إعلان رئيسي
مقالات ونصائح طبية

مرض البهاق أسبابه وأعراضه وطرق العلاج

ما هو البهاق

يمكن أن يلاحظ أحد تغير في لون الجلد، الذي يمكن أن يكون بسبب البهاق أو بسبب مرض جلدي أخر، وعلى الرغم من أن البهاق ليس له مضاعفات خطيرة إلا أنه قد يسبب الإحراج لصاحبه، بسبب المظهر الخارجي للمريض ونظرة المجتمع إليه على أنه شخص معدي يجب الابتعاد عنه وعدم لمسه وهي نظرة ظالمة تماما.

لذلك سنوضح في هذا المقال ما هو البهاق وكيف يتطور وما هي أنواعه وأعراضه وأسبابه وكيفيه تشخيصه وعلاجه.

البهاق أسبابه وأعراضه
البهاق أسبابه وأعراضه

ما هو البهاق؟

يعد اضطراب جلدي يتسبب في فقدان لون الجلد، حيث تظهر مناطق بيضاء ملساء (تسمى لطاخات إذا كانت أقل من 5 مم أو بقع إذا كانت 5 مم أو أكبر) على جلد الشخص.

في حالة الإصابة بالبهاق في مكان به شعر، فقد يتحول لون شعر الجسم أيضًا إلى اللون الأبيض.

قد تحدث الحالة عندما يتم تدمير الخلايا الصباغية (خلايا الجلد التي تنتج الميلانين، وهي المادة الكيميائية التي تعطي الجلد لونه) بواسطة جهاز المناعة في الجسم.

كيف يتطور البهاق؟

عادة، ما يبدأ البهاق في الظهور على شكل بقع بيضاء صغيرة قد تنتشر تدريجيًا في الجسم على مدار عدة أشهر.

في الغالب يبدأ البهاق في اليدين والساعدين والقدمين، والوجه، ولكن يمكن أن يتطور في أي جزء من الجسم، بما في ذلك الأغشية المخاطية (البطانة الرطبة للفم والأنف والأعضاء التناسلية والمستقيم) والعينين والأذنين الداخلية.

في بعض الأحيان تستمر البقع الكبيرة في الاتساع والانتشار، لكنها عادة ما تبقى في نفس المكان لسنوات.

يتغير موقع اللطاخات الصغيرة بمرور الوقت، حيث تفقد مناطق معينة من الجلد وتستعيدها.

عموماً، تختلف كمية الجلد المصاب من شخص للآخر، حيث يعاني بعض المرضى من قلة المناطق المصابة، بينما يعاني البعض الآخر من فقدان واسع للون الجلد.

ما هي أنواع البهاق؟

تشمل أنواعه ما يلي:

  • المعمم: وهو النوع الأكثر شيوعًا، ويعرف أيضاً باسم البهاق غير القطعي، وتظهر فيه البقع في أماكن مختلفة من الجسم.
  • القطعي: يقتصر على جانب واحد من الجسم أو منطقة واحدة مثل اليدين أو الوجه.
  • الغشاء المخاطي: يؤثر على الأغشية المخاطية للفم و / أو الأعضاء التناسلية.
  • البؤري: وهو نوع نادر تتواجد فيه اللطاخات في منطقة صغيرة ولا تنتشر في نمط معين خلال عام إلى عامين.
  • ثلاثي التصبغ: مما يعني أن هناك مركزًا أبيض أو عديم اللون، ثم منطقة تصبغ أفتح، ثم منطقة ذات لون طبيعي من الجلد.
  • العالمي: نوع نادر آخر من البهاق، حيث يفتقر أكثر من 80٪ من جلد الجسم إلى الصباغ.

ما مدى انتشار البهاق؟

يؤثر هذا المرض الجلدي على حوالي 1٪ أو أكثر بقليل من السكان في جميع أنحاء العالم.

على الرغم من أنه يمكن أن يصيب كل الأشخاص بالتساوي، إلا أنه،قد يكون أكثر وضوحا في الأشخاص ذوي البشرة الداكنة.

كما أنه يظهر بشكل شائع عند الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 30 عامًا. 

ونادراً ما يظهر البهاق في صغار السن أو كبار السن.

أسباب البهاق

على الرغم من أن أسباب حدوثه غير مفهومة تمامًا، إلا أن هناك عددًا من العوامل التي قد تؤدي إلى ظهوره، وهي كما يلي:

  • اضطراب المناعة الذاتية: قد يطور الجهاز المناعي للشخص المصاب أجسامًا مضادة تدمر الخلايا الصبغية التي تفرز الميلانين.
  • عوامل وراثية: بعض العوامل التي قد تزيد من فرصة الإصابة بالبهاق يمكن أن تكون موروثة، فحوالي 30٪ من حالات البهاق وراثية.
  • العوامل العصبية: حيث يمكن إطلاق مادة سامة للخلايا الصباغية عند النهايات العصبية في الجلد.
  • التدمير الذاتي: يتسبب خلل في الخلايا الصباغية في تدمير نفسها.
  • الحالة النفسية: قد يحدث أيضًا بسبب أحداث معينة، مثل الإجهاد البدني أو العاطفي.

نظرًا لأنه لا يبدو أن أيًا من التفسيرات يفسر الحالة تمامًا، فمن المحتمل أن مجموعة من هذه العوامل مسؤولة عن البهاق.

اعراض البهاق

فيما يلي بعض أكثر علامات البهاق شيوعًا والتي يمكنك التحقق منها:

  • فقدان متقطع أو واسع النطاق للون الجلد، يبدأ عادةً في الظهور في المناطق التي تتعرض لأشعة الشمس، مثل اليدين والذراعين والقدمين والوجه أو ثنايا الجلد (المرفقين أو الركبتين أو الفخذ).
  • ظهور شعر أبيض بصورة مبكرة فى الرأس والرموش والحواجب.
  • تغير لون الغشاء المخاطي المبطن للفم أو الأنف.
  • تغيرات أو فقدان التصبغ في لون العينين.
  • ألم أو حكة أو إزعاج في مناطق الجلد حيث تظهر البقع البيضاء أو الفاتحة.
مع الأخذ في الاعتبار أن هذه العلامات يمكن أن تظهر فى بعض الأجزاء دون غيرها ويمكن أن تكون منتشرة في أجزاء كثيرة في الجسم، عموماً لايمكن توقع تطور المرض، حيث  يمكن أن تنتشر البقع لأماكن أخرى، ويمكن أن تختفي من تلقاء نفسها، ولكن متابعة الحالة مع طبيب جلدية و اتباع التعليمات المناسبة يمكن أن يساعد المريض كثيراً.

هل البهاق مؤلم؟

في الحقيقة، إنه غير مؤلم، ومع ذلك، يمكن أن يصاب المريض بحروق الشمس المؤلمة على البقع الفاتحة من الجلد. 

لذلك، من المهم أن يحمي المريض نفسه من أشعة الشمس بإجراءات مثل ما يلي:

  • استخدام واقي الشمس على الجلد.
  • البقاء بعيدًا عن أشعة الشمس.
  • ارتداء الملابس الواقية.
لقد أبلغ بعض الأشخاص المصابين بالبهاق عن وجود حكة في الجلد في بعض الأحيان، بما في ذلك قبل بدء إزالة التصبغ.

كيف اتاكد من البهاق؟

عادة، ما يتساءل معظم الأشخاص عن كيفية معرفة ما إذا كان هذا التغير في لون الجلد بهاق أم لا.

في الحقيقة، لا توجد اختبارات منزلية تشخيص البهاق، ومع ذلك، يمكن إجراء فحص ذاتي عام للجلد والبحث عن أماكن فقدان التصبغ المتقطع أو واسع الانتشار.

يتمثل العرض الرئيسي للبهاق في ظهور بقع بيضاء أو أفتح على الجلد، التي تكون واضحة للجميع.

قد تساعد مراقبة الجلد بانتظام، مثل بعد الاستحمام أو تغيير الملابس، على اكتشاف الحالة مبكرًا والبحث عن تشخيص من طبيب الأمراض الجلدية.

مضاعفات البهاق

على الرغم من أن البهاق هو مرض جلد بشكل أساسي، إلا أن الأشخاص المصابين بالبهاق قد يعانون من مجموعة متنوعة من المشاكل:

  • الأثر النفسي: نظرة المجتمع لمريض البهاق على أنه مصدر العدوى ويجب تجنبه تؤثر في المريض بشكل كبير على الرغم أن المرض غير معدي تماما، وهنا يأتي دور الأطباء والعاملين في مجال الصحة لنشر الوعي بين العامة لمساعدة المريض كي يتعايش في المجتمع بصورة طبيعية.
  • قد يكون الجلد المصاب  أكثر حساسية لأشعة الشمس من باقي الجلد، لأنها تفتقر إلى الخلايا الصباغية.
  • يمكن أن يعاني الأشخاص المصابون بالبهاق من بعض التشوهات في شبكية العين (الطبقة الداخلية للعين التي تحتوي على خلايا حساسة للضوء) وبعض الاختلاف في لون قزحية العين (الجزء الملون من العين).
  • قد يكون هناك  بعض التهابات في شبكية العين أو قزحية العين في بعض الحالات، لكن الرؤية عادة لا تتأثر.
  • تزداد احتمالية الإصابة بأمراض المناعة الذاتية الأخرى لدى مرضى البهاق، مثل قصور الغدة الدرقية والسكري وفقر الدم الخبيث ومرض أديسون و الثعلبة البقعية.

تشخيص البهاق

عادة ما تكون البقع البيضاء مرئية بسهولة على الجلد، ولكن يمكن للطبيب تشخيص الحالة باستخدام ضوء الأشعة فوق البنفسجي (UV) على الجلد للمساعدة في التمييز بين الأمراض الجلدية الأخرى.

ما هي الأمراض الجلدية الأخرى التي تشبه البهاق؟

توجد بعض الحالات الأخرى التي تجعل الجلد يتغير أو يفقد التصبغ، وتشمل هذه الحالات ما يلي:  

  • ابيضاض الجلد الكيميائي: يؤدي التعرض لبعض المواد الكيميائية الصناعية إلى تلف خلايا الجلد  مما يؤدي إلى ظهور مناطق بيضاء خطية أو ملطخة من الجلد.
  • التينيا الملونة: يمكن أن تؤدي عدوى الخميرة هذه إلى ظهور بقع داكنة تظهر على البشرة الفاتحة أو بقع فاتحة تظهر على البشرة الداكنة.
  • المهق: وهي حالة وراثية تحدث بسبب وجود مستويات قليلة من الميلانين في الجلد والشعر و / أو العينين.
  • النخالية البيضاء: تبدأ هذه الحالة بمناطق حمراء متقشرة من الجلد، التي تتلاشى في بقع متقشرة أخف من الجلد.

العلاج

مرض البهاق ليس له علاج نهائي ولكن الغرض الأساسي من العلاج هو عدم انتشار البقع في باقي الجسم ومحاولة استعادة لون الأجزاء المصابة به.

نذكر في مقالنا أهم طرق العلاج:

العلاج بالأدوية

لا يوجد عقار يعالج تماما ولكن هناك بعض الكريمات التي تساعد في استعادة الصبغة على المدى الطويل تستخدم بمفردها أو مع طرق علاج أخرى.

تستخدم الكريمات التي تحتوي على:

  • مضادات للالتهاب مثل الكورتيزون والذي يظهر أثره بعد عدة شهور، رغم فاعلية هذا النوع لكن طول مدة الاستخدام يؤدي ألى بعض الآثار الجانبية.
  •  التاكروليماس والذي يعطي أثرا جيدا فى البقع صغيرة الحجم في الوجه والرقبة والآثار الجانبية أقل من الكورتيزون.

العلاج بالأشعة

تستخدم الأشعة فوق البنفسجية للعلاج حيث يتناول المريض عن طريق الفم مادة تسمى سورالين ثم يتعرض للأشعة مدة محددة حسب الحالة ويتكرر ذلك عدة مرات أسبوعيا، يبدأ المريض في التحسن تدريجيا.

قوة ومدة الأشعة المستخدمة يحددها الطبيب المختص وتختلف من مريض لآخر حسب لون البشرة.

العلاج بالليزر

يساعد العلاج بالليزر الأشخاص الذين يزعجهم مظهرهم بسبب البهاق، حيث يعمل العلاج بالليزر على تحفيز الجلد على إنتاج المزيد من الميلانين.

 يركز العلاج بالليزر على المناطق المصابة فقط ، لذلك لا تتأثر بقع الجلد السليم.

خلال فترة العلاج، من الممكن استعادة لون البشرة الطبيعي في المنطقة المعالجة، حيث تعتمد مدة خطة العلاج على مدى انتشار البهاق لدى المريض.

قد يعتقد البعض أن العلاج بالليزر يعمل على علاج البهاق في ساعة، على أساس أن الجلسة تستغرق حوالي نصف ساعة.

ولكن، في الحقيقة، يحتاج العلاج لعدة جلسات.

العلاج بالجراحة

هناك طرق جراحية للعلاج منها زراعة الجلد وفيها يقوم الطبيب بإزالة طبقة من الجلد السليم وزراعتها على المكان المصاب.

مواد حديثة تستخدم للعلاج

  • أفاميلانوتايد: دواء يساعد على تحفيز الخلايا الصبغية لإنتاج الميلانين ويزرع تحت الجلد.
  • البروستاجلاندين إي :٢ يستخدم أيضا موضعيا للتحكم في الخلايا الصبغية (في صورة جل).
  • توفاسيتينيب: دواء لعلاج التهاب المفاصل وله دور في علاج البهاق.
البهاق أسبابه وأعراضه
البهاق أسبابه وأعراضه

نصائح إضافية

يجب أن يستخدم مريض البهاق واقي للشمس بدرجة حماية عالية لأن الميلانين مسئول عن حماية الجلد من الشمس.

كما ينصح بتناول فيتامين دال لأن المريض يتجنب الشمس لذا يعاني أحيانا من نقص فيه.

في الختام نذكركم أن مرض البهاق غير معدي باللمس لذا يجب أن ندعم مريض البهاق بكل الصور ولا نشعره أنه منبوذ مجتمعيا طوال الوقت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!