علاج الدوخة وقت الصيام.. ما سبب الدوخة اثناء الصيام؟

تعد الدوخة واحدة من الأعراض الشائعة التي يمكن أن يعاني منها المسلمون خلال فترة الصيام، فبينما ينتظر المسلمون بفارغ الصبر قدوم وقت الإفطار لكي يتناولوا وجبتهم الأولى في اليوم، يمكن أن يشعر بعضهم بدوخة مؤقتة تؤثر على قدرتهم على القيام بأنشطتهم اليومية بشكل طبيعي، ومع ذلك فإن هناك عدة طرق فعالة يمكن اتباعها لعلاج الدوخة وقت الصيام، فلنتعرف على أسباب حدوث الدوخة أثناء الصيام وكيفية الوقاية منها وعلاجها في السطور التالية. 

أسباب الدوخة أثناء الصيام

يعد فهم الأسباب الجذرية للدوخة أثناء الصيام أمرًا بالغ الأهمية لمنع هذه المشكلة وإيجاد طرق لعلاج الدوخة وقت الصيام، وتتضمن أسباب الدوخة ما يلي:

الجفاف

يعد الجفاف وعدم شرب كمية كافية من السوائل أحد الأسباب الرئيسية التي يمكنها أن تجعلك تشعر بالضعف والدوار أثناء ساعات الصيام، فمن الطبيعي عند الصيام أن يشعر الإنسان بالجوع، لذلك فهو يركز على الطعام وينسى الشرب، وأيضًا نظرًا لأن الفترة الزمنية بين الإفطار والسحور ليست طويلة، فمن الصعب شرب كمية كافية من السوائل لتجنب الجفاف، وتتضمن أعراض الجفاف ما يلي:

• التعب. 
• الدوخة. 
• الارتباك. 
• الإغماء في الحالات القصوى. 

أقرأ أيضًا: أسباب الصداع في رمضان وأهم الطرق للتخلص منه.

انخفاض مستويات السكر في الدم

عندما تبدأ بالصيام وخصوصًا خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان، سوف يبدأ جسمك في حرق الجليكوجين المخزن في الجسم للحصول على الطاقة مما يقلل من مستويات السكر في الدم، ولكن بمجرد أن يبدأ الجسم في التكيف مع الروتين، سيبدأ في حرق الدهون كوقود بدلاً من الجليكوجين وستعود مستويات السكر في الدم إلى وضعها الطبيعي، ويعد الأشخاص المصابون بداء السكري أو الذين يتناولون أدوية معينة هم الأكثر عرضة للإصابة بانخفاض مستويات السكر في الدم أثناء الصيام لفترات طويلة. 

انخفاض ضغط الدم الانتصابي

يمكن أن يسبب الصيام انخفاضًا في ضغط الدم عند الوقوف، مما يؤدي إلى الدوار أو الدوخة، لذلك من الضروري مراعاة ذلك وضمان الراحة المناسبة لمنع السقوط أو الإصابات.

أقرأ أيضًا: أسباب النعاس بعد الإفطار في رمضان، ونصائح لتجنبه.

نصائح للوقاية من وعلاج الدوخة وقت الصيام

الترطيب هو المفتاح

يمكن أن يؤدي الجفاف إلى انخفاض ضغط الدم، مما يؤدي إلى الدوخة والارتباك، وفي الحالات الشديدة حدوث الإغماء، علاوة على ذلك من الضروري الحفاظ على نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات الغنية بالمياه، لأنها يمكن أن تساعد في الحفاظ على رطوبة الجسم. 

توازن الشوارد (الإلكتروليت)

يعد الحفاظ على توازن الإلكتروليت أمرًا ضروريًا للبقاء بصحة جيدة وخصوصًا إذا كنت صائمًا، إذ يمكن أن تكون الدوخة التي قد تشعر بها أثناء الامتناع عن الطعام ناتجة في كثير من الأحيان عن خلل في توازن الإلكتروليت، ويمكن الوقاية من ذلك عن طريق تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم والصوديوم، مثل الخضار الورقية والموز والأفوكادو والمكسرات. 

لا تفوت وجبة السحور

إذا شعرت بالدوار والدوخة أثناء الصيام، فهذا يعني أنك لا تحصل على ما يكفي من التغذية لذلك يشعر جسمك بالضعف، ولهذا السبب فإن الوجبة الثانية في اليوم ضرورية ويجب عدم تفويتها، كما يجب التركيز على تناول الأطعمة المغذية التي توفر الكربوهيدرات والبروتين، والترطيب لتمنحك الطاقة وتساعدك على قضاء يوم الصيام بدون الشعور بالدوخة، وتتضمن أمثلة على هذه الأطعمة ما يلي: الفول مع الخضار، أو الشوفان مع التوت والزبادي، أو البيض مع الخضار، أو الزبادي اليوناني والعسل.

تناول الأطعمة قليلة السكر

إن اتباع نظام غذائي متوازن من الفواكه والخضروات أمر بالغ الأهمية للحفاظ على نمط حياة صحي، إذ لا توفر هذه الأطعمة الفيتامينات والمواد المغذية الأساسية فحسب، بل يمكنها أيضًا المساعدة في منع الدوخة، فمن المعروف أن الأطعمة السكرية تسبب ارتفاعًا في مستويات السكر في الدم، مما يؤدي إلى الشعور بالدوار والدوخة، لذلك يعد دمج الخيارات منخفضة السكر في وجبات الطعام، مثل الخضار الورقية والفواكه الطازجة، يمكن أن يوفر العناصر الغذائية الضرورية دون الآثار الجانبية غير المرغوب فيها للاستهلاك المفرط للسكر.

تجنب الأطعمة المالحة

خاصة أثناء السحور للحفاظ على رطوبة وتغذية جسمك. يجب عليك تجنب تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الأملاح مثل المخللات والأطعمة المقلية والكربوهيدرات المكررة وخصوصًا في وجبة السحور. إذ تسبب هذه الأطعمة احتباس الماء وتجعلك تشعر بالعطش مما يؤدي إلى الجفاف. وبدلًا من ذلك يجب عليك التركيز على الأطعمة المرطبة مثل الخيار والبطيخ والتفاح والخضروات الورقية.

الحصول على قسط كافٍ من النوم

يوصي الخبراء بالحصول على ما لا يقل عن 7-8 ساعات من النوم كل ليلة لتجنب الشعور بالدوار أو الدوخة طوال اليوم. إذ أن عدم الحصول على قسط كاف من النوم يمكن أن يؤثر على توازن الجسم وتوازنه. مما يؤدي إلى الشعور بالدوخة أو الدوار.

أقرأ أيضًا: نصائح لتجنب اضطرابات النوم في رمضان.

أهمية التغذية السليمة لعلاج الدوخة وقت الصيام

تلعب التغذية السليمة دورًا حاسمًا في علاج الدوخة والحفاظ على الصحة العامة خلال فترة الصيام. فأثناء الصيام يتوقف الجسم عن تلقي الطاقة والعناصر الغذائية بشكل منتظم طوال النهار مما يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في مستويات السكر في الدم والتركيز العصبي والصحة العامة. لذلك يجب الاهتمام بتناول وجبات متوازنة قبل ساعات الصيام أو المكملات الغذائية قام بوصفها الطبيب الخاص بك. 

الوجبات المتوازنة

يجب اختيار وجبات متوازنة تشمل مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية مثل البروتينات والكربوهيدرات والدهون الصحية والفيتامينات والمعادن الأساسية. إذ توفر هذه العناصر الغذائية طاقة مستدامة، وتدعم وظائف الجسم، وتثبت مستويات السكر في الدم. كما يساعد النظام الغذائي المتوازن على منع الدوخة من خلال ضمان حصول جسمك على جميع العناصر الضرورية ليعمل بشكل مثالي حتى أثناء فترات الصيام.

قد يهمك: علاج الخمول بعد الإفطار في رمضان.

المكملات الغذائية والفيتامينات

يجب استشارة الطبيب المختص وخصوصًا أثناء الصيام لتحديد ما إذا كان هناك حاجة إلى مكملات غذائية معينة لمنع الدوخة. إذ يمكن لطبيبك الخاص تقييم احتياجاتك والتوصية بالمكملات الغذائية أو الفيتامينات المناسبة التي تكمل روتين الصيام الخاص بك. إذ يمكن أن يؤدي نقص بعض الفيتامينات إلى الدوخة لذلك توصف المكملات الغذائية لمعالجة المشاكل الناتجة عن هذا النقص بشكل فعال. 

هل الصيام يناسب الجميع؟

لا يناسب الصيام الجميع، فعلى الرغم من أن الصيام يعتبر آمنًا بشكل عام. إلا أن هناك فئات معينة من الأشخاص تحتاج إلى استشارة الطبيب المختص قبل محاولة الصيام. وينبغي على فئات الأشخاص التالية بشكل خاص تجنب الصيام دون استشارة الطبيب المعالج لهم:

• الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية موجودة مسبقًا مثل أمراض القلب أو مرض السكري من النوع الثاني.

• النساء الحوامل أو المرضعات.
• الأشخاص الذين يعانون من نقص الوزن.
• الأفراد الذين عانوا سابقًا من اضطرابات في الأكل.
• المرضى الذين يعانون من تنظيم نسبة السكر في الدم.
• الأفراد الذين يعانون من انخفاض ضغط الدم.
• الأشخاص الذين يتناولون الأدوية الموصوفة طبيًا.
• كبار السن.

في الختام. إذا كنت تريد الوقاية من وعلاج الدوخة وقت الصيام، فمن الضروري التركيز على تناول الأطعمة التي تزود جسمك بالعناصر الغذائية والطاقة التي يحتاجها. وتجنب الأطعمة السكرية والمعالجة، وشرب الكثير من الماء. ومن الضروري أيضًا مراقبة مستويات السكر في الدم لتجنب الشعور بالدوخة أثناء ساعات الصوم والتي تعد أحد الأعراض الشائعة للصيام.