أخطر مراحل سرطان الكبد.. متى يكون سرطان الكبد خطيرا؟

يُعد سرطان الكبد واحدًا من أكثر أنواع السرطانات خطورة وتهديدًا للحياة في العالم، إذ يتم تشخيص آلاف الحالات سنويًا ويتسبب في وفيات مرتفعة، ويُعد الكبد أحد أهم الأعضاء في جسم الإنسان، حيث يقوم بوظائف حيوية مثل تنقية السموم وتخزين الطاقة وإنتاج الصفراء، ومع ذلك إذا لم يتم تشخيص هذا الورم مبكرًا فسوف يتطور تدريجيًا ويمر بمراحل مختلفة، إلى أن يصل إلى أخطر مراحل سرطان الكبد، فما هي هذه المرحلة وأعراضها وكيفية علاجها؟ هذا ما سوف نتعرف عليه في السطور القادمة. 

أخطر مراحل سرطان الكبد

تعد المرحلة الرابعة هي أخطر مراحل سرطان الكبد، إذ تنتشر الخلايا السرطانية في هذه المرحلة إلى خلايا مجاورة للكبد تشمل خلايا الغدد الليمفاوية أو خلايا الأعضاء الأخرى أو كليهما معًا، وتنقسم المرحلة الرابعة من سرطان الكبد بغض النظر عن حجم وعدد أورام الكبد إلى قسمين هما:

• المرحلة الرابعة A

يكون الورم منتشرًا إلى الغدد الليمفاوية المجاورة، ولكنه غير منتشر إلى أعضاء الجسم الأخرى.

• المرحلة الرابعة B

يكون المرض منتشرًا إلى أعضاء أخرى في الجسم، بما في ذلك الرئة أو العظام وفي بعض الحالات يمكن أن يتواجد في الغدد الليمفاوية أيضًا.

أعراض سرطان الكبد المتأخرة

تظهر أعراض سرطان الكبد في معظم حالات سرطان الكبد المتقدمة، لذلك فإن المريض في أخطر مراحل سرطان الكبد هذه يمكن أن يعاني من مجموعة كبيرة من الأعراض بما في ذلك:

الشعور بالتعب وفقدان الوزن غير المبرر 

دائمًا ما يشعر المريض بسرطان الكبد وخصوصًا في المرحلة المتأخرة من سرطان الكبد بالتعب والإرهاق، وبالإضافة إلى ذلك يؤدي ضعف الجسم أيضًا إلى فقدان الوزن بسرعة عند الأشخاص المصابين بسرطان الكبد في مراحله المتقدمة وعادة ما يخسر المريض حوالي 5-6 كجم خلال شهر واحد، ويفقد بعض الأشخاص الوزن بشكل أسرع.

اضطرابات الجهاز الهضمي 

عندما تتراجع وظائف الكبد، فإن الجسم وخصوصًا الجهاز الهضمي سوف تقل وظيفته، وغالبًا ما يحدث اضطراب في الجهاز الهضمي والإصابة بأمراض مرتبطة بالجهاز الهضمي، بما في ذلك الإمساك والإسهال وآلام البطن الشديدة المتكررة، كما يمكن الشعور بالامتلاء والانتفاخ والغازات على الرغم من تناول القليل من الطعام أو تناول القليل منه، فعند الإصابة بسرطان الكبد في مراحلة المتقدمة، غالبًا ما يريد المريض التبرز عدة مرات في اليوم ويكون البراز متكسرًا ويحتوي على الكثير من المخاط.

أقرأ أيضًا: هل البراز الأخضر من علامات الإصابة بالسرطان؟

تضخم الكبد

يحدث عندما يشعر مرضى سرطان الكبد بوجود ورم وانتفاخ في مكان الكبد في الناحية اليمنى من الجسم، وتعد هذه الأورام إشارة مهمة إلى أن الكبد قد تعرض لأضرار بالغة، ويمكن للمرضى بسهولة أن يشعروا بوجود كتل ذات أحجام مختلفة على سطح البطن العلوي. 

الألم المستمر

يعاني مريض سرطان الكبد من آلام مستمرة في البطن نتيجة تلف الكبد الموجود بالقرب من المعدة، ويمكن التخلص من هذا الألم أو تخفيفه باستخدام مسكنات الألم بتركيزات عالية، وهذا ما سوف يُضعف وظيفة الكبد بشكل أكبر.

قد يهمك: احذر الإفراط في تناول المسكنات… أضرار المسكنات الخطيرة. 

الاستسقاء (تراكم السوائل في الجسم)

عندما يكون سرطان الكبد في مرحلته النهائية، فإن المريض يعاني من وذمة في الطرف السفلي وتضخم في البطن؛ والسبب هو أنه في المرحلة المتأخرة، ينتج سرطان الكبد سائلًا في تجويف البطن، ما يؤدي إلى انتفاخ البطن ولذلك يشعر المريض بعدم الراحة.

اليرقان 

اليرقان هو أحد المظاهر المميزة لأخطر مراحل سرطان الكبد، وهو عبارة عن اصفرار الجلد وبياض العينين والأغشية المخاطية، فعندما ينتقل سرطان الكبد إلى المرحلة النهائية، تنمو أورام الكبد بشكل أكبر ما يضغط على الكبد، ويؤدي هذا الضغط إلى زيادة الانسداد بين الكبد والقنوات الصفراوية، لذلك تظهر أعراض اليرقان أو اصفرار العين.

قد يهمك: دهون الكبد المرض الصامت. 

يحدث اليرقان في حوالي 85% من مرضى سرطان الكبد المصابين بأورام القناة الصفراوية، ويتسبب سرطان الكبد في المرحلة النهائية في استقلاب المواد، وتقليل عملية استقلاب الصفراء، وزيادة مستويات البيليروبين، وبالتالي فإن المرضى الذين يعانون من سرطان الكبد المتقدم غالبًا ما يصابون باليرقان، والبول الداكن، والحكة في الجلد نتيجة تراكم البيليروبين.

بالإضافة إلى الأعراض السابقة فإن أورام الكبد تبدأ بإفراز الهرمونات ما يؤدي إلى ما يلي:

• تثدي الرجال وانكماش في الخصيتين.
• ارتفاع عدد كريات الدم الحمراء.
• زيادة مستوى الكولسترول في الدم.
• ارتفاع مستوى الكالسيوم الذي يؤدي إلى التعب والإمساك وضعف العضلات.
• انخفاض مزمن في مستوى السكر في الدم ما يؤدي إلى التعب الشديد والإغماء أحيانًا.

هل يشفي مريض سرطان الكبد؟

تعتمد نسبة الشفاء والتعافي من مرض سرطان الكبد على درجة انتشاره، والتدابير والطرق المستخدمة في علاجه، كما يمكن أن يُشفى مريض سرطان الكبد تمامًا إن تم اكتشافه في مراحله المبكرة وخضع للعلاج المناسب حينها، لذلك يجب إجراء الفحوصات الدورية للكشف المبكر عن سرطان الكبد.

هل يمكن علاج أخطر مراحل سرطان الكبد؟

لا يمكن علاج سرطان الكبد في المرحلة الرابعة، ولكن يهدف استخدام العلاجات في هذه المرحلة من سرطان الكبد إلى تخفيف الأعراض وتحسين حياة المريض قدر الإمكان ومحاولة السيطرة على حجم الأورام والحد من انتشارها بشكل أكبر، وغالبًا ما يعتمد الأطباء الخيارات العلاجية التالية:

العلاج المناعي

قد يكون العلاج المناعي الذي يعتمد على تحفيز وتنشيط جهاز المناعة الذاتي في الجسم على مهاجمة الخلايا السرطانية أحد خيارات العلاج في هذه المرحلة، وتتضمن أمثلة الأدوية التي يمكن استخدامها في العلاج المناعي ما يلي:

• أتيزوليزوماب (Atezolizumab).
• بيفاسيزوماب (Bevacizumab).

قد يهمك: مشروبات لتقوية المناعة.. ما هي الفاكهة التي تقوي المناعة؟

العلاج الموجه (المستهدف)

يعمل هذا النوع من العلاجات على استهداف بعض الإنزيمات أو البروتينات المسؤولة عن نمو ونشاط الخلايا السرطانية الموجودة على الكبد. وتتضمن ما يلي:

• سورافينيب (Sorafenib).
• راموسيروماب (Ramucirumab).
• اللينفاتينيب (Lenvatinib).

إذا كانت هذه الأدوية غير فعالة، فإن أدوية العلاج المستهدفة الأخرى التي قد يوصى بها الطبيب المختص هي:

• كابوزانتينيب. 
• ريجورافينيب. 
• راموسيروماب. 

العلاج التلطيفي

وهي عبارة عن العلاجات التي تساعد في تخفيف أعراض المرض. بما في ذلك تخفيف الآلام، والغثيان والقيء وأحيانًا يعد العلاج الإشعاعي في هذه المرحلة من خيارات العلاج التلطيفي أيضًا. 

وفي الختام. سرطان الكبد هو واحد من أخطر أنواع السرطانات التي تهدد صحة الإنسان، وتعد المرحلة الرابعة أخطر مراحل سرطان الكبد. إذ تتميز بانتشار الخلايا السرطانية في مناطق متعددة من الكبد وأجزاء أخرى من الجسم. وتكون الأورام السرطانية في هذه المرحلة كبيرة الحجم وتشكل تحديًا كبيرًا للعلاج. كما يمكن أن يؤدي انتشار السرطان إلى تلف وانهيار وظائف الأعضاء الحيوية الأخرى. مثل الرئتين والعظام والدماغ، ما يزيد من خطورة المرض بشكل كبير.