يبدأ الحمل عند تنغرس البويضة الملقحة في بطانة الرحم، ويحفز هذا الانغراس إفراز هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية (hCG)، وهو هرمون ينتجه الجسم تدريجياً في بداية الحمل، ثم يحفز الجسم إنتاج هرمون آخر يسمى البروجسترون، ويؤدي هذان الهرمونان معًا إلى ظهور اعراض الحمل قبل الدورة الشهرية، حيث يحدث هذا الانغراس عادة قبل أيام قليلة من ميعاد الدورة الشهرية، وقد تجرى المرأة اختبار الحمل في هذه الحالة للتأكد من وجود الحمل، ولكن، في بعض الحالات، قد تظهر هذه الأعراض على الرغم من عدم وجود حمل.
لذلك، سنوضح في هذا المقال ما هي اعراض الحمل قبل الدورة الشهرية وما هي الأسباب الأخرى وراء ظهورها غير الحمل ومتى يمكن إجراء اختبار الحمل وما هي أسباب تأخر الدورة الشهرية على الرغم من عدم وجود حمل ومتى يجب استشارة الطبيب.
اقرأ أيضاً: متى تبدأ حركة الجنين
ما هي اعراض الحمل قبل الدورة الشهرية؟
تشمل هذه الأعراض ما يلي:
آلام في الثدي
يعد من أحد اعراض الحمل قبل الدورة الشهرية هو الشعور بألم في الثدي عند لمسه أو الشعور بأنه ممتلئ أو أثقل من المعتاد.
وذلك، بسبب ارتفاع مستويات هرمون البروجسترون في الجسم.
مع العلم أن هذه الأعراض قد تستمر طوال فترة الحمل أو تهدأ بعد الأسابيع القليلة الأولى.
سواد الهالة
قد تلاحظ المرأة أيضًا أن الهالة (المنطقة المحيطة بالحلمة) أصبحت داكنة، ويمكن أن يحدث ذلك في وقت مبكر من الحمل، أي بعد أسبوع إلى أسبوعين بعد حدوث الحمل.
وغالبًا ما يكون سواد الهالة هو أولى اعراض الحمل قبل الدورة الشهرية.
الإرهاق
يعد الشعور بالإرهاق والتعب من الأمور الشائعة خلال الأشهر الأولى من الحمل. ويرجع السبب في ذلك إلى التغيرات الهرمونية، بالإضافة إلى انخفاض مستويات السكر في الدم وضغط الدم في هذا الوقت.
الغثيان
في أغلب الأحيان، قد يكون الغثيان وغثيان الصباح من اعراض الحمل قبل الدورة الشهرية.
ولكن، وفقاً وفقًا للجامعة الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء (ACOG)، عادة ما يختفي الغثيان بعد الأشهر الثلاثة الأولى بالنسبة لبعض النساء، بينما يعاني البعض الآخر منه طوال فترة الحمل بأكملها.
إفرازات مهبلية
يمكن أن تلاحظ المرأة أيضاً زيادة في الإفرازات المهبلية في بداية الحمل، والتي تظهر على شكل مخاطًا لزجًا أو أبيض أو أصفر شاحبًا.
وذلك، بسبب زيادة الهرمونات وتدفق الدم في المهبل، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
مع العلم أنه قد تستمر هذه الإفرازات طوال فترة الحمل حيث يلين عنق الرحم.
نزيف خفيف
قد تعاني بعض النساء من نزيف خفيف أو ما يسمى بنزيف الانغراس، بعد حوالي 10 إلى 14 يومًا من الحمل.
عادة، ما يعد نزيف الانغراس من اعراض الحمل قبل الدورة الشهرية، لأنه يحدث قبل أسبوع تقريبًا من الميعاد المعتاد للدورة الشهرية.
ولكن، يختلف نزيف الانغراس عن الدورة الشهرية، بأنه أخف جداً، وقد يستمر لمدة تتراوح ما بين يوم إلى ثلاثة أيام.
كثرة التبول
قد تلاحظ المرأة زيادة عدد مرات الذهاب إلى المرحاض للتبول، والذي يمكن أن يبدأ في وقت مبكر بعد أسبوعين من الحمل.
وذلك، بسبب زيادة كمية الدم التي يضخها القلب، مما يؤدي إلى زيادة كمية السوائل التي تنقيها الكلى، وبالتالي زيادة كمية البول في المثانة.
درجة حرارة الجسم
يعد ارتفاع درجة حرارة الجسم من اعراض الحمل قبل الدورة الشهرية، حيث ترتفع درجة حرارة الجسم لمدة 18 يومًا بعد الإباضة.
يمكن الاعتماد على هذا العرض، في حالة متابعة درجة حرارة الجسم لفترة من الوقت، ومعرفة درجة حرارة الجسم قبل الحمل وطوال الدورة الشهرية.
الانتفاخ
قد يكون الانتفاخ من اعراض الحمل قبل الدورة الشهرية.
إذ تؤدي التغيرات الهرمونية، إلى بطء الجهاز الهضمى، مما قد يسبب الانتفاخ أو الإمساك أو الغازات.
هل ظهور هذه الاعراض يؤكد وجود حمل؟
تختلف أعراض الحمل من امرأة لأخرى، بالإضافة إلى أنه يمكن الخلط بين اعراض الحمل قبل الدورة الشهرية ومتلازمة ما قبل الحيض.
وهذا يعني أنه من المستحيل معرفة ما إذا كانت المرأة حاملاً بالأعراض وحدها.
لذا، يجب إجراء اختبار الحمل في المنزل أو استشارة الطبيب في حالة الشعور بأي من أعراض الحمل، أو في حالة غياب الدورة الشهرية.
مع العلم، أن اختبارات الحمل المنزلية غير صحيحة بنسبة 100%، وقد يكون هناك بعض النتائج الإيجابية الخاطئة.
يمكن أن يحدث هذا لعدد من الأسباب، بما في ذلك الحمل الكيميائي أو خارج الرحم، أو حتى تناول بعض الأدوية.
ولهذا السبب، يفضل إجراء اختبار الحمل في الدم بعد اختبار الحمل المنزلي لتأكيد نتائجه.
اقرأ أيضاً: أسباب تأخر الحمل
ما هي الأسباب الأخرى لأعراض الحمل؟
يمكن أن تشعر المرأة باعراض الحمل قبل الدورة الشهرية على الرغم من أنها ليست حامل، وذلك لأسباب أخرى هي:
التغيرات الهرمونية
قد تؤدي التغيرات الهرمونية التي تحدث عند اقتراب الدورة الشهرية للمرأة إلى أعراضاً تشبه أعراض الحمل، مثل، ألم الثدي وتورمه.
يمكن لبعض النساء المصابات بمتلازمة ما قبل الدورة الشهرية أن يعانين من هذه الأعراض قبل كل فترة.
الحمل الكيميائي
يتضمن الحمل الكيميائي فقدان الحمل في وقت مبكر جدًا.
يشخص الأطباء الحمل الكيميائي عندما تكون نتيجة كل من اختبار الحمل المنزلي واختبار الدم إيجابية، ولكن، لا يظهر هذا الحمل في التصوير بالموجات فوق الصوتية.
مع العلم أنه، في بعض الحالات، لن تدرك النساء حدوث الحمل الكيميائي.
العدوى
يمكن أن يسبب كل من البرد أو الأنفلونزا أو أي عدوى أخرى التعب وآلام العضلات والغثيان والقيء وأعراض أخرى.
زيادة الوعي الجسدي
قد تصبح النساء اللاتي يأملن في الحمل أكثر انتباهاً بشأن ملاحظة أي تغيرات في أجسادهن.
لذلك، يزداد شعورهن بأي أوجاع والآلام والوخزات الطبيعية في الحياة اليومية، وقد تنسب بعض النساء أي أعراض يعانين منها إلى الحمل.
القلق من محاولة الحمل
يمكن أن يؤدي كل من محاولة الحمل ومحاولة تجنب الحمل إلى زيادة الشعور بالقلق، وقد تلاحظ بعض النساء تقلبات مزاجية شديدة قبل الدورة الشهرية.
وقد ينسبون هذه المشاعر إلى هرمونات الحمل، على الرغم من أنها بسبب الشعور بالقلق بشأن الحمل.
كيفية التفرقة بين أعراض الحمل وأعراض الدورة الشهرية؟
غالبًا، ما تحاكي أعراض الحمل قبل الدورة الشهرية أعراض متلازمة ما قبل الحيض.
على سبيل المثال، يمكن أن يكون الشعور بالإرهاق والتعب والغثيان وألم في الثديين من أعراض كل من الحمل ومتلازمة ما قبل الحيض.
ولكن، في حالة الحمل، فقد تكون هناك بعض الأعراض التي قد تدل على أنها ليست متلازمة ما قبل الدورة الشهرية، مثل، نزيف الانغراس.
وهذا لأنها قد تحدث قبل أسبوع تقريبًا من ميعاد الدورة الشهرية، بالإضافة إلى كونها أخف من الدورة الشهرية وتتوقف بعد يوم إلى ثلاثة أيام فقط.
يمكن إجراء اختبار الحمل المنزلي للتأكد ما إذا كانت هذه الأعراض هي أعراض الحمل أم متلازمة ما قبل الحيض.
متى يمكن إجراء اختبار الحمل؟
يجب أن تنتظر المرأة ما لا يقل عن أسبوع إلى أسبوعين بعد ممارسة العلاقة الحميمة لإجراء اختبار الحمل المنزلي.
لأن ذلك، هو أقرب ميعاد للكشف عن هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية (hCG)، الذي ينتج أثناء الحمل.
يجب عدم إجراء الاختبار قبل ذلك الوقت، لأن في حالة إجراء الاختبار في وقت مبكر جدًا، فقد لا يكون قادرًا على اكتشاف هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية (hCG).
يعد إجراء الاختبار المنزلي للحمل هو أسهل وسيلة للتأكد من أن أي أعراض قد تظهر هي اعراض الحمل قبل الدورة الشهرية.
اقرأ أيضاً: أنواع اختبارات الحمل
ما هي أسباب تأخر الدورة الشهرية على الرغم من عدم وجود حمل؟
قد تتأخر الدورة الشهرية عن ميعادها المعتاد على الرغم من عدم ظهور اعراض الحمل قبل الدورة الشهرية، وفي هذه الحالة، قد تلجأ المرأة أيضاً لإجراء اختبار الحمل للتأكد ما إذا كان هذا التأخر بسبب الحمل، ولكنها، تفاجأ بأن النتيجة سلبية.
وقد يرجع تأخر الدورة الشهرية في هذه الحالة لأسباب أخرى غير الحمل، بما في ذلك ما يلي:
تأخر الإباضة
في بعض الأحيان، يمكن أن تحدث الإباضة لدى المرأة بعد أيام قليلة من المعتاد، وقد يؤدي ذلك إلى تأخير الدورة الشهرية لبضعة أيام.
اضطرابات الهرمونات
يمكن أن تسبب العديد من الحالات اختلالات هرمونية تؤخر الإباضة، أو حتى تمنعها، مما يؤدي إلى غياب الدورة الشهرية.
فقدان الحمل مبكراً
يمكن أن يتسبب الحمل الكيميائي، أو الفقدان المبكر للحمل، في بعض الأحيان إلى ظهور نتيجة إيجابية لاختبار الحمل، ولكن، يتبعه نتيجة سلبية بعد ذلك.
في بعض الحالات، تكون “الدورة المتأخرة” التي تحدث هي فقدان الحمل المبكر.
سوء التغذية
النساء اللواتي يعانين من نقص شديد في الوزن أو يأكلن القليل من السعرات الحرارية قد لا يحدث لهن التبويض، مما قد يؤدي إلى اختفاء الدورة الشهرية.
قبل انقطاع الطمث
قد تقل الإباضة لدى المرأة التي تكون على وشك الدخول في سن اليأس، مما يؤدي إلى غياب الدورة الشهرية في بعض الأحيان.
متى يجب استشارة الطبيب؟
يجب استشارة الطبيب على الفور في الحالات الآتية:
- إذا تأخرت الدورة الشهرية، حتى ولو كانت نتيجة اختبار الحمل سلبية.
- نتيجة اختبار الحمل إيجابية.
- حدوث نزيف بعد اختبار الحمل الإيجابي.
- ألم في البطن مستمر أو شديد.
اقرأ أيضاً: علامات الحمل
