو تضخم الغدة الدرقية التي لا تسبب أعراضًا.
إذا لم تكن هناك مشكلة في التنفس أو البلع، فقد يراقب الطبيب الغدة بمرور الوقت.
حيث يمكن لليود المشع أن يعالج تضخم الغدة الدرقية الذي يسبب مشاكل في بعض الأحيان.
يمكن أن يساعد ذلك في تقليل الحجم وعلاج فرط نشاط الغدة الدرقية.
عموماً، إذا اختار الطبيب عدم إزالة الغدة الدرقية، فإن العقيدات وتضخم الغدة الدرقية تحتاج إلى مراقبة منتظمة، للتأكد من أنها لا تزال خالية من السرطان.
