إعلان رئيسي
مقالات ونصائح طبية

مرض السكري في رمضان

هل ينزل السكر في رمضان؟

يعتبر شهر رمضان المبارك فترة مميزة ينتظرها المسلمون كل عام، ويتعين على الملايين من الأشخاص المصابين بمرض السكري التخطيط والتحضير لصيام هذا الشهر الفضيل بطريقة صحية وآمنة، إذ يشكل الصيام للمرضى المصابين بمرض السكري في رمضان تحديًا مهمًا، إذ يجب عليهم الحفاظ على مستويات السكر في الدم مستقرة طوال فترة الصيام بدون التأثير على صحتهم.

هل ينصح بالصيام لمرضى مرض السكري في رمضان؟

يمكن للأشخاص الذين يعانون من مرض مزمن، مثل مرض السكري أن يشكل الصيام خطرًا على صحتهم، وإذا أرادوا الصيام فعليهم أولًا استشارة الطبيب لتحديد درجة خطورة الصيام عليهم حسب حالتهم الصحية وما إذا كان الصيام مناسب لهم أم لا، ومن ضمن هذه الحالات مرضى مرض السكري من النوع الأول الذي لا يتم التحكم فيه بشكل جيد والمصاحب بانخفاض أو ارتفاع شديد في مستويات السكر في الدم خلال آخر ثلاث شهور قبل رمضان، أو مرضى السكري من النوع 2 الذي لا يتم التحكم فيه بشكل جيد، أو الذي يتم علاجه باستخدام الأنسولين، وحالات السكر الحملي، أو المرضى التي تعاني من أمراض القلب والأوعية الدموية.

وللمزيد من المعلومات اقرأ: متى يفطر مريض السكري في رمضان؟

ما الذي يجب على مرضى السكري مراعاته عند الصيام؟

يُحدث شهر الصيام بعض التغييرات التي يجب مراعاتها في علاج مرض السكري، لذلك يجب مراعاة ما يلي من قبل مرضى مرض السكري في رمضان:

تقييم المخاطر

بالنسبة لبعض الأفراد يمكن أن يؤدي الصيام إلى زيادة المخاطر الصحية، إذ أن نوع مرض السكري والعلاج الطبي الحالي والأمراض المصاحبة والثانوية المحتملة، بالإضافة إلى مهنة المريض لها تأثير على المخاطر الصحية أثناء الصيام، فقبل كل شيء يجب تقييم خطر نقص السكر في الدم الشديد (انخفاض مستويات السكر في الدم) وكذلك ارتفاع السكر في الدم (ارتفاع مستويات السكر في الدم). لذا من المهم تحديد المخاطر مع الطبيب المعالج قبل بداية شهر الصيام. 

السيطرة المنتظمة على نسبة السكر في الدم

يجب معرفة طريقة قياس مستوى السكر في الدم بشكل جيد وإجرائه بانتظام خلال شهر رمضان (مرتين على الأقل في اليوم، وفي حالة العلاج بالأنسولين يُقاس 3 إلى 4 قياسات يوميًا)، لأن إيقاع الأكل المتغير يمكن أن يؤثر على نسبة السكر في الدم، كما يجب قياس مستوى السكر في الدم، وخصوصًا بعد تناول وجبات المساء الغنية في كثير من الأحيان، لتجنب ارتفاع السكر في الدم.

الاهتمام بالتغذية

يمكن أن يكون للتغيير في سلوك الأكل والشراب خلال شهر رمضان تأثير كبير على مستويات السكر في الدم، ويمكن أن يساعد اتباع خطة نظام غذائي يتضمن بدائل صحية لبعض الأطعمة الشائعة، مثل تناول المزيد من الخضار والسلطات بدلاً من الكثير من الأطعمة المقلية والحلوة، في الحفاظ على مستويات السكر في الدم من الارتفاع بعد الوجبات، كما يجب الحرص على عدم تناول الكثير من الطعام لمنع ارتفاع مستويات السكر في الدم وحتى بعد انتهاء شهر رمضان. 

قد يهمك: جدول غذائي لمريض السكري في رمضان.

المجهود البدني

يجب تجنب بذل أي مجهود بدني ثقيل أثناء الصيام بسبب زيادة خطر انخفاض مستويات السكر في الدم و/أو نقص سوائل الجسم (الجفاف)، ومع ذلك تعد التمارين الخفيفة إلى المعتدلة، مثل المشي، مهمة جدًا ويجب القيام بها يوميًا.

أقرأ أيضًا: كيفية تناول الأدوية في رمضان؟

التغيير في أدوية مرض السكري في رمضان

يمكن أن يزداد نقص السكر في الدم أثناء النهار وارتفاع السكر في الدم أثناء الليل خلال شهر رمضان، لذلك من المهم مناقشة علاج مرض السكري في رمضان مسبقًا مع الطبيب المعالج، وإذا لزم الأمر، تعديل الجرعة أو وقت تناول الدواء أو نوع الدواء، ويمكن أيضًا أن يتأثر ضغط الدم ومستويات الدهون في الدم بالتغيرات في عادات الأكل والشرب ويجب أن يؤخذ ذلك في الاعتبار أيضًا أثناء العلاج ومناقشته مع الطبيب المعالج.

متى يجب قطع الصيام؟

إذا ظهرت علامات نقص السكر في الدم أو ارتفاع السكر في الدم، يجب حينها قياس مستوى السكر في الدم على الفور وقطع الصيام إذا لزم الأمر، وبشكل عام يجب على جميع مرضى السكري قطع الصيام في الحالات التالية:

  • انخفاض مستوى السكر في الدم إلى أقل من 70 ملغم/ديسيلتر، وإذا كان بين 70 إلى 90 ملغم/ديسيلتر، فيجب فحصه مرة أخرى بعد ساعة واحدة. 
  • مستوى السكر في الدم أعلى من 300 ملجم/ديسيلتر. 
  • ٣)- ظهور أعراض انخفاض أو ارتفاع مستويات السكر في الدم، أو نقص سوائل الجسم (الجفاف)، أو الشعور بالمرض المفاجئ. 

ما هي آثار الصيام على الشخص المصاب بمرض السكري في رمضان؟

خلال شهر رمضان، يتغير الروتين اليومي بأكمله بما في ذلك إيقاع النوم والأكل، ويمكن أيضًا أن تتغير خيارات الطعام ويكون لها تأثيرات غير مألوفة على مستويات السكر في الدم، وقد ينتج عن الصيام لمرضى مرض السكري في رمضان بعض الآثار الجانبية التي تتضمن ما يلي:

ومع ذلك يمكن أن يؤدي الصيام أيضًا إلى آثار إيجابية، منها: 

  • إدارة أفضل لمرض السكري، من خلال التركيز بشكل أكبر على الصحة العامة  وحالة مرض السكري. 
  • فقدان الوزن. 
  • تحسين مستويات الدهون في الدم. 

أقرأ أيضًا: نصائح لتجنب مضاعفات الصيام لمرضى السكري. 

ما أهمية اتباع نظام غذائي صحي حتى خلال شهر رمضان؟

لدينا في رمضان وجبتين رئيسيتين هما وجبة الإفطار ووجبة السحور و في حالة مرضى السكري الذين يصومون في شهر رمضان. يُفضل عادة تناول وجبة السحور قبل بدء الصيام قبل أذان الفجر بحوالي ساعة  لتجنب تأثير الصيام على مستوى السكر في الدم. 

أقرأ أيضًا: الصيام لمريض السكري…متى يمكن لمريض السكري الصوم؟

يُفضل أن تكون وجبة الإفطار للذين يعانون من مرض السكري في رمضان متوازنة وتحتوي على مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية بما في ذلك: 

١)- كسر الصيام على التمر

يفضل أن يتم إفطار مريض السكري في رمضان على تمرة واحدة. 

٢)- تناول الشوربة

يفضل تناول الشوربة الخالية من الدسم والنشويات، ويوجد العديد من أنواع الشوربة المفيدة لمريض السكري والتي يمكن تناولها على الإفطار في رمضان، ومن بين أنواع الشوربة ما يلي:

  • شوربة الخضار: يمكن تحضيرها باستخدام الخضراوات المتنوعة.  
  • العدس: تحتوي على العدس الذي يحتوي على البروتينات والألياف والكربوهيدرات المعقدة. 
  • شوربة الدجاج: تحتوي على الدجاج والخضار مثل الجزر والكرفس والبصل.
  • الطماطم: تحتوي على الطماطم المفيدة للجسم والتي تحتوي على الألياف والفيتامينات. 

٣)- تناول كمية محدودة من النشويات

يجب أن تكون حصة النشويات التي يمكن تناولها في وجبة الإفطار لمريض السكري في رمضان محدودة ومتوازنة، حتى لا يؤثر تناول الكربوهيدرات الزائدة على مستويات السكر في الدم، ويمكن تخصيص حوالي 1-2 حصة من النشويات لوجبة الإفطار، وذلك يعتمد على احتياجات الجسم ومستويات السكر في الدم والنشاط البدني، وتتضمن الأمثلة على حصة واحدة من النشويات في وجبة الإفطار: رغيف خبز أو 8 معالق أرز أو 8 معالق مكرونة أو بطاطس (واحدة كبيرة أو اثنين صغيرتين). 

٤)- تناول كميات كافية من الخضار 

يوصى لمريض السكري بتناول كمية كافية من الخضار يومياً وهي مفتوحة طالما يتم طهيه وتناوله بطريقة صحية بعيدًا عن السمنة والدهون. 

٥)- تناول طبق سلطة خضراء 

يمكن تناول أيضًا أي كمية من السلطة الخضراء.  

قد يهمك: شوجارلو بلس لعلاج مرض السكري من النوع الثاني. 

٦)- تناول حصة من البروتينات

يعد تناول البروتينات مهم جداً لمرضى السكري في رمضان، حيث يمكن أن يساعد على تحسين الشعور بالشبع والحفاظ على العضلات والحد من تقلبات مستويات السكر في الدم، ويمكن لمريض السكري تناول حصة من البروتينات الحيوانية في وجبة الإفطار في رمضان مثل تناول قطعة لحم أو قطعة دجاج أو قطعة سمك وتؤكل هذه البروتينات مشوية أو مسلوقة أو صينية في الفرن وليست مقلية في الدهون أو السمن، وذلك لأنها بتتشرب هذه الدهون وترفع مستويات السكر بدرجة كبيرة. 

٧)- تناول المشروبات والسوائل

هناك العديد من المشروبات المتاحة لمريض السكري في رمضان. والتي يجب تناولها بشكل معتدل للحفاظ على مستويات السكر في الدم بشكل طبيعي. ومن ضمن هذه المشروبات يمكن تناول الكركديه بشكل معتدل. إذ لا يحتوي الكركدية في العادة على سعرات حرارية عالية ولا يرفع مستوى السكر في الدم بشكل كبير. ولكن يجب الحرص على عدم إضافة السكر إليه ويمكن استخدام بدائل السكر للتحلية. كما يمكن تناول مشروبات التمر الهندي والخروب والدوم بشكل معتدل أيضًا. 

ينصح بعدم تناول قمر الدين للمرضى الذين يعانون من مرض السكري في رمضان. بسبب احتوائه على نسبة عالية من السكريات الطبيعية التي يمكن أن ترفع مستوى السكر في الدم. وبالتالي يمكن أن يؤثر تناوله على مستوى السكر في الدم ويجعل من الصعب التحكم في مستويات السكر في الدم خلال فترة الصيام في شهر رمضان. 

قد يهمك: من هم مرضى السكري الممنوعين من الصيام؟

أما في وجبة السحور يجب الاهتمام بوجود رغيف عيش ومصدر للبروتينات مثل الفول أو الجبن غير الدهنية بجانب بعض الخضراوات. كما يمكن تناول أيضًا ثمرة فاكهة. 

وفي الختام، يعد شهر رمضان من الشهور التي تمتلك مكانة خاصة في قلوب المسلمين حول العالم. ويجب مراجعة الطبيب المختص قبل البدء في الصيام للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري في رمضان. لتجنب الآثار الجانبية التي يمكن أن تحدث نتيجة عدم انتظام مستويات السكر في الدم أثناء صيام شهر رمضان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!