إعلان رئيسي
قاموس الأمراض الطبية

ما هي أسباب الصرع؟

ماهي أسباب مرض الصرع؟

الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى، وأكثر ما يُعكر صفو الحياة هو اعتلال الصحة وعدم القدرة على ممارسة الحياة بشكل طبيعي، خاصةً إذا كان هذا الاعتلال يُؤثر على الدماغ والجهاز العصبي، وقد يكون هذا الاعتلال واضح الدلائل أو صعب التمييز كمرض الصرع، فالصرع من الأمراض التي كانت تحيط الناس بهالة من الوهم والخوف منذ القدم، ووصف المريض بالعته والجنون، بل ورُبطت في كثير من الأحيان بالمس والسحر، ومما لا شك فيه أن ذلك له بالغ الأثرعلى حياة المريض والمحيطين به، معًا لنتعرف على ماهية مرض الصرع؟ وماهي أسباب الصرع؟ وسبل العلاج.

ما هو مرض الصرع؟

هو حالة تنشأ من اضطراب في نقل الإشارات العصبية تصيب المخ والجهاز العصبي، وتظهر على هيئة تشنجات جزئية أو كلية على شكل نوبات، تصيب جميع الأعمار والأجناس ولكنها تكثر عند الأطفال قبل مرحلة البلوغ، وعندما يحدث للمريض نوبتين أو أكثر من غير سبب معروف تشخص هذه الحالة بأنها صرع، ولهذا المرض عدة أسباب سوف نتطرق إليها في الفقرة التالية.

أسباب مرض الصرع

للصرع مسببات عدة أوضحها الدكتور بما في ذلك ما يلي: 

  • الوراثة( جينية).
  • نقص بعض الفيتامينات والمعادن: مثل، الكالسيوم والمغنيسيوم وفيتامين د.
  • معلومة السبب مثل: حدوث جلطة في المخ أو نزيف.
  • صدمة في الرأس.
  • أورام المخ.
  • سكتة دماغية.
  • التهاب السحايا.
  • حدوث نقص في الأكسجين أثناء الولادة.
  •  غير معلومة السبب ( قد يكون خلل في الخلية).

أعراض مرض الصرع 

يعتمد ظهور علامات الصرع على نوع النوبة، وبعد معرفة أسباب الصرع لابد من ملاحظة العلامات التي تدل عليه، وهناك عدة علامات معروفة بما في ذلك ما يلي:

  • حركات سريعة لا إرادية للأطراف.
  • تيبس العضلات.
  • فقدان الوعي .
  • مشاكل أو صعوبات في التنفس.
  • عدم القدرة على التحكم في المثانة والمعدة.
  • السقوط المفاجىء بدون سبب.
  • عدم الاستجابة لما حوله من الضوضاء والكلام.
  • حركات لا إرادية للرأس والعين كالتحديق بالفراغ أو الجز على الأسنان.
  • ازرقاق للشفاه وصعوبة في التنفس أثناء النوبة، وبعد انتهائها يشعر المريض بالتعب والنعاس.

أنواع مرض الصرع 

للصرع أنواع كثيرة وذلك على حسب الجزء المصاب من المخ، وحجمه، والعلامات المصاحبة لكل نوع، وبعد معرفة أسباب مرض الصرع، هناك نوعين رئيسيين له بما في ذلك ما يلي:

  • نوبة جزئية (FOCAL)

 وتكون في جانب واحد من المخ سواءً نقطة واحدة أو أكثر، وهنا لا يفقد المريض وعيه، وهي إما بسيطة ويكون الاضطراب في الجزء البصري والحسي، أو معقدة تظهر في جزء الذاكرة والعاطفة .

  • نوبة معممة أو كلية (GENERALIZED)

وتحدث في كلا جانبي المخ وفيها يفقد المريض وعيه، وهي عدة أنواع بما في ذلك ما يلي:

  • المصحوبة بغيبة (absence/petit mal)

وهنا يحدث تغير في الوعي وحركة العينين، ولا تستغرق النوبة أكثر من 30 ثانية ويُمكن أن تحدث عدة مرات يوميًا.

  • الارتخائية (atonic/drop attack)

ويحدث فيها فقدان  السيطرة على حركة العضلات وقد يؤدي إلى السقوط وإصابة الرأس.

  • الرمعية -المعممة (GTC/grand mal)

وهنا تكون على عدة مراحل تبدأ بإنثناء جسم المريض واهتزازه، يعقبه انبساط للعضلات مع حدوث تشوش في النظر والكلام، وبعد انتهاء النوبة يشعر المريض بعدها بالتعب ويغلب عليه النعاس.

  • الرمع العضلي (myclonic)

وهي حركات سريعة للعضلات وتتكرر في اليوم عدة مرات.

تشخيص مرض الصرع 

يبدأ الطبيب بالسؤال عن علامات الصرع عند المريض، وتاريخ العائلة، وهل حدث له عدوى أو حمى سابقًا، إصابة في الرأس، مشاكل أثناء الولادة، وماهي الأدوية التي تناولها مؤخرًا وذلك لتحديد أسباب الصرع وتشخيص العلاج بدقة.

بعدها يقوم الطبيب بعمل بعض الفحوصات اللازمة بما في ذلك ما يلي:

كفحص الأعصاب، فحص الدم، فحص البول، عمل أشعة على المخ (MRI الرنين المغناطيسي/أو CT scan الأشعة المقطعية/أو EEG لقياس كهرباء المخ).

علاج مرض الصرع

قد يكون العلاج بسيطًا في المراحل الأولى وقد يستغرق وقتًا طويلًا ولكن يجب معرفة ما يلي:

  • يكمن الهدف من العلاج في ضبط وإيقاف وتقليل عدد النوبات.
  • لابد للطبيب من تحديد نوع النوبة وعمر المريض والآثار الجانبية للدواء والسعر، و سهولة الإستخدام.
  • أغلب أدوية علاج الصرع  تكون فموية وبعضها يكون عن طريق الشرج أو الأنف.
  • لابد من الالتزام في إعطاء المريض الدواء في وقته وعدم التوقف عن إعطائه إلا باستشارة الطبيب لأن ذلك قد يُسوء من حالة المريض.
  • جميع أدوية الصرع لها آثار جانبية ونوعية الدواء هو ما يحدده الطبيب لموازنة المنافع والمخاطر.
  • لابد من إجراء فحوصات دورية بعد أخذ الدواء لمعرفة مدى فعالية الدواء في تحسن حالة المريض.
  • عند عدم جدوى استخدام الأدوية لعلاج الصرع يلجأ الطبيب إلى التحفيز العصبي عن طريق إعطاء نبضات صغيرة للمخ من العصب المبهم وهو عصب كبير في العنق، وذلك للأطفال من عمر 12 سنة فأكثر ممن يعانون من التشنجات الجزئية ولم يظهروا أي استجابة للدواء، ولكن بالرغم من فعاليتها في تقليل النوبات وحدتها إلا إنها تؤثر على الأحبال الصوتية للطفل.
  • وفي النهاية قد يضطر الطبيب إلى التدخل الجراحي الدقيق في حالة إذا كان الجزء المصاب في جانب واحد من المخ وفي بؤرة معينة. 

أسباب تزيد من حدوث نوبات مرض الصرع وكيفية التغلب عليها

هناك عدة أسباب تزيد من نوبات الصرع بما في ذلك ما يلي:

  • قلة النوم 

وهي من أهم الأسباب التي تسوء من حالة المريض، لذا لابد للمريض  أخذ قسطًا كافيًا من النوم.

  • سوء التغذية أو النظام الغذائي كثيرالكربوهيدرات

لما له من أثر سيء في زيادة حدة النوبة، ولذلك ينصح بإتباع (النظام الكيتوني) وهو نظام غني بالدهون قليل الكربوهيدرات وهو بمثابة طاقة محفزة لعمل المخ.

  • يجب الابتعاد عن بعض المشروبات التي قد تزيد من حدة النوبات كالمشروبات التي تحتوي على الكافيين.
  • التقليل من التعرض للحرارة، والضوء العالي، والضوضاء، والضغط العصبي، وكذلك الأجهزة الإلكترونية.

كيف يمكن التعامل مع المريض بمرض الصرع؟

في حالة إذا كان المريض طفلًا يجب مراعاة ما يلي:

  • يتجسد دور الأم في توعية طفلها إذا كان في سن يسمح بالحديث معه فيفضل إعلامه بطبيعة حالته، وأن أي شخص مُعرض للإصابة بالصرع في أي فترة من فترات حياته.
  • توضيح للطفل أن هذا المرض ليس إعاقة ذهنية أو نفسية وأنه غيرمُعدٍ، بل يعرف هذا المرض ب (مرض العظماء) لإصابة الكثير من العظماء به كأمثال ألفريد نوبل، وسقراط وغيرهم وكيف استطاعوا أن يسيروا قدمًا في مسيرة حياتهم، وتحقيق العديد من الإنجازات ولم يُثنهم المرض عن ذلك. 
  • وفي معظم الحالات لا يُؤثر هذا المرض على قدرة الطفل على التعلم، ولكن قد يحتاج إلى قسط أكبر من الوقت والدعم مقارنةً بزملائه.
  • ومن هنا لابد من إعلام المدرسة بحالة الطفل وتعلُم كيفية التصرف مع الطفل أثناء النوبات، وماهي الأدوية التي يتناولها بالجرعات الصحيحة والأوقات بعينها.
  • لا مانع من إعطاء الطفل التطعيمات اللازمة لحمايته من الأمراض المعدية، ويمكنها التواصل مع الطبيب المشرف على حالة طفلها.

على جميع المخالطين للمريض معرفة كيفية التعامل مع المريض عند حدوث النوبة بما في ذلك ما يلي:

  • جعل المريض في وضع الاستلقاء على جانب واحد لتفادي خطر السقوط وإصابة الرأس.
  • إبعاده عن أي مسبب للضرر أو أي آلة حادة حتى لا يؤذي نفسه.
  • عدم وضع أي شيء في فم المريض وعدم الإمساك بلسانه.
  • طلب المساعدة الطبية في حالة استمرار النوبة أكثر من خمس دقائق.

وأخيرًا……وبعد أن تعرفنا على أسباب مرض الصرع، يمكن للمريض بالصرع ممارسة حياة طبيعية من غير فوارق بينه وبين الأصحاء إذا التزم بأخذ الأدوية بجرعاتها وأوقاتها الصحيحة، وإذا كان المجتمع حوله على دراية كاملة بكيفية التعامل مع هذه الحالات الخاصة، وعدم التقليل من شأنهم، واعتبار أنهم فئة من فئات المجتمع يحق لها العيش حياة كريمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!