النسيان هو جزء طبيعي من الحياة، ومن الشائع أن يزداد النسيان مع التقدم في العمر، ومع ذلك يمكن أن يكون الأمر مخيفًا ويسبب لك قلقًا بشأن الإصابة بمرض الزهايمر، وهو حالة عصبية تقدمية مرتبطة بفقدان الذاكرة، ولكن اطمئن الكثير من الأشخاص يزدادون نسيانًا بمرور الوقت ولا يصابون بمرض الزهايمر، فما هي أعراض واسباب النسيان، وكيفية العلاج؟ هذا ما سوف نتعرف عليه في السطور القادمة.
أعراض النسيان
يمكن أن تظهر مشاكل الذاكرة أو التفكير أو الانتباه على شكل النسيان، وهناك بعض العلامات التي تشير إلى احتمالية وجود مشكلة، بما في ذلك ما يلي:
- صعوبة في تذكر التفاصيل مثل التواريخ والأسماء.
- الارتباك (عدم معرفة مكانك).
- معالجة المعلومات الجديدة ببطء.
- صعوبة في فهم الأشياء.
- عدم القدرة على اتخاذ القرارات أو التفكير في الأمور.
- وجود صعوبات في المهام البسيطة عادةً، مثل التوصل إلى كلمة شائعة.
- انخفاض القدرة على القيام بمهام متعددة.
يمكن لأي شخص المعاناة من بعض هذه الأعراض في بعض الأحيان، ولكن عندما تبدأ في الحدوث بشكل متكرر فعليك أن تنتبه.
هناك نوعان من النسيان:
- فقدان الذاكرة قصير المدى
يتضمن ذلك هفوات في المعلومات الحديثة، مثل تعليمات مهمة وبسيطة (مثل وصفة) أو سبب دخولك إلى الغرفة، والتي يمكن أن تستمر لبضع ثوان إلى بضعة أيام.
- فقدان الذاكرة طويل الأمد
يشمل هذا النوع من فقدان الذاكرة هفوات في ذكريات الطفولة وقد يستمر لعقود.
اسباب النسيان
للنسيان عدة أسباب محتملة، بما في ذلك ما يلي:
- الشيخوخة.
- العوامل الخاصة بنمط الحياة.
- حالات طبية.
- الأدوية.
وفيما يلي سوف نذكر بالتفصيل كيف تؤثر اسباب النسيان السابقة على الذاكرة؟
كيف تزيد الشيخوخة من النسيان؟
يخضع الدماغ لتغيرات جسدية مع التقدم في السن، ويمكن لهذه التغييرات أن تؤثر على ذاكرتك، بما في ذلك:
- تدهور الحُصين (منطقة في الدماغ تشارك في تكوين واسترجاع الذكريات)
- انخفاض الهرمونات والبروتينات التي تحمي خلايا الدماغ وتصلحها وتحفز نموها.
- انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ، مما قد يسبب ضعفًا في الإدراك والذاكرة.
- فقدان المادة الرمادية (أنسجة المخ).
يمكن أن تؤثر هذه التغييرات على وظيفتك الإدراكية بعدة طرق، بما في ذلك التسبب في النسيان، وتتضمن أعراض النسيان الطبيعي المرتبط بالعمر حدوث ما يلي:
- أحيانًا تنسى المكان الذي تركت فيه الأشياء الشائعة (الهاتف، المفاتيح، النظارات، إلخ.)
- نسيان اسم شخص ما أو مناداته باسم شخص آخر.
- نسيان المواعيد في بعض الأحيان.
- دخول الغرفة ونسيان سبب دخولك إلى هناك.
- يصبح من السهل تشتيت انتباهه.
- نسيان ما قرأته للتو أو سمعته يقوله شخص ما.
- الشعور بوجود معلومة “على طرف لسانك” ولكنك غير قادر على استرجاعها.
- أخذ وقت أطول لتعلم أشياء جديدة
كيف تؤثر عوامل نمط الحياة على النسيان؟
يمكن أن تتسبب جوانب الحياة المختلفة في حدوث النسيان عن طريق ما يلي:
- النوم غير الكافي
تشير الدراسات إلى أن النوم لمدة متوسطها سبع ساعات يوميًا قد يساعد في الحفاظ على ذاكرة صحية في وقت لاحق من الحياة، إذ أنه يسبب قلة ساعات النوم أو الحصول على ساعات طويلة من النوم غير المريح الشعور بالإرهاق الذي يمكن أن يؤدي إلى خلل في العمليات الإدراكية.
أقرأ أيضًا: توقف التنفس أثناء النوم.
- المشكلات النفسية
هي أحد اسباب النسيان وعدم التركيز، إذ إن التعرض للتوتر الحاد قصير المدى قد يسبب مشاكل في الذاكرة اللحظية، بينما يمكن أن يسبب التعرض للتوتر طويل الأمد إلى الخرف؛ لأن التوتر يسبب تراجعًا في القدرة على تكوين الذكريات الجديدة والقدرة على استرجاع الذكريات القديمة، كما أن الاكتئاب قد يسبب ضعف التركيز.
- سوء التغذية
تشير الدراسات إلى أن الأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من الكوليسترول والدهون يمكن أن تسبب ضررًا يشبه مرض الزهايمر للدماغ، وقد وجد أن النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط الذي يتضمن العديد من حصص الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات والمكسرات والبذور والفاصوليا وزيت الزيتون البكر قد تم ربطه بانخفاض معدلات الإصابة بالخرف.
- تعاطي الكحول بكثرة
يمكن أن يؤدي الكحول إلى تقليص الحصين، وهي منطقة مهمة جدًا للذاكرة، مما يؤثر على الذاكرة قصيرة المدى وطويلة المدى.
الحالات الطبية التي يمكن أن تسبب النسيان
يمكن أن تتسبب مجموعة واسعة من الحالات الطبية في حدوث النسيان والتغيرات المعرفية الأخرى، وتتضمن هذه الحالات ما يلي:
- مرض الزهايمر
السبب الأكثر شيوعًا للنسيان، ويستهدف مرض الزهايمر مناطق الدماغ التي تتحكم في التفكير والذاكرة واللغة.
- مرض باركنسون
مرض باركنسون هو اضطراب حركي عصبي قد يتطور في النهاية ليشمل النسيان.
- أورام المخ
قد تسبب الأورام النسيان ومشاكل في التفكير والتركيز والمهارات اللغوية.
- جلطات الدم في الدماغ
تمنع الجلطات تدفق الدم إلى أنسجة المخ، مما قد يؤدي إلى ضعف إدراكي يُعرف باسم الخرف الوعائي.
- التهابات الدماغ
يمكن أن تؤدي العدوى مثل فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، والزهري إلى تلف الدماغ، مما يسبب النسيان، وخاصة فقدان الذاكرة على المدى القصير.
- اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
تعاني مراكز الذاكرة في دماغ الأشخاص الذين يعانون من حالة اضطراب الحركة ونقص الانتباه من عجز في كيفية تخزين واسترجاع الذكريات، مما يؤدي إلى النسيان.
- الارتجاج/صدمات الرأس
غالبًا ما تسبب الضربات على الرأس النسيان، وغالبًا ما تنطوي على عدم القدرة على تذكر الأحداث المحيطة بالإصابة.
- بعض أمراض المناعة الذاتية
يمكن أن يسبب مرض الذئبة وأمراض المناعة الذاتية الأخرى النسيان ومشاكل معرفية أخرى.
- قصور الغدة الدرقية
هي أحد اسباب النسيان إذ يؤدي انخفاض نشاط الغدة الدرقية إلى تغيير استقلاب الطاقة في الدماغ، مما يؤدي إلى خلل إدراكي، بما في ذلك النسيان.
قد يهمك: أعراض الغدة الدرقية في حالة فرط نشاطها وقصورها.
ما هي الأدوية التي يمكن أن تسبب النسيان؟
يمكن لبعض الأدوية الموصوفة طبيًا أن تسبب النسيان، وخصوصًا الأدوية التي تؤثر على وظائف أو كيمياء المخ أو كيمياء، ومن الأدوية التي قد تؤدي إلى النسيان ما يلي:
- مضادات الاكتئاب: بما في ذلك الباروكستين، وأميتريبتيلين، وديسيبرامين، ونورتريبتيلين.
- ناهض H2 / مضاد للحموضة: سيميتيدين.
- مضادات الكولين / مضادات التشنج: أوكسي بوتينين، وتولتيرودين.
- أدوية البرد والحساسية: برومفينيرامين، وكلورفينيرامين، وديفينهيدرامين.
- أدوية العلاج الكيميائي: سيكلوفوسفاميد، فلورويوراسيل، ميثوتريكسات.
قد يهمك: اركاليون فورت لتخفيف التعب والإرهاق وتحسين الذاكرة.
كيفية علاج النسيان
يعتمد علاج النسيان الصحيح على سببه، لذلك يمكن أن تتضمن طرق علاج اسباب النسيان ما يلي:
- تحسين النظام الغذائي واللياقة البدنية بشكل عام.
- تقليل التوتر أو التحكم فيه بشكل أفضل.
- تنظيم النوم أو وصف أدوات مساعدة على النوم.
- تغيير الأدوية التي تسبب مشاكل في الذاكرة.
- تناول المكملات الغذائية التي تعزز صحة الدماغ، مثل أحماض أوميجا 3 الدهنية.
للحفاظ على صحة الدماغ وعمله بشكل جيد، يمكنك أيضًا تجربة ما يلي:
- الحفاظ على الروابط الاجتماعية.
- أخذ دروس أو تعلم مهارات جديدة.
- مشاهدة الأفلام الوثائقية.
- قراءة الكتب أو المقالات حول مواضيع جديدة.
- زيارة أماكن جديدة لتحفيز حواسك.
- تناول الأطعمة غير المألوفة.
- التركيز على صحة القلب حتى يحصل دماغك على إمدادات ثابتة من الدم والأكسجين.
قد يهمك: 11 أكلة تساعد في تقوية الذاكرة.
عوامل خطر النسيان
تتضمن عوامل خطر النسيان ومشاكل الذاكرة ما يلي:
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بهذه المشاكل.
- الشيخوخة.
- تاريخ إصابة في الرأس.
- تعاطي الكحول.
- الحالات الطبية المزمنة غير المعالجة.
- ضعف الرؤية أو السمع.
- مستويات عالية من التوتر النفسي.
في حالة كنت تعاني من بعض عوامل الخطر، فيجب أن تولي اهتمامًا خاصًا بالنسيان والأعراض المعرفية الأخرى.
هل توجد اختبارات لتشخيص اسباب النسيان؟
يمكن للطبيب المختص اكتشاف أسباب النسيان لديك عن طريق ما يلي:
- الأعراض التي تعاني منها.
- تاريخك الشخصي والعائلي.
- الفحص البدني.
- تحاليل الدم لمختلف الحالات.
- التقييم العصبي (بما في ذلك تقييم الكلام والحواس والمهارات المكانية وردود الفعل).
- التقييم المعرفي (اختبارات الذاكرة والانتباه والتذكر).
- تقييم نفسي عصبي (اختبارات الذاكرة والتركيز والتوجه في الزمان والمكان).
- الاختبارات النفسية (تختبر سرعة ودقة وجودة العمليات العقلية).
- تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي (MRI).
- التصوير المقطعي لفحص الدماغ.
وفي الختام، يمكننا القول إن النسيان هو ظاهرة طبيعية قد يواجهها الجميع في فترات حياتهم، وهناك العديد من اسباب النسيان بدءًا من تقدم العمر والتوتر النفسي، وصولاً إلى قلة النوم والأمراض الصحية، ويعتمد علاج النسيان على السبب سواء كان عضوي أو نفسي.
