مرضى السكري والصيام…من هم مرضى السكري الممنوعين من الصيام؟

هل يمكن للأشخاص المصابين بمرض السكري أن يصوموا؟ يعتبر هذا السؤال من أكثر الأسئلة التي يسألها مرضى السكر قبل حلول شهر رمضان. والإجابة أنه يمكن لبعض مرضى السكري أن يصومون رمضان، وهناك بعض المرضى يشكل الصيام خطرًا شديدًا على صحتهم ولم يسمح لهم بالصيام على الإطلاق. فما هم مرضى السكري الممنوعين من الصيام؟ من هم المرضى المسموح لهم بالصيام؟ وما هي المضاعفات المتوقعة في حالة صيام مرضى السكري؟ سوف نتعرف في هذا المقال عن الصيام ومرض السكري وأهم النصائح التي يمكن أن تساعد مرضى السكري خلال شهر رمضان.

هل الصيام مسموح لمرضى السكري؟

غالبًا ما يتحمل مرضى السكري الصيام بدون أي مضاعفات، ويعتمد ذلك على نوع السكري وصحة المريض. فمرضى السكري من النوع الأول والذين يعتمدون على العلاج بالأنسولين، لا يسمح لهم بالصيام إلا بشروط معينة وهي أن يكون مستوى السكر في الدم منتظمًا، ولم يتعرض المريض لهبوط في مستوى السكر لمدة شهرين على الأقل قبل شهر رمضان. وهناك بعض الحالات التي يمنع فيها مريض السكري من النوع الأول من الصيام تمامًا، وذلك لما قد ينتج عنه من مضاعفات وأضرار خطيرة، سوف نذكرها في السطور القادمة.

أما مرضى السكري من النوع الثاني والذين يعتمدون على تناول الأقراص للعلاج، فالصيام قد يكون مفيدًا لهم، ولكن يجب تنظيم جرعات الأدوية والوجبات بين الإفطار والسحور.

وفي نهاية المطاف، فإنه اختيار شخصي سواء الصيام أو عدم الصيام. ولكن إذا اخترت أن تصوم، فعليك استشارة طبيبك، لتتأكد أنك قادر على الاعتناء بنفسك كما يجب أثناء فترة الصيام. ومن الأفضل أن تصوموا فقط إذا تأكَّدوا أن الصوم لن يسبب أية مشاكل لمستويات السكر في الدم وفي صحتكم. وعادة ما تعفي الأديان الناس عمومًا من الصوم إذا كان الامتناع عن الطعام يمكن أن يؤذيهم.

من هم مرضى السكري الممنوعين من الصيام؟

مرضى السكري الممنوعين من الصيام، هم المرضى الذي يمكن أن يسبب لهم الصيام العديد من المضاعفات الخطيرة، ويُنصح دائمًا بعدم صيامهم على الإطلاق، وتشمل هذه الحالات فئات كثيرة من مرضى السكري بما في ذلك ما يلي:

• مرضى السكري من النوع الأول، الذين يتناولون من 3-4 جرعة من الأنسولين، ومع ذلك لم ينتظم مستوى السكر ولا يستخدمون مضخة الأنسولين.
• المرضى المصابين بالسكري من النوع الثاني الذي لا يمكن السيطرة عليه والتحكم فيه، والإصابة بمضاعفاته مثل الفشل الكلوي، وخلل النظر، وغيرها من المضاعفات الخطيرة.
• ارتفاع معدل السكر باستمرار، وعدم القدرة على ضبطه، وتتجاوز قراءته 300 ملغ/ ديسيلتر.
• الحوامل والمرضعات المصابون بالسكري.
• العمال المصابين بالسكري، وتتطلب أعمالهم القيام بمجهود عضلي كبير.
• المرضى الذين لا يمكنهم الشعور بهبوط السكر.
• الهبوط المتكرر في مستوى السكر في الدم.
• الإصابة السابقة بالحماض الكيتوني السكري أو غيبوبة السكر الناتجة عن ارتفاع مستوى سكر الدم خلال ثلاثة أشهر قبل شهر رمضان.
• المصابين بالسكري ويعانون من بعض الأمراض المزمنة، مثل الفشل الكلوي، السرطان، أمراض القلب، وقرح المعدة.
• الإصابة السابقة بجلطات القلب أو المخ قبل شهر رمضان بحوالي 3-6 شهور.
• الأطفال المصابين بالسكري.
• مرضى السكري الذين يقومون بالغسيل الكلوي.
• كبار السن المصابين بمرض السكري.
• المرضى الذين يتناولون الأدوية المضادة للجلطات، حيث يمكن أن يؤثر الصيام على عمل هذه الأدوية.

متى يجب أن يقوم مريض السكر بكسر الصيام؟

يجب على مريض السكر أن يفطر مباشرة في بعض الحالات، بما في ذلك ما يلي:

• هبوط مستوى السكر في الدم عن 72 ملغ/ديسيلتر.
• ارتفاع مستوى السكر عن 300 ملغ/ديسيلتر.
• الشعور بأعراض الإصابة بالجفاف، وهي قلة التبول، جفاف الجلد والفم والعين، الدوار، والشعور بالتعب الشديد.
• الإصابة بأعراض هبوط السكر أو ارتفاع السكر.

ما هي أعراض هبوط السكر أو ارتفاعه؟

تختلف أعراض هبوط السكر أو ارتفاعه من مريض لآخر. ولكن هناك بعض العلامات والأعراض التي يمكنك من خلالها معرفة إذا كنت تعاني من هبوط أو ارتفاع مستوى السكر في الدم، بما في ذلك ما يلي:

• أعراض انخفاض السكر
  • زيادة التعرق.
  • الرعشة.
  • خفقان القلب.
  • الجوع الشديد.
  • الغثيان.
  • القلق والارتباك.
  • الشعور بالتعب والضعف.
  • الصداع.
  • صعوبة التركيز.
  • الدوخة.
  • صعوبة الكلام
  • فقدان الوعي.
• أعراض ارتفاع السكر
  • جفاف الفم.
  • الجوع، والعطش الشديد.
  • الضعف.
  • بطء التنفس.
  • آلام في المعدة.
  • الغثيان والقيء.
  • سرعة التنفس.

يمكن أن تتوفر واحدة أو أكثر من الأعراض السابقة وليس جميعهم، فعند الشعور بأي من هذه الأعراض عليك فحص مستوى السكر على الفور، وفي حالة إثبات هبوطه أو ارتفاعه عليك كسر الصيام على الفور.

مضاعفات صيام مرضى السكري الممنوعين من الصيام

يمكن أن يسبب الصيام العديد من المضاعفات لمرضى السكري من النوع الأول والثاني، بما في ذلك ما يلي:

• هبوط سكر الدم: هبوط سكر الدم أي انخفاض مستوى السكر في الدم تحت المستوى الطبيعي له( أقل من 70 ملغ/ديسيلتر).
• ارتفاع سكر الدم: وهذا يعني أن مستوى السكر في الدم يرتفع فوق المستوى الطبيعي له( أكثر من 200 ملغ/ديسيلتر)، والذي يمكن أن يؤدي بدوره إلى الإصابة بغيبوبة السكر الكيتونية عند مرضى السكري من النوع الأول.
• الحماض الكيتوني السكري (غيبوبة السكر): عادةً ما يُصاب  مرضى السكري من النوع الأول بالحماض الكيتوني في شهر رمضان، وخاصة من يتكرر لديهم ارتفاع السكر في الدم. يحدث الحماض الكيتوني نتيجة لعدم حصول خلايا الجسم على ما يكفي من الجلوكوز خلال فترة الصيام، فتقوم الخلايا بحرق الدهون للحصول على الطاقة اللازمة، وينتج عن حرق هذه الدهون بعض الفضلات والتي تسمى الكيتونات، وتعمل هذه الكيتونات على زيادة حموضة الدم، وهذا قد يسبب خطورة كبيرة على مرضى السكر.
• الجفاف والجلطات الدموية: يعتبر الجفاف من أكثر المضاعفات شيوعًا التي يمكن أن تحدث لمريض السكري أثناء الصيام وخاصة في فصل الصيف، وذلك نتيجة لنقص السوائل التي يحتاجها الجسم. ويمكن أن يُسبب زيادة في لزوجة الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بالجلطات الدموية، لذلك يجب على مرضى السكري المسموح لهم بالصيام، أو مرضى السكري الممنوعين من الصيام وقرروا أن يصوموا شهر رمضان أن يشربوا كميات كبيرة من المياه في الفترة بين الإفطار والسحور للوقاية من الإصابة بالجفاف أو مضاعفاته الخطيرة.

نصائح لمرضى السكري لتجنب مضاعفات الصيام

هناك بعض النصائح التي يمكن لمرضى السكري، وخاصة مرضى السكري الممنوعين من الصيام، في حالة إصرارهم على الصيام، بما في ذلك ما يلي:

• تأخير وجبة السحور، لتوفير الطاقة اللازمة لفترة الصيام.
• اتباع جدول إفطار صحي ومتوازن، قليل الدهون وغني بالأطعمة التي تحتوي على الألياف. 
• تقليل المشروبات الغازية والعصائر الغنية بالسكر.
• الإكثار من شرب الماء، وتجنب العصائر الصناعية، لتجنب الإصابة بالجفاف.
• قياس مستوى سكر الدم خلال وقت الصيام، مرة صباحًا، وفي وسط النهار، وقبل الإفطار.
• تناول الفواكه المجففة مثل القراصيا والمشمشية.
• عدم الإفراط في تناول التمر(3 تمرات فقط).
• تجنب تناول الحلويات الرمضانية، واستبدالها بالفواكه والخضروات.

وختامًا، يجب على مرضى السكري الممنوعين من الصيام عدم صيام شهر رمضان، وذلك تجنبًا لتعرضهم لمخاطر ومضاعفات الصيام. وفي حالة إصرارهم على الصيام يجب استشارة الطبيب واتخاذ العديد من الخطوات الاحترازية قبل بداية الصيام، كما يجب عليهم الذهاب إلى الطبيب المعالج لمعرفة الوقت المناسب لتناول الأدوية، وتعديل جرعات الأنسولين لأنه عادة ما يقوم الطبيب بتغيير نوع  وجرعة الأنسولين في حالة الصيام.

اقرأ أيضًا:

مرض السكري في رمضان
كيفية تناول الأدوية في رمضان؟
متى يفطر مريض السكري في رمضان؟
جدول غذائي لمريض السكري في رمضان
الصيام لمريض السكري…متى يمكن لمريض السكري الصوم؟